| مقـالات
الدارة
في ظل الغياب الواضح لأنشطة الأندية الأدبية المنبرية وما يتعلق منها بالإصدار والنشر، ناهيكم عن الصمت الذي يبدو أنه أبدي لجمعية الثقافة والفنون، والحياد السلبي لمعظم المؤسسات الأكاديمية، فإن دارة الملك عبدالعزيز تبدو الأكثر ألقا وحضورا على الساحة الثقافية، سواء على مستوى النشاط المنبري (والذي تحرص الدارة فيه من خلال اصرار نبيل على تخصيص أمكنة دائمة للسيدات) أو مما يتعلق بالاصدارات والنشر والتي تمد المكتبة المحلية بالكثير من الكتب والمخطوطات القيمة، وأجد ان هذا يمثل مدخلا ملائما لتسليط بعض من الضوء على مؤسساتنا الثقافية على وجه العموم؟! ولاسيما من ناحية علاقته مع الجمهور، الذي أقصده بالتحديد في علاقتها مع الجمهور هو تكوين الأرضية الشعبية المتسعة والمتفاعلة في الوقت نفسه مع ما يطرح او يقدم من قضايا او هموم ثقافية، لأن هذه الارضية الشعبية هي وحدها القادرة على مد المؤسسة الثقافية بالحياة والديمومة والنمو بل والتجذر في أرضية الفعل الثقافي الذي يمنح الامة هويتها الحضارية، ولكن ما يحدث الآن لا يمت بصلة لهذا الطموح فهناك شبه حالة عزوف عما يقدم مع شبه إصرار والتزام من كثير من المؤسسات الثقافية بالتزام برج عاجية ثقافية سواء على مستوى الطروحات او الإصدارات، ويقابل هذا حتى انه قد يحل محله توجهات تميل إلى السطحية الاستهلاكية الذي يسعى إلى تكوين جماهيرية صاخبة تليق بملعب كرة قدم وليس قاعة محاضرات، والاعداد القليلة والمحبطة التي تكون في المناسبات الثقافية هي الوجه الاصدق لواقع الحال.
وحتى لا نذهب بعيداً في هذا فأنا أرى الفعل الثقافي المثمر والناجح عبارة عن هيكل كبير يجب ان تتكامل أعمدته وتتعاضد، وكما يقولون فإن عصفوراً واحداً لا يجلب الربيع ومحاضرة متناثرة هنا وهناك بين الفينة والأخرى قد لا تكون نهراً أو تياراً فمالم يكن هناك الحضور الاكاديمي ممثلا في الجامعات وأنشطتها الموجهة للمجتمع والحضور الفني المتمثل في جمعية للفنون قوية وفاعلة وليست لجبر الخواطر سواء على مستوى المسرح أو الموسيقى، أو الاندية الأدبية التي قد يكون من أول واجباتها هو احتواء الإصدارات المحلية التي صدرت في الخارج بدلا من ان تظل مشتتة في بقاع العالم الأربع.
وكما أسلفت سابقا فالثقافة ليست ترفا وليست بحاجة انسانية مؤجلة أو قابلة للاستبدال، هي تيار ينبثق من خلايا المجتمع وتفاصيله وهو وسيلته الانجع للتعبير عن الأحلام والهموم والغايات.
|
|
|
|
|