| الثقافية
حمد العسعوس
سبق أن اتصلت بي جريدة الجزيرة للمشاركة في اعداد ملحق خاص عن أبي سهيل الأستاذ عبدالكريم الجهيمان، بصفته رائداً من رواد الأدب المحلي، أخذ على عاتقه مهمة جمع وتسجيل وطبع الثقافة المحلية في نجد والجزيرة العربية ونشرها,, رغم لغتها العامية، ورغم كل الصعوبات والانتقادات التي واجهها بشجاعة نادرة وعزم واصرار، وذلك من منطلق ايمانه بما يحمله ذلك التراث من قيم أدبية وأخلاقية وجمالية، ومن منطلق وفائه لأجدادنا الذين سجلوا اشعارهم، وحكاياتهم، وأحاجيهم، وأمثالهم بلسان عامي مبين.
وأتذكر انني استجبت للدعوة، ضمن من استجابوا لدعوة الجزيرة وأسهمت في الكتابة للملحق الخاص بمقالة قصيرة تدور حول هذا المحور، دافعت فيها عن جهود الرجل في خدمة الأدب والتراث المحلي، كما دافعت عن هذا التراث وحاولت التأكيد على أهميته وأهمية تدوينه وتوثيقه، وأيدت في آخر المقالة فكرة استثمار ذلك التراث المتعلق بالأساطير الشعبية بالذات والافادة منه، عن طريق تحويله إلى مسلسلات ومسرحيات وأعمال درامية.
***
واليوم تعاود الجزيرة الاتصال مرة أخرى للإسهام في تسجيل موقف وفاء جديد مع استاذنا الكريم أبي سهيل وذلك بمناسبة ترجمة اعماله إلى اللغة الفرنسية، وتحويل نماذج منها إلى أعمال درامية محلية بالتعاون مع نجمي الكوميديا عبدالله السدحان وناصر القصبي, في المشاركة السابقة لم يكن أمامي سوى أعمال الرجل، وكان عهدي بها قديماً.
أما هذه المرة فتأتي المشاركة بعد تشرفي بلقاء الاستاذ مرتين، مرة في منزله، ومرة في منزل مدير العلاقات الأدبية والثقافية بمدينة الرياض الأستاذ محمد القشعمي.
لقد أكرمني أبو يعرب عندما دعاني خلال شهر رمضان الفائت لزيارة أبي سهيل حيث استقبلنا في منزله ببساطته المعهود وبتواضعه المعهودة وبطرافته الطاغية وبمجموعة من أعماله.
كما أكرمني مرة ثانية بدعوتي للقائه على مائدة الإفطار مع ثلة من المثقفين في منزل أبي يعرب .
وبعد اللقاءين خرجت ببعض الانطباعات عن الرجل منها:
1 انه يقرأ بنسبة عشرة أضعاف مما يأكل، لأنه يطبق الحديث القائل: حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه والأثر القائل ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه .
2 انه يمارس رياضة المشي، ورياضة السباحة بشكل منتظم.
3 انه لا يزال يتمتع بذاكرة قوية، وقوام رشيق، وعقلية متفتحة، وذهن حاضر ومتوقد.
4 انه متواضع تواضع الكبار في مظهره ومخبره ومنطقه وفي شأنه كله.
5 انه لا يزال محباً للسفر والترحال رغم كبر سنه، لأنه يحب الاكتشاف والتغيير والترويح عن النفس.
وبعد,, فإنني أود أن أعترف بأنني لم أقرأ مجموعة الكتب التي أهداني إياها أو أهدانيها في اللقاء الأول، ولكني قرأت الرجل خلال اللقاءين قراءة فاحصة، لأنه كتاب مفتوح أمام جميع محبيه ومريديه.
وفي اللقاء به ما يغني عن قراءة مجلدات من الأدب العربي والتراث الشعبي.
إنه موسوعة تضم كل تفاصيل الثقافتين الفصحى والشعبية.
حفظ الله أبا سهيل,, ورعاه، وكثر من أمثاله، ومتعه بالصحة والعافية، وجزاه عن أهلنا وأجدادنا كل خير.
|
|
|
|
|