أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 20th April,2000العدد:10066الطبعة الأولىالخميس 15 ,محرم 1421

الثقافية

محطات في حياة الجهيمان
محمد عبدالرزاق القشعمي
1 فتح أبو سهيل الأستاذ عبدالكريم الجهيمان أمد الله في عمره عينيه على الحياة وقد افترق والده عن والدته، وكان والده كثير الأسفار، فكان عبدالكريم يعيش تارة لدى أمه وتارة لدى أخواله وأحياناً لدى والده بعد زاواجه من أخرى, ولكثرة غياب والده فقد بقي مدداً طويلة لدى والدته وأخواله، وما لبثت والدته أن تزوجت وانتقلت لزوجها بالقرية المجاورة وتركته لدى اخواله فخسر كما يقول حنان أمه وعطفها عليه، فبدأ يضمر لزوجها كرهاً شديداً لخطفه والدته منه، فكانت والدته تزور أهلها مرة أو مرتين في الأسبوع فتهتم به وتنظف جسمه وملابسه وتشرف على مأكله ومشربه فيأنس لوجودها وينسى حقده عليها وعلى زوجها الجديد, ولكنها بعد فترة قصيرة تستعد للعودة إلى بيتها الجديد فيهم بمرافقتها، ولكنها تصده وتحاول اقناعه بالبقاء لدى أخواله، فيتألم ويثور ويزداد كرهه لزوجها، الذي سريعاً ما تحول إلى كره لها.
ولكن هذا الكره يتلاشى حينما تعود لزيارته مرة أخرى وتضمه إلى صدرها وتظهر له عواطف الأمومة، فإذا همت بالعودة إلى بيتها ويئس من مرافقتها سبقها إلى مرتفع بين القريتين الوقف وغسله القراين، بعد أن ملأ حجره بالحجارة فإذا مرت والدته في طريقها إلى قرية زوجها جعل يرميها بالحجارة وهي مدبرة لا تراه، وكانت تتجاهل فعلته مما يزيده حماساً ويشجعه على قذفها بالحجارة رغم عدم اصابتها مباشرة بها، ولكن مجرد تفريغ للغضب الذي يحس به.
2 ويقول انه أثناء طفولته قد لحق بوالدته وهي ذاهبة مع نساء القرية ليحصدوا الزرع وكان مكانه بعيداً عن السكن فخاف عليه جده من الضياع أو اشغال والدته عن عملها فأرسل أحد رجال القرية لاعادته فرفض العودة، فما كان من الرجل إلا أن حمله فوق كتفه فبحث الجهيمان الطفل عن وسيلة يعاقب بها هذا الرجل الذي حرمه من اللحاق بوالدته وفعل فعلته التي فعلها فشعر بارتياح شديد لانتقامه منه.
3 ورد في الصفحة 133 من مذكرات أبي سهيل أنه في عام 1353ه 1932م أي قبل 68 عاماً من الآن وهو يدرس في المدرسة الفيصلية في حارة الشبكية بمكة المكرمة، وأنه كان يؤلف بعض المقررات المدرسية في الفقه والتوحيد ويشارك الأستاذ عمر عبدالجبار رحمه الله في تأليف بعض الكتب المدرسية الأخرى مثل كتاب المحفوظات، وعندما نقل مدير المعارف السيد طاهر الدباغ إلى مجلس الشورى تولى بعده الشيخ محمد بن مانع وأراد أن يختط لنفسه سياسة تختلف عن سابقه ومنها إلغاء تلك المقررات لعدم اقتناعه بها، وكان ينتقده لكثرة كلامه وقلة عمله فأحصى عليه بعض السقطات، فكتب به شكوى للملك عبدالعزيز، وجاء من يخبره ان الشرطة تبحث عنه فما كان منه إلا أن ذهب لمدير الأمن العام آنذاك مهدي المصلح في قصر الحميدية بمكة المكرمة، حيث سلمه لجندي أدخله السجن وهو عبارة عن غرفة بجوار ماكينة الحرم الكهربائية التي تضيء الحرم المكي ليلاً وتنطفىء نهاراً وكانت كما يقول هي الماكينة الوحيدة في مكة اذ أن الأهالي يضيئون بيوتهم بالسرج وإذا اشتغلت الماكينة ليلاً تزعجه ولا تتركه ينام، فكان يسهر ليلاً وينام نهاراً وهكذا أمضى سبعة أيام بدون سؤال ولا جواب ولا تحقيق، وبعد مضي الأسبوع وهو على هذه الحال,, استدعاه مهدي بيك مدير الأمن العام وأبلغه بأن الملك عبدالعزيز قد عفا عنه مع أنه قد تعرض لأكل لحم عالم من علماء المسلمين وأشعره بأن لحوم العلماء مسمومة، وطلب منه أن يكتب خطاب اعتذار للملك وآخر يتضمن تعهداً بألا يتدخل في شؤون ليست من اختصاصه.
4 عند اصداره جريدة أخبار الظهران بالخبر عام 1374ه 1954م وطباعة الأعداد الأولى منها ببيروت ثم بدأ اصدارها من الدمام نصف شهرية مؤقتاً، وهي أول صحيفة تصدر بالمنطقة الشرقية، وكان أبو سهيل هو المسؤول الأول عنها ومسؤولاً عن جميع ما ينشر فيها,, ويذكر في مذكراته أنه في يوم من الأيام جاءه مقال بتوقيع محمد بن عبدالله وموضوع هذا المقال هو تعليم الفتيات، فأعجبه المقال ونشره مقتنعاً بما فيه من الآراء، ولكن بعد أن قرأه المسؤولون استغربوا نشره، فسألوه عن كاتبه فقال انه محمد بن عبدالله وإنه لا يعرفه، فقالوا إما أن تدلنا على كاتبه أو تكون أنت المسؤول عن جميع ما ورد فيه، فتحمل مسؤوليته وأوقف عن العمل وأوقفت الصحيفة عن الصدور وأوقف رئيس تحريرها وقد أشار إلى ذلك فاسييليف في كتابه تاريخ العربية السعودية ان جريدة الظهران قد أوقفت بسبب مقال نشر بها يطالب باتاحة الفرصة لتعليم البنات، وقد مكث موقوفاً واحداً وعشرين يوماً، ولم يشعر بعد هذه الأيام إلا بالجندي وهو يفتح الباب فجأة,, ويقول له خذ فراشك واذهب لأهلك.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved