| مقـالات
فوجئت بسيل من الاتصالات غمرني صبيحة يوم الأحد إثر مقالة (شيبان المدارس,, يا معالي الوزير).
وكانت من تربويين وتربويات يرون أنني أخطأت التعبير بوصف المعيدين بالشيبان وكأنما أسخر من عجزهم وقدراتهم التي لم تخولهم لاجتياز مواد المرحلة المتوسطة فظلوا يكررون الإعادة لأنه ليس ثمة خيارات أخرى أمامهم,.
ولقد فوجئت بأن إحدى التربويات الشهيرات (احتفظ باسمها) تعاني من عدم قدرة ابنها على تجاوز المرحلة المتوسطة وهي ترى أن تحويله للدراسة المسائية أمر لا يحتمل فذاك سيعرضه للضياع لأنه سيقضي النهار فارغا مما سيجعله طعما سائغا للانحرافات السلوكية.
وهي ترى أنني لم أوفق في تبني فكرة مديري المدارس في تحويل هؤلاء (الشبان) الى التعليم المسائي لأن أولئك المديرين يريدون إراحة رؤوسهم من معاناة التربية والجهاد فيها دون أن ينظروا لمستقبل الطالب وما سينعكس عليه من آثار سلبية إثر تحويله للمسائي ودراسته مع (الشيبان) فعلاً.
وللذين رأوا أنني لم أوفق في الوصف وقد دخلت نفق السخرية غير المستحبة حين وصفت أولئك المعيدين بالشيبان.
أقول أولاً إن كلمة (شايب) لا تثير في نظري معنى السخرية غير المستحب فالسن الكبيرة ليست مثلبة في حق الإنسان وعدم تجاوزهم لمرحلة المتوسطة لم يكن حسبما فهمت من خطابات بعض مديري المدراس عن ضعف عقلي أو ما شابه، بل كان نتيجة استهتار وعدم إحساس بالمسؤولية وتخلٍ من الأهل عن دور الموجه,.
أما عن خطئي في طلب تحويل أولئك إلى التعليم المسائي فأقول للعزيزة التربوية الكبيرة إنني ومديري المدارس لم نعن الطلاب الأسوياء أخلاقياً والذين يعيدون السنة نتيجة ضعف في بعض المواد لأن الطالب الخلوق لن يمثل خطراً على صغار التلاميذ كبر أم صغر,.
لكنني كنت أعني أولئك الذين يمثلون خطراً مخاتلا يتحين الفرص لإحداث انحرافات سلوكية في المدرسة وإدخال صغار التلاميذ إلى منحنيات أخلاقية شائكة.
وهي معاناة تفهمتها بصدق من أولئك القائمين على إدارات المدارس.
أما خطر الفراغ النهاري على أولئك المعيدين فإنني أعود لمسألة الموازنة بين إحداث خلل في جيل كامل من التلاميذ أو تحويل طالب غير سوي سلوكياً بذلت من أجل إصلاحه كل الطرق الممكنة وغير الممكنة ولم تجد نفعاً,,.
والعقل يقول إن تحويل مثل هذا الطالب هو الأكثر أماناً، أما عن الخيارات الأخرى النهارية التي يفترض أن توجد فذلك ما سيكون له حديث آخر بإذن الله,.
وقبل وبعد,, نحن نختلف لأننا نتفق في النهاية على مصالح الوطن الذي نتمناه دائماً نقياً مضيئاً,,.
|
|
|
|
|