|
| عزيزتـي الجزيرة
بدعوة كريمة من مدير عام التعليم بعسير الدكتور/ حمد الشغرود شاركت في اللقاء التربوي المفتوح لطلاب عسير مع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل والذي عقد بتاريخ 7/1/1421ه وأيقنت أن هذا اللقاء ظاهرة تستحق الوقوف عندها والتأمل فيها لما لها من أبعاد اجتماعية كبيرة وخاصة أنها تمس أكبر شريحة في مجتمعنا همومهم الدراسية أبعدتهم عن شؤون وشجون المجتمع.
ودارت في ذهني أسئلة عديدة منها ما هو هدف هذا اللقاء؟ لماذا استقطع أمير المنطقة من وقته جزءاً كبيراً ليحضر ويناقش هذه الفئة؟ ما هي الرسالة التي يرغب أن يوصلها إلى أسماعهم؟
في الجانب الآخر تم التركيز على نوعية الحديث والكلمات التي سوف يختارها سمو الأمير لمخاطبة هذه الفئة، فلاحظت أن لغة الحوار والمنطق كانت الأداة الرئيسية للقاء ووصف نظراته لهم بأنها النظرة إلى المستقبل الباسم لهذه البلاد, أبلغهم باهميتهم ومكانتهم في بناء المجتمع وقال لهم بان عليكم دوراً كبيراً في مواصلة الجهود العظيمة التي قام بها آباؤكم وأجدادكم لتصلوا بهذا البلد إلى مصاف الدول المتقدمة, شرح لهم وضع السياحة على خارطة الاقتصاد العالمي والامكانيات التي تتمتع بها منطقة عسير لتكون منطقة جذب سياحي ومدى تأثيرها الايجابي على دخلهم وظروف معيشتهم المستقبلية, لم يطالبهم فقط بضرورة وأهمية المحافظة على جميع مرافق الدولة بل أبلغهم أنهم كطلاب سيكونون حماتها وسيساهمون عملياً في المحافظة على البيئة وذلك من خلال البرامج التي تنفذها مدارس المنطقة, شرح لهم ملامح مستقبلهم التعليمي وطمأنهم ان الدولة تعمل جاهدة لحل مشكلة الخريجين سواء بالتوسع في الجامعات القائمة أو دعم وتشجيع التعليم الخاص, كما أكد من خلال لغة الأرقام ان المملكة من أكبر بلدان العالم انفاقاً على التعليم ولكن التعليم كلفة باهظة وانتاج طويل الأمد، وأخيراً منحهم الوقت الكبير للتحدث واستقبل اسئلتهم وأثنى على شجاعتهم وقدراتهم الأدبية، والمتأمل في هذا اللقاء يلاحظ انه حدث له ملامح وخصوصية وقوة تأثير منها:
* مجتمع آمن: إن المتغيرات المحيطة بنا تؤكد على ضرورة التركيز والاهتمام بهذه الشريحة الهامة في المجتمع وخاصة انها فئة مستهدفة وأداة سهلة للتغرير بهم لتنفيذ مخططات الحاقدين، وبالتالي فالالتقاء بهم هو جزء من تثقيفهم وتبصيرهم لخلق مجتمع ينعم بمزيد من الرفاهية والاستقرار.
* مجتمع متماسك: التأكيد على دقة الرؤية وكذلك صدق الدليل على عمق وتكامل المجتمع السعودي والذي يحتل فيه الشباب المكانة العددية الكبيرة وأن عزلة أو تهميش هذه الفئة والتي تمثل ما يقارب 60% من تركيبة المجتمع السعودي سوف ينتج عنه سلبيات لا تحمد عقباها.
* الريادة: إن تربية هذا الجيل وتوجيهه لم تعد مسؤولية محصورة في كل من البيت والمدرسة ولكن فكرة اللقاء أوضحت أن التربية مجال رحب لكل مسؤول مخلص يستشعر أهمية هذه الفئة في بناء المجتمع.
* مواجهة الأخطار: إننا نعيش في فترة عصيبة وخطيرة وخاصة على الشباب في ظل وجود الانترنت، الفضائيات والمخدرات وبالتالي فهم بأمس الحاجة إلى التوجيه والتحصين لتنشئة عقول نيرة، كما أن أي اهمال أو غموض عن هذه المؤثرات سيكون له عواقب يصبح التخلص منها مستقبلاً عملية معقدة ومكلفة.
* احترام العقل: المجتمع السعودي مجتمع متطور النموذج ومحافظ على تقاليده ولكن دخولنا للألفية الثالثة يفرض علينا التخطيط لعصر جديد، الانجاز فيه مرتبط بتنمية واحترام العقل البشري بجميع درجاته, كما أن اختصار المسافة بين جيل الشباب والكبار لا يمكن تجاوزها دون تدخل من رجل ذي بصيرة وخبرة وتجربة.
* صناعة المستقبل: ان الاهتمام بهذه الفئة لا يحتاج إلى جدل وتفكير وان هذه الشريحة تعتبر عنصراً هاماً في منظومة التواصل المجتمعي بين الأجيال السابقة والأجيال اللاحقة، كما أن الاهتمام بهذه الشريحة الاجتماعية الكبيرة يعني الاهتمام بصناعة المستقبل, هذه هي الصورة التي تم رسمها من هذا اللقاء ولدي القناعة ان هذه اللقاءات وأمثالها انطلاقة جيدة إلى المستقبل ولما لها من دور تثقيفي وتنويري وكذلك انعكاساته الايجابية في تربية جيل صالح كما أنها ستترك بصمات جميلة في حياة وذكريات هؤلاء الطلاب، وستمنح من خطّط لها ودعّمها بعداً حضارياً مواكباً لكل عناصر التقدم.
د, سعد بن محمد بن مارق أستاذ المحاسبة المساعد بجامعة الملك خالد
|
|
|
|
|
