أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 20th April,2000العدد:10066الطبعة الأولىالخميس 15 ,محرم 1421

مقـالات

بوح
التلوث المخيف
إبراهيم الناصر الحميدان
ويستمر الجدل حول الحد من التلوث وهل الصناعات هي المتسبب الاول ام ان التجارب العلمية اكثر ضرراً, انما كيف تسير الحياة الانسانية نحو الرقي دون ما إخضاع المكتشفات الى سبر نتائجها.
واذا كان التلوث قد طال سقف الكرة الارضية الغلاف الجوي فأحدث شرخاً رهيباً فكيف السبيل الى إيقاف تدهور الوضع الصحي عالمياً؟
إنه جدل سوف يستمر حتى يتمكن حماة البيئة من السيطرة ولو نسبياً على المهماز الرئيسي لهذا التفاقم وهو امر بعيد المنال لأن الرؤوس المسيطرة لن ترضى عن التنازل عن أحقيتها الاستثمارية وارباحها الطائلة الا انه بضغوط دولية قد يصار الى نوع من التقنين وايقاف الآلة الرهيبة باستخدامات الرحى الذرية الطاحنة باعتبارها أشد فتكاً بالنسبة للتلوث البيئي, على ان انتشار الاوبئة عن طريق الهواء المتفاعل في الاجواء هو الذي يضع علامات الاحباط والاستفهام فالهواء النقي لم يعد الحصول عليه من الامور الهينة بدليل ان الأوبئة اخذت تقتحم حتى الاماكن المعزولة صحياً, وليس مثل هذا القول لتثبيط الهمة انما لتكثيف الجهود في مواجهة هذا العدو الذي يهاجم كافة القلوع, وهذا ما أخذ يشجع على استعمال بعض المضادات والاجهزة التي تدعي بعض الصناعات الى اكتشافها حتى تنال بيئة نقية داخل منزلك وهي تباع بسعر مرتفع, ثم هناك حديث عن تلوث المياه التي نستعملها بكميات كبيرة من الاملاح, يقوم باكتشافها بعض المخبرين وهم مندوبو شركات مصرح لها بالعمل كما يبدو إذ عن طريق بعض المحاليل يكشفون لك عن كمية تلك الاملاح التي تترسب في الجسم ويستطيعون معالجتها عن طريقهم بشراء أجهزة تمتص تلك الاملاح وتسحبها من تخللها للماء الذي نستعمله!!
إن مندوبي هذه الشركة يجوبون المنازل ويقدمون خدماتهم المخبرية بالتحليل مجاناً وبعقود مشفوعة بشهادات من جهات متخصصة عالمياً ومعترف بها, فإذا كانت الجهات المسئولة لدينا صحياً وبيئياً تؤكد تلك المخاوف فلماذا لا تعمل على تلافيها من اماكن توزيع الماء الذي تدفع الدولة ملايين الريالات من اجل توفيره بعدة وسائل, أليست الاملاح ضارة للجسم طالما هي تترسب في الاماكن التي تحاول مكافحة هذه السموم الكلى التي يشكو مئات المرضى من اعراضها ونحن نستقدم أجهزة غالية الثمن من اجل تفتيت تلك الحصى في الجسم؟ ووزارة الزراعة والمياه هل هي على علم ايضاً بما تختزنه تلك المياه المحلاة من اجسام ضارة فلماذا لا تتصدى لها قبل توزيعها عن طريق التنقية الى المنازل.
اسئلة محيرة خاضعة للتفكير والتأمل في اسباب التهاون بشأن هذه الاملاح المتغلغلة في مكونات المياه التي نشربها؟ إنه امر صميمي وليس في نطاق الترف طرح مثل هذا التساؤل الذي نرجو من الجهات المسئولة إيضاحه علمياً وليس انشائياً كما هي عادة بعض المصالح لتهدئة المخاوف والشكوك.
وقد تكون لنا عودة لطرح جوانب من هذا الموضوع ان شاء الله.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved