أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 19th April,2000العدد:10065الطبعة الأولىالاربعاء 14 ,محرم 1421

محليــات

لما هو آتٍ
في مسألة الأخلاق (2)
د, خيرية إبراهيم السقاف
وأخلاق الأمم هي ثمرة تربية الفرد فيها,.
فإن جنَّبنا نثريات السلوك الفردي، وتخلَّصنا من أشكال التعامل عنده، بأخطائه، أو حسناته,, باستثناءاته في الإيجابي أو السالب من الأخلاق ,, وركزنا على معايير أخلاق الدول ,, بوصفها الصفة الاصطلاحية لمكوناتها من الأفراد، ومن المجتمعات الصغيرة داخل حدودها الوطنية، أو الكبيرة داخل حدودها القومية، أو الأكبر في نطاق سعة أممية الأرض، لقلنا على الأخلاق السلام,.
ولتأكدنا بكامل الدلائل والمعايير والنتائج المنظورة والخفية خلو الأرض من الأخلاق، أو تكاد,.
ولربما عدنا إلى ما جنبناه من نثريات وأشكال التعامل لدى الأفراد في صورها الايجابية وأسندنا الأخلاق إليهم,, إلى النفر القليل الذين لا يزالون في زحمة أممية الحياة والمجتمعات البشرية فيها يمثلون الأخلاق.
فالأمم التي تبرق من الخارج، مظلمة في داخلها,.
والموضوع الذي تدعيه المجتمعات المتقدمة هو غموض في الواقع,.
والصدق الذي يتعاملون بظواهره هو كذب مبطن على نوايا استهلاكية بمعنى الاستهلاك إذ يتحول الإنسان بكل ما له وعليه سلعة وليس غير في منظورهم التعاملي، وفي تعاملهم الأدائي,.
فمن حيث توضع مواضيع الإنسان في مقدمة التفكير فوق بسطة المرئي من الشاشات لتصل إلى البعيد في موقعه قبل القريب في مكانه، فإن هذه المواضيع تنضوي على ما يؤكد عدم انضباطية الميثاق الأخلاقي لدى هذه الأمم.
وإن أنظمة هذه الأمم في سياسة التعامل مع قضايا الإنسان هي مناط أخلاق هذه الأمم,.
ولتحديد ركائز الأخلاق في هذا المنظور يمكن أن نمحورها داخل أطر: خلق الرسل.
والرسل هم أول البشر الذين تلقوا عن الله تعالى ضوابط الأخلاق وقاموا عليها ليس فقط فيما يتعلق بأدائهم الشخصي كأفراد من البشر، وإنما في تعاملهم مع الآخر في النطاقين: الفردي القريب أي الذي معهم على دينهم ، والفردي البعيد الذي على دينهم وليس معهم ، والآخر الذي لا هو معهم على دينهم، ولا هو معهم ,, وتلك هي مواثيق التعامل البشري على الأرض ذلك الذي أخذ مصطلحات: النظام الداخلي، النظام الخارجي، التعامل التبادلي، العلاقات العامة والعلاقات الدولية,.
هؤلاء الرسل علموا الإنسان كيف يمكنه أن يكون إنساناً على المستوى الخاص والعام والأعم ووضعت على أيديهم أنظمة الجوار، والتحالف، والتعاون، وحتى نظام الحرب كانوا قد وصفوه وجاء القرآن الكريم يذكر أدق الأمور التي أتمها ايضاحاً رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأن أخلاق الحرب، وأخلاق السلم، وأخلاق التعامل اليومي مع الآخر، والدومي في منظومة ضوابط لا يتصدع بناء اجتماعي يقوم على تحكيمها والسير وفق حدودها,.
والمجتمعات التي تبني نفسها في أنظمتها على ما جاء من ضوابط ربانية لا تفشل، لا تضل، لا تخسر,.
لكن مفاهيم الحياة لدى الأمم غدت مفاهيم استهلاكية وحصدية ،
استهلاك الآخر من قبل الأقوى,.
وحصد الآخر منه أيضاً,.
وإذا ما تحقق لهم ذلك تسيدوا ، وإن لم يتحقق لهم ذلك حاربوا أداتهم الحربية مادية ففي المعركة سلاحهم آلتهم، وفي المعركة سلاحهم أقوالهم، وفيها الفعل المحرك لهم أخلاق بنيت على ضلال، وزخرفت بالألوان,.
فلا مواثيق للمتسلط,.
ولا مواثيق للكاذب,.
ولا مواثيق للمستغل,.
ولا مواثيق لسافك الدماء,.
ولا مواثيق للسارق,.
ولا مواثيق لمن لا ذمة له,.
ولا مواثيق للظالم,, ولا مواثيق للمراوغ,, ولا أخلاق لمن يشرق في ظاهره، ويقوم باطنه على ظلام,.
لم تكن الحياة الدنيا لذي الأخلاق إلا ما وضعها له معايير الضوابط في التخلق معها عليه,.
ولأن الأمم غلفت الأخلاق، وألقتها في البحور فغرقت ، ونهضت تقف في وجه الشمس كي تعيش متسيدة على الأرض,.
فإن كل أمة ذات خلق تكون هدفاً لها، كي تكون طعماً لها ترميه في البحر,, لكن,, البحر لا يتناقض مع طبيعته,.
سوف تمتزج بذراته,, وسوف تصعد أبخرة، تعود قطرات تروي الأرض وتنهض من جديد شجراتها,,، فتثمر,, لأن الله تعالى دوماً آخذ بناصية خاصته ممن اهتدوا بهداه,.
لذا فإن أخلاق الأمم هي أخلاق شعوبها، هي أخلاق أفرادها,.
فالله الله بمثياق الخلق يكون مناط تربية الفرد كي يقف قوياً في تيار الحياة من حوله.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved