| مقـالات
يظل مفهومنا لذاتنا ونظرتنا إليها وكيفية تعاملنا معها أحد العوامل الحاسمة التي تسهم بشكل أو بآخر في سعادتنا ورضانا عن أنفسنا.
وحقيقة الأمر، أن ما يتعبنا في كثير من الأحيان ويضايقنا ويجعلنا ننظر لحياتنا على أنها حياة تعيسة لا معنى لها والعياذ بالله ! هو أننا لا نعرف ماذا نريد تحديداً ولا كيف نصل الى ما نحلم به ونتوق إليه!
وحينما تتأمل ، ترى الانسان منّا أنا وأنت وهو وهي مُتعبا نفسياً من الداخل ومشتّتاً وفي حالة قلق مستمرة وخوف من شيء لا يعرفه، أو انه لا يريد أن يعرفه بل إن كل ما يريد أن يعرفه هو كيف يتخلص من هذا الشعور المتعب الذي جعله في حيرة من أمره هذا الشعور الذي يريد أن يعرف له سببا واضحا.
نعم فالانسان منا أحيانا وفي ظل ظروف مُتعبة كهذه، يريد من يأخذ بيده ويدلّه على الطريق الصحيح الذي يوصله بإذن الله إلى العلاج الناجع الدائم وليس العلاج الوقتي الذي يضطر بعده الى مواصلة البحث عن المتاعب من جديد.
انه يريد من يقف بجانبه ليتأكد أهو سلك الطريق الصحيح أم الطريق الخطأ؟ يريد من يتقدمه بخطوات ثابتة واثقة كي يُعطيه الثقة بنفسه ويُقدِم هو الآخر دون تردد، يريد من يقف خلفه كي يحرسه بعد الله وكي يؤكد له أنه لا سبيل للرجوع للخلف ولا للنظر للماضي الذي لم يجن منه سوى الألم والتراجع والعودة للسلبية التي هو بحاجة للتخلص منها والتخلي عنها بأي ثمنٍ كان!
إن ما يُتعبنا بحق أننا نشعر بالجبن من الداخل ولا نستطيع أن نتخذ قرارات مُنصفة في حق انفسنا حتى لو كانت من صالحنا!
ترى أهذا لأننا ضعفاء؟ أم لأننا لسنا على استعداد بعد ان نخسر ما في أيدينا بسهولة وهو من هو بالنسبة لنا، ولذلك نتمسّك به بشدة لأنه من الصعب الحصول على مثله، في وقت نحن نعلم أن القرار الذي نتخذه بالتنازل عن هذا الحق البسيط أيّا كان بالنسبة لنا، انما قد يكون فيه نهايتنا وخسارتنا لكل شيء! وفي وقت نحن لسنا مستعدين فيه للخسارة او تحمل تبعاتها المؤلمة.
وقد يبدو هذا الكلام صعباً أو مؤلماً أو مبالغا فيه, هكذا قد ينظر إليه البعض، ولكن صدقوني انني لا أتحدث من برج عاجي، بقدر ما أتحدث بلسان حال الكثيرين ممن هم على هذه الشاكلة ويعيشون نفس التجارب المتعبة، ومع ذلك لم يسمع بهم أحد، ولم يشعر بهم أحد، ولم يهتم بهم أحد، رغم أنهم الافضل في كل شيء بشهادة كل من حولهم وبشهادة من تعامل معهم عن كثب.
المتعب بالفعل، أنك رغم كثرة من حولك، فأنت تشعر بالغربة!
تجلس معهم، هذا صحيح, ولكنك معهم بجسمك اما عدا ذلك فبعيد كل البعد عنهم!
ولعل السؤال يظل كيف الخلاص؟ كيف أبتعد عن تلك المنغصات؟
كيف أعود لنفسي مرة أخرى بعدما أفتقدتها؟ أهناك من وسيلة؟
ان مثل هذه التساؤلات المحيّرة لدى الكثير منا بحاجة لأن نعرف انفسنا اكثر، بل الاكثر من ذلك بحاجة لأن نعرف دائرة التأثير لدينا وبداخلنا، تلك الدائرة التي تنمو ويتسع حجمها بالممارسة والمداومة فكل منّا لديه دائرتان، دائرة تأثير وتشمل تلك الاشياء التي يمكنه التأثير عليها مباشرة, ودائرة الهموم التي تشتمل على كل الامور التي يهتم بها.
ولو حدث وركّزت أنت على دائرة الهموم وقلت في نفسك: أنا لا أستطيع فعل شيء! لا احد يسمعني! لا أعرف كيف أتصرف! الناس يقولون عني كذا! إلى الخ من تلك الامور، فإنك بذلك ودون ان تدري سوف توسّع دائرة همومك، ليس ذلك فحسب بل تضيق من دائرة التأثير لك.
فأنت من دون ان تشعر وبطريقتك تقلّص من مساحة التأثير الايجابي لديك وتغطيتها لدائرة او مسام الهموم في الوقت الذي يفترض ان يكون العكس.
فأنت وأنا ، بحاجة لأن نركز على الاشياء التي نحن قادرون على التحكّم فيها وليس على الاشياء التي يصعب علينا التحكم فيها، كي نوسّع دائرة التأثير لدينا وبذلك نستطيع ان نخرج من القمع الذي وجدنا نفسنا فيه دون ان نشعر.
إن من أبسط حقوقنا في الحياة ان نعيشها، أن نستمتع بها كما أرادها الله لنا.
من أبسط حقوقنا أن نسأل أنفسنا, هلّا اعطينا مشاعرنا ما تريد؟
هلا سألناها ماذا ينقصها؟ هلّا أشركنا هذه المشاعر أخرى تماثلها؟ هلّا أعطيناها الفرصه المناسبة للتعبير عن نفسها؟
من ابسط حقوقنا أننا حينما نرى من يهتم بنا بصدق ان نرتاح إليه وان ندعو له ونخاف عليه، لا لشيء سوى اننا معه وجدنا الأمان الذي نبحث عنه بعد الله، لا لشيء سوى أنه بدّد وحشة الغربة لدينا واستبدلها بحياة حلوة صافية تتزاحم فيها المشاعر الجميلة والاحاسيس العذبة, حياة أقل ما يقال عنها أنها حديقة جميلة أينما تلتفت وفي اي اتجاه ترى من حولك الزهور والورود من كافة الاشكال والألوان.
حياة عبارة عن مجموعة من الحب والحنان والأمل والصدق الذي تنام وهي مضمومة الى صدرك بكل حرص وتصحو من نومك واذا بك تراها ما زالت نائمة بجانبك، لأنها هي الاخرى تريد قُربك بعد ان عرفت انك انت الحلم, فهلا كنت ذلك الأمل؟ ذلك الحلم؟
همسة
من أنا,.
إن لم أكن لك,.
أخاً حقيقياً؟
إن لم أكن لك,.
صديقاً وفيّاً؟
إن لم أكن لك,.
أبا مثالياً؟
***
من أنا,.
إن لم أكن لك,.
صدراً حنوناً؟
إن لم أكن لك,.
شمعة مضيئة؟
ان لم أكن لك,.
سنداً قوياً؟
***
وما دوري,.
إن لم أقف معك,.
وقت حاجتك لي؟
إن لم أسأل عنك,.
حينما لا أراك؟
إن لم أطمئن عليك
حينما أفتقدك؟
***
بل ماقيمتي,.
إن لم تكن أنت,.
محور اهتماماتي,,؟
إن لم تكن أنت,.
سبب ابتساماتي؟
إن لم تكن أنت,.
نبضُ حياتي؟
***
أبعد هذا تخشى الوحدة؟
تعاني الغربة؟!
تذهب لغيري؟!
لا,, فلست وحدك,.
اطمئن,.
إنك في حنايا الروح وأروقته,.
في سرايا القلب وأقبيته,.
|
|
|
|
|