| العالم اليوم
ظلت اسرائيل طوال اثنين وعشرين عاماً تماطل وتمتنع عن تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي رقم 425 و426 اللذين ينصان على انسحاب القوات الإسرائيلية المحتلة في جنوب لبنان، وهذه الأيام لتنفيذ سيناريو معد بدقة يهدف الى تحقيق نقاط عديدة، تبلغ اسرائيل الأمم المتحدة بأنها ستنفذ القرارين في السابع من شهر تموز من هذا العام, ولكي يكون التبليغ رسمياً أرسل سفير اسرائيل في الأمم المتحدة رسالة رسمية الى الأمين العام للأمم المتحدة يخطره فيها باعتزام اسرائيل رسمياً الانسحاب من جنوب لبنان بحلول تموز2000.
وحسب ما هو متبع في الأمم المتحدة يعد بعث الرسالة التي أصبحت وثيقة من وثائق الأمم المتحدة، وبالتالي فعلى الامم المتحدة التعامل معها وفق آليات عمل المنظمة الدولية وما تضمنته بنود القرارين 425 و 426, وهذا لم يكن غائباً عن اسرائيل، بل كان احد اهداف سيناريو الانسحاب، إذ إن الاسرائيليين كما ذكرنا سابقاً بأن انسحابهم الذي سيكون بمثابة إعادة انتشار يهدف الى تحقيق أهداف عدة منها:
1 خلق فتنة داخل جنوب لبنان وبالذات بين عملائها وبين السكان اللبنانيين وخصوصا الوطنيين منهم الذين ظلوا ملتزمين بالشرعية اللبنانية.
2 التمهيد لصدام وصولاً الى مرحلة القتال بين اللبنانيين والفلسطينيين المقيمين في المنطقة في المخيمات التي يعرف الجميع بأنها مسلحة جيداً وتضم مقاتلين لم يفقدوا لياقتهم القتالية.
3 إيجاد خلافات وتباين بين الموقفين السوري واللبناني، وبالتالي فصل المسارين السوري واللبناني بعضهما عن بعض، ليتسنى الانفراد بكل طرف، وبالذات الطرف اللبناني لفرض الشروط الاسرائيلية التي نراها واضحة في تعامل الاسرائيليين مع الملف الفلسطيني.
4 إحراج الأمم المتحدة وهذا ما أظهرته رسالة السفير الاسرائيلي في المنظمة الدولية، فالأمم المتحدة التي ظلت تطالب اسرائيل بتنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي 425 و426 طوال اثنين وعشرين عاما، وضعت في موقف حساس ومحرج جداً، خاصة ان الحملة الاسرائيلية الدبلوماسية وتصريحات المسئولين الامريكيين تطالب بأن تكون القوة الدولية في جنوب لبنان حارسة لحدود فلسطين الشمالية، وهي بهذا تريد تحويل القوة الدولية من قوة حفظ السلام حسب التفويض الذي أرسلت بموجبه الى قوة فصل، ولأن الغرضين لهما مهام وواجبات مختلفة، فان الاعداد والتسلح يجب ان يتناسب مع المهمة الجديدة، التي تتطلب تفويضاً جديداً من مجلس الأمن مع دعم إضافي من الرجال والاسلحة، وكل هذا يتطلب وقتا لا يمكن أن يتناسب مع سرعة الهروب الاسرائيلي الذي تحاول المناورات الاسرائيلية تحويله الى مشاكل وإحراج للآخرين.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|