أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 20th April,2000العدد:10066الطبعة الأولىالخميس 15 ,محرم 1421

مقـالات

ترانيم صحفية
مَن الزوج الذي يستحق الاحترام؟!
نجلاء أحمد السويل
من المعروف ان العلاقات الانسانية بين الأفراد هي علاقات معقدة لأنها تحوي الكثير والكثير من المشاعر المختلطة والمختلفة المتداخلة والتي يعجز الفرد عن تفصيلها وعن الحكم باستقلاليتها ولاسيما العلاقة بين الزوجين أي الرجل والمرأة فهذا النوع من العلاقات الانسانية له كيانه الخاص في هالة الديناميات الاجتماعية فكل من الرجل والمرأة لديه حقوق وعليه واجبات وكل هذا في اطار الأطفال والشعور بالمسؤولية وغير ذلك وبين هذا وذاك فإن تقارب وجهات النظر هو من أهم مقومات الحياة الزوجية وعلى الرغم من ان الوصول الى صورة موحدة من الآراء والأفكار يظل أمراً غير بسيط الا ان محاولة تحقيق هذا الهدف هو أمر غاية في الأهمية لما يوفره هذا العنصر من استقرار وتقارب وتحاب ومن الأعمدة التي تقوم عليها الحياة الزوجية الاحترام وقد يظن البعض ان الطاعة بين الطرفين تشير الى ذلك الا ان الأمر خاطىء فلا أظن ان الطاعة يوما تكون مرادفة للاحترام ولا يعني تلبية كل من الطرفين لمتطلبات الطرف الآخر ترجمة معنى الاحترام فهي لا تترجم سوى الرغبة في الاستقرار وهي الغريزة البشرية التي يحاول الانسان دائما اشباعها لذاته وهنا سؤال يطرح نفسه وهو متى يستحق كل من الطرفين ان يحترم الآخر؟
ان كثيراً من الأزواج يظنون ان الناحية القيادية في المنزل هي التي تفترض ان يحترم الخاضع من هو أعلى منه الا ان المعادلة لا تحسب بهذا الشكل السطحي فالاحترام هو من المعاني السامية التي تفرضها طريقة التعامل الرفيعة بين الزوجين!
فالاحترام يعني ان يرسم كل من الطرفين الصورة الايجابية عن نفسه امام الآخر لينال بها الاعجاب أولا ثم يصل لمرحلة الاحترام, والزوج او الزوجة لا يستحق ان يحترم أحدهما الآخر اذا كان أحدهما يحمل من السلوكيات السلبية ما يجعله بعيدا كل البعد عن ميدان الاحترام وفي المقابل فإن مجموعة الايجابيات في التعامل من خلال قناة العواطف والتوادد والتحابب هي الأمر الذي يرسم الخط الأول لمعنى الاحترام,, فمثلا ترى بعض الأزواج الذين لا يقدرون مسؤولية منازلهم وترى الزوجة هي التي تتكفل بهذا ومع ذلك هم يطالبون بالاحترام او التقدير، او العكس ان ترى الزوجة ابعد ما تكون عن تحقيق سعادة أطفالها وزوجها وهي تنتظر ان تكون كفيلة بالاحترام، او تكون مهملة في منزلها بشكل أو بآخر ثم تنتظر ان تكون كفيلة بالاحترام!! وكما ذكرت فإن السلطة القهرية داخل المنزل تجعل الطرف المتسلط يشكل نوعا من الرعب والاسى والخوف والمعاناة للطرف الآخر الا انه لا يشكل رمزا للاحترام!! لذلك فإن اول ما يخدش تقدير واحترام احد الطرفين لبعضهما هو اللامبالاة التي يجسدها احدهما في اهماله لصورته وكيانه الايجابي داخل اطار الاسرة وهذا ما يجعل بعض الأزواج او الزوجات يحظون باحترام بالغ من محيطهم حتى بشكل عام لأنهم حاولوا ان يكونوا كما يفترض من خلال تقدير المسؤولية ودون ان تكون لهم أي أدوار تسلطية قيادية سواء داخل أسرهم او حتى في محيطهم الاجتماعي, اذاً فمعنى هذا انه لا داعي ان يشير الفرد ضمنا ليأمر الناس باحترامه وانما يكون الاحترام تلقائيا من الآخرين عندما يرون مثلا ان هذا الفرد يستحق الاحترام!!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved