| الثقافية
أ,د, محمد العيد الخطراوي
إن اسهام الأستاذ عبدالكريم الجهيمان في التراث والثقافة اسهام غني بمفرداته ومستوياته، فمن الصحافة إلى الشعر إلى أدب الأطفال إلى الأساطير والأمثال الشعبية، وهذه التعددية في الاهتمامات هي سمة الأدباء الرواد بالذات.
ومن يحاول ان يقتدي بهم في التزود,, وهي بلاشك مغامرة ضخمة، قد ينتج صاحبها فيعد من العباقرة والملهمين,, وقد يفشل فلا يكون شيئاً أو عبقرياً بلاعين! !!
فقديماً قالوا: من أراد أن يكون كل شيء,,! فلن يكون شيئاً!!
لكن العباقرة من نسميهم بالموسوعيين تتعدى عطاءاتهم واهتماماتهم وتخصصاتهم.
* فإن تحدث أو كتب في أحد تخصصاته اعتقدنا انه علمه الأوحد وميدانه المختص فيه الذي لا يحسن غيره.
كان الرواد ومن قبلهم من علماء الأمة لا يعرفون التسطيح المعرفي! والتظاهر بما ليس فيهم,, وكذلك كان الجهيمان .
رجلاً عالماً أديباً يحسن معارف كثيرة بعضها أتيح له ان يبدو ويبرز وبعضها الآخر تعرفه منه اذا تكلم أو دخل في حوار منطوق أو مكتوب.
هكذا كان عبدالكريم الجهيمان عالماً عازفاً بعيداً عن الادعاء والجرأة، فإذا استثير أو هوجم فهو الليث عادياً,, والسيل هادراً وكذلك تكون غضبة الحليم.
* ولاشك ان اسهامات الجهيمان المتنوعة قد أسهمت بشكل فعال في اثراء تجربتنا الأدبية واضاءة وجهنا المعرفي ورسم تقاسيم معالمه الفنية وبخاصة في مجال أدب الأطفال والأساطير الشعبية، ومشاركاته الأدبية الأخرى المبكرة التي تحمله عبء انشاء صحيفة أخبار الظهران في مدينة لا عهد لها بالصحافة وقد أفاد دون شك من التجربة الصحفية التي خاضها قبله رفاق المهنة بالحجاز في مكة وجدة والمدينة.
فهو رائد الصحافة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.
ويمكن استثمار أعمال الجهيمان الأدبية والاستفادة منها وما يماثلها من أعمال، باخضاعها للدراسة النقدية والتحلق لمناقشتها، وعقد الندوات حولها، كما يمكن تطويرها وتحويل قطعه التي كتبها للأطفال ومجموعة الأساطير الشعبية إلى اعمال تمثيلية للاذاعة أو التلفاز وقد قرأت مؤخراً في صحفنا عن توجه بعض الممثلين والفنانين السعوديين الى البدء في تنفيذ ذلك.
* وشيء ثالث أيضاً يتمثل في اتمام بناء ما بدأه والمضي به قدماً إلى الأمام والتوسع فيه.
وذلك بندب المتخصصين للكتابة للأطفال حيث نعاني من نقص كبير في أدبنا في هذا الاتجاه وتخصيص فريق في كل منطقة تابع للجامعات أو ادارات التعليم وبتوجيه من امارات المناطق في مدة محدودة لجمع الأساطير والخرافات الشعبية.
فقد بات بعضها مهدداً بالموت بسبب موت الكبار وأهل الخبرة فيها وما جمع الجهيمان منها إلا الأقل، وهو ما وصل إلى جهده وكفاحه العظيم وارادته البحثية والثقافية الثرية!
ولكنه لم يجمع ولم يدع جمع كل أساطير المملكة العربية السعودية؟
بهذا في اعتقادي نكون قد حققنا أمانينا وأماني الأديب الكبير الرائد عبدالكريم الجهيمان !
|
|
|
|
|