أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 19th April,2000العدد:10065الطبعة الأولىالاربعاء 14 ,محرم 1421

عزيزتـي الجزيرة

نايف وحقوق الإنسان وجائزة الأمير خالد السديري
كنت أنوي المساهمة بمقال أنشره عبر احدى صحفنا المحلية تصديا للحملة المسعورة ضدنا فيما يسمونه زورا وبهتانا حقوق الانسان لكني كنت اسائل نفسي هل أجعله فقط لايضاح حقائق عن موقف اعداء الاسلام من بلادي المعروف عنها انها حامية حمى الاسلام والدولة الاسلامية الوحيدة التي تحكم شرع الله على عباده أم أضمنه عتابا للاعلام الإسلامي بأنواعه بعامة وللاعلام السعودي بخاصة لعدم اضطلاعه بمسؤولياته الدينية، كما يجب ولعدم تصديه منذ البداية لهذه الحملات التي هي ليست وليدة اليوم ولن تهدأ أبدا اضافة الى انني خلال الاسبوع المنصرم كنت اعد كلمة وقصيدة احتفاء بمقدم صاحب السمو الملكي وزير الداخلية لمحافظة الغاط من أجل تكريم 65 طالبا من محافظات الزلفي والغاط والمجمعة من قبل جائزة الأمير خالد بن أحمد السديري رحمه الله حيث شاركت بالكتابة عنها منذ أعلن عن انتقالها من منطقة نجران الى محافظة الغاط وحتى سنتها الثالثة هذا العام.
أعود للموضوع الأساسي الذي سأتكلم عنه فأقول: ان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز سلط الأضواء وأبان الحقائق ووضع النقاط على الحروف في كلمته التي ألقاها مساء يوم الخميس 8/1/1421ه بمقر جائزة الأمير خالد السديري وقد جاءت اشارته واضحة ومختصرة لكنها كشفت سر حملة دعاة حقوق الانسان على بلادنا وأنها بسبب تحكيمنا لشرع الله واستشهد بالآية الكريمة ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ,.
وحقيقة وفي ضوء هذا الموضوع وهذا البيان لم يبق لصاحب بيان مجال لكن أرجو أن أوفق في الاشارة الى بعض الأمور تعليقا لاتعقيبا فأقول:
1 لاشك أن الصراع بين الحق والباطل بين الاسلام والكفر قائم منذ الأزل وسيستمر الى أن تقوم الساعة ألسنا نقرأ كلام ربنا وسنة نبينا ألم يقل ربنا ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم, قل إن هدى الله هو الهدى ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعو ألم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام: ستتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة الى قصعتها قلنا أمن قلة يا رسول الله قال لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل .
2 ولأننا الدولة الوحيدة والبلد الوحيد في العالم كله بما في ذلك العالم الاسلامي الذي يحكم شرع الله والعقيدة الاسلامية الصافية النقية لا احتفال باعياد بدعية ولا أضرحة ولا قباب ولا زوايا صوفية ولا كنائس، ونهتم بتصحيح العقائد ونشر العلم ولدينا هيئة لكبار العلماء يرجع اليها القادة في أي أمر من أمورهم لذا فلا غرو أن نكون مستهدفين بشكل خاص اقرأوا حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الآتي وبعده ستدركون مغزى الهجوم عليننا المتمسك بسنتي عند فسد أمتي له أجر خمسين قلنا منهم أم منا قال بل منكم إلخ, ولا نزكي أنفسنا ولكن اذا كان هذا الأمر غير موجود عندنا فأين يوجد.
3 ولأننا الحكومة الوحيدة والشعب الوحيد في الغالب الذي ساعد المجاهدين الأفغان ووقف معهم في جهادهم ضد الشيوعيين ونحن الذين وقفنا موقفا مشرفا مع اخواننا في البوسنة وفي كوسوفا وفي الشيشان وفي كل مكان وسنقف بإذن الله مواقف مشرفة مع كل مسلم صادق.
4 مع الأسف انهم بمكرهم وانتشارهم الاعلامي خدعوا الكثيرين وبخاصة من المثقفين ثقافة غربية وبعض مسؤولي الاعلام فصاروا دائما يلمعون حقوق الانسان وتحرير المرأة والحرية الشخصية للفرد ويدعون للتحرر مما يسمونها قيود الدين والعادات والتقاليد لوجود من يسير بركبهم وهكذا وجد بين ظهرانينا اما بحسن نية او بخبثها من يروج لأفكارهم ففتحت لهم الصفحات وصاروا هم النافذين فيها واذا ما حاول مخلص الرد عليهم اعتبر متخلفا بل وحرم من حرية نشر رده التي ينادون بها حتى وقع الفأس بالرأس.
5 أما حقوق الانسان التي ينادي بها الغرب ويتغنى بها هذه الكلمة الفضفاضة كلمة الحق التي أريد ويراد بها الباطل فتبا لهم فإن الاسلام قد سبقهم وهو الذي أبرز حقوق الانسان في جميع المجالات وهم من يحارب حقوقه صراحة وبلا مواربة او حياء لأن الانسان عندهم هو الانسان اليهودي والنصراني فقط اما المسلم فليس انسانا وليس له حقوق المسلم في هذا العصر لا بواكي له


وحقوق انسان بدا متناقضا
حيناً يثار وتارة مكتوم
ان كان للاسلام حقا ضيعوا
اما لهم فجهادهم معلوم

الانسان النصراني في تيمور الغربية له حقوق ولذا تدخلت الأمم المتحدة ومجلس الأمن فأرغمت اندونيسيا على الانسحاب منها، وفي فلسطين المحتلة الانسان اليهودي المعتدي له حقوق ترعاها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الكافرة جميعها ويستخدم الفيتو مرات عديدة لصالحه والانسان الصربي في الصرب له حقوق والنصراني في جنوب السودان له حقوق تهتم الامم المتحدة ومجلس الأمن والدول الغربية ومنظمات حقوق الانسان في الدفاع عنه، اما الانسان المسلم في فلسطين فليس انسانا له حقوق يقبع بالسجون ويقتل بالمساجد وهو يصلي الفجر وتنتهك اعراض رجاله ونسائه وليس له من حقوق الا القمع والتدمير والتشريد والتجويع وتصم منظمات حقوق الانسان آذانها وتغمض عيونها عن معاناته، أكثر من خمسين عاما مضت، وهو يعيش القهر والذل ولا أحد يهتم به، وانسان الشيشان وما يحل به من تدمير لم يسبق له مثيل أين حقوق الانسان عنه، الانسان المسلم في بورما وفي كل مكان من العالم أين حقوقه ولماذا لا يدافع عنها.


لا يريدون لنا دينا نقي
بل يريدون لنا دينا هرا
سيسوا الدين وقالوا جهرة
ان هذا الدين اضحى حجرا
يقذفون الدين ذا من حقهم
واذا ثرنا فنحن الاجرا
النصارى ان ارادوا حقهم
هلل الاعلام معهم وانبرى

لماذا تتحرك لجان حقوق الانسان عندما نطبق شرع ربنا على المجرمين الذين يخيفون الآمنين ويقطعون السبيل ويحاربون الله ورسوله ، عندما نطبق القصاص على قاتل مجرم نتهم بتجاهل حقوق الانسان والله جعل لنا حياة في اقامة القصاص بقوله ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب أما لما تغير طائرات اليهود على الآمنين في أي بقعة من الوطن العربي ولما تغير الطائرات الروسية على المسلمين الشيشان ولما توقف عصابة الصرب سيارة الأمم المتحدة وتنزل نائب رئيس الوزراء للبوسنة المسلم وتقتله وهو بحماية الأمم المتحدة فإن خفافيش دعاة حقوق الانسان تختفي وكأن الأمر لا يعنيها ونحن نعلم حقيقة ان الامر لا يعنيها لأنها لا تعنى الا بشأن الانسان اليهودي والنصراني، أليست الأمم في هذا العصر تعاني من تفشي وانتشار الجريمة بشتى أنواعها من قتل واغتصاب وسرقة وتفجير، إذا لماذا لا تبحث عن العلاج الناجع والمفيد والمتمثل باقامة شرع الله مثلما هم يجرون التجارب والابحاث في المسائل العلمية إن لكل دولة دستورها وقانونها الذي تختاره وليس من حق أحد الاعتراض عليها فمثلما أباحت بعض الدول الغربية كل الأعراف والأذواق في كثير من قوانينها، ومع هذا يعتدون بقوانينهم ولا يقبلون أن يتدخل أحد فيها فإن من حقنا ونحن نطبق شرع ربنا الذي اختاره لنا وعشنا السعادة والأمن في ظله وليس من حق أحد أن يتدخل في دستورنا, الموضوع في حقيقته يحتاج الى عدد من الحلقات لكشف خفاياه لكنني أكتفي بهذا المقال هذه المرة وقبل الختام اسأل سؤالا واضحا وعريضا فحواه: لو تركنا تطبيق شريعة ربنا بإقامة الحدود هل سيرضون عنا ويتركوننا وشأننا مع أننا لن نتركها بإذن الله مهما حاولوا لأننا لا حياة لنا ولا عز بدونها اذا الجواب الحتمي لا، فهم لن يرضوا عنا حتى نترك ديننا ونتبع دينهم، كما أخبرنا ربنا بذلك قبل أربعة عشر قرنا مضت ولذا فإن رضا ربنا أهم وأوجب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ترويه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من أرضى الناس بسخط الله سخط عليه وأسخط عليه الناس ومن أرضى الله بسخط الناس رضي عنه وأرضى عنه الناس وما دام الأمر كذلك وأنهم لن يضرونا الا أذى فلا علينا منهم رضوا أم غضبوا والله حسبنا ومن يكن الله حسبه وكفيله فلن يخيب والسلام.
عبدالله بن عبدالرحمن المنيع
محافظ عفيف سابقا
الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved