| مدارات شعبية
يا والله الشاعر!!
حكى لي أحدهم قصة قد تكون صحيحة وقد لا تكون,, المهم في الامر انني عملت تجربة على غرارها في مجال الشعر الشعبي وسأورد الاثنتين معا:
فيقول ذلك الرجل المتعصب جدا (لحليب الخلفات) رادا على احد القائلين بأن حليبها يسبب (الحمى المالطية),, بعد ان اعتدل قليلا: (خرطي) فقد اخذتُ عينة من ناقة واحدة ووزعته بعدة اوانٍ مختلفة وكانت المفاجأة بان نتيجة بعضها سليم والبعض الاخر مسبب للمرض بالرغم من وحدوية المصدر.
* * *
اما تجربتي: فقد اخذت قصيدتين لاحد الشعراء المغمورين وقرأتها في اكثر من مناسبة لاستشف بعض الامور، وكنت ابدأ بالقصيدة الاولى مُعرفا بأنها لفلان (شاعر مشهور) ثم أقرأها وفور الانتهاء منها تتعالى الاصوات من هنا وهناك (يا والله الشاعر,, وهذا الشعر والا بلاش,,, الخ) من كلام الاعجاب والتبجيل,.
وبعدها مباشرة اقرأ القصيدة الثانية معرفا بأنها لفلان (شاعر مغمور) وعند الانتهاء منها تسمع (صح لسانك ولسانه) بشيء من الرخاوة والمجاملة,.
ثم تنهال الطلبات (سمعنا مثل القصيدة الاولى) لذلك الشاعر المشهور (التخيُّلي) وعند السؤال عن رأيهم بالقصيدتين تسمع (مافيه مقارنة، تجعل فلانا مثل فلان، الله يسامحك,, ويقول آخر,, الثاني قصيدته حليوة,, اما الاول ما فيه كلام,.
ثم تسمع صوت الحقيقة ينادي من احد الاركان ويقول:
(القصيدتان متقاربتان ومستواهما جيد، ولكن يضيع هذا الصوت بين الاصوات السابقة.
* * *
اعزائي، من لاحظ هذا التضارب والتناقص العجيب في الآراء بين قصيدتين متقاربتين في المستوى متحدتين في المصدر (لشاعر واحد) يجزم بأن ذلك نتيجة طبيعية لتغير مفاهيم ومقاييس الشعر,.
فشهرة الشاعر ترفأ الفتوق، وتعمي الابصار، وتنقلب معها موازين العدالة الشعرية وتشعر معها بسطحية المُطبل ولكن نقول كما قال دعبل الخزاعي:
يموت رديء الشعر من قبل أهله
وجيده يبقى وان مات قائله
|
|
|
|
|