| محليــات
أطفالنا ينمون برعايتنا وبدونها ولكن الفرق هو في النتائج, تماما كالفرق بين الحدائق المروية المشذبة المعتنى بها، وتلك البساتين الطبيعية التي تميزها تربتها الغنية وتوفر مياهها الطبيعية، والأراضي الفضاء الواعدة، والمتصحرة التي تنتهي بورا ان لم يعمل مهتم ما بتعديل ظروفها وتوفير احتياجاتها من التسميد والري والبذور المنتقاة لتناسب لبيئتها ومواصفاتها الخاصة.
ورغم انشغال الكثير من الآباء وحتى بعض الامهات عن التركيز على اولويات النمو النفسي والفكري لأطفالهم، يظل السؤال الأهم عند الغالبية هو: في دوري كأب أو أم وفي مسؤوليتي الاشرافية على تربيتهم وتعليمهم وضمان نجاحهم مستقبلا، كيف استطيع ان أضمن متطلبات نجاحي في القيام بهذا الدور؟,, ونجاحهم في الوصول الى أقصى درجات الممكن؟.
لم يعد الامر ببساطة توفير الطعام والدفء والحضن الحنون, اليوم اتسع اهتمام المجتمع والمتخصصين وصانعي القرار الى الطفل بكل فئاته؛ الطفل العادي والطفل ذي الاحتياجات الخاصة اي الطفل المعاق جسديا او ذهنيا أو نفسيا أو مجتمعيا، والطفل الموهوب المتفوق الاستعداد والمتعدد الاحتمالات, وأصبح للسؤال المطروح أبعاد أخرى أمام المجتمع ممن يتحملون مسؤولية إيصال الطفل الى أقصى احتمالاته بغض النظر عن فئة قدراته: ما هي أبجديات السلوك التربوي الصحيح في تشجيع قدرات ومهارات الأبناء؟
على أن كل شيء بحدود , ولا يكلف الله نفسها إلا وسعها.
فرضيات المسؤولية واحدة,, إنما بعضنا يهمل مسؤوليته,, وبعضنا يحمل نفسه فوق ما يستطاع.
حالتان متناقضتان مررت بهما, الحالة الأولى شابة جميلة وذكية ومن عائلة,, طلقها زوجها حين أنجبت طفلة متخلفة ذهنيا,, هي احتضنت الطفلة وأصرت أن تتخصص في موضوع الإعاقة وأن تبدأ مشروعا لتعليم المعاقين وتوعية الآباء والامهات بكيفية ايصالهم الى اقصى قدراتهم, والحالة الثانية، أيضا أم شابة متفوقة الجمال والذكاء تزوجت قريبا طيبا وذكيا,, وفوجئا بأن أطفالهما يعانون من تخلف بدني وذهني واضح, بذلا كل جهد في سبيل تقديم ما يستطيعان ولكن الجهد المطلوب اكبر مما يستطيعان والنتائج أقل مما تحلم به.
هي تكافح بعناد وإصرار، وكأن الأمر امتحان لمعدنها شخصيا تطالب نفسها بأن يكملوا الدراسة حتى التخرج وتنسى أنه حتى بعض الأطفال العاديين لا يتخرجون!! ثم هي تطالب زوجها وهو منطقي بقدر ما هي عاطفية ان يساويها في الانشغال باحتياجات الطفلين,, توترت العلاقات العائلية حين أصبحت المشكلة في الأم أكثر مما هي الأطفال.
وتبقى الحقيقة العلمية: علينا مساعدة أطفالنا بوعي , وأقله أن هناك حدا لما نستطيع أن نتوقعه منهم او من أنفسنا في سبيل نجاحهم، وأن إنجاز الطفل في الميزان الأخير رهين بما تضعه له مقدرته الفردية من حدود لا يستطيع أن يتعداها.
|
|
|
|
|