أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 19th April,2000العدد:10065الطبعة الأولىالاربعاء 14 ,محرم 1421

محليــات

رأي الجزيرة
تنظيم الهيئة العليا للسياحة
جاء القرار الذي صدر عن مجلس الوزراء الموقر بتنظيم الهيئة العليا للسياحة في التوقيت المناسب تماماً مع الانفتاح على الاستثمارات الخارجية وتشجيع المستثمرين على إقامة المشاريع الاقتصادية سواء في مجال الانتاج أو مجال الخدمات بما يعود عليهم وعلى الوطن والمواطنين بالخير الكثير.
ولعلَّ قطاع السياحة يجمع بين الحسنيين في النشاط الاقتصادي الإنتاج والخدمات .
على أننا في المملكة لنا رؤيتنا الخاصة للسياحة معنىً ومفهوماً، وممارسة، وأهدافاً، وجميعها يختلف عما هو متعارف عليه عالمياً الآن لمعنى ومفهوم وممارسة وأهداف السياحة التي نعطيها قيمةً إضافية فوق قيمة الترويح والترفيه، ومجرد التفرج على المعالم التاريخية والآثار الباقية منها.
ولعلّنا نفهم فيما نفهم أن السياحة هي إحدى الوسائل العملية للدعوة لدين الله وللقيم الأخلاقية العليا التي جاءت بها تعاليمه السمحة لتربية الفرد والجماعة، والارتقاء ببني البشر جميعاً إلى الآفاق الإنسانية العليا، علاقةً وتعاملاً، وتعاوناً على البر والتقوى لخير الجميع دون تفرقة بسبب الدين أو اللون أو الجنس أو اللغة.
فالناس كما قال رسول الهدى عليه أفضل الصلاة والسلام سواسية كأسنان المشط .
ولا تنحصر الدعوة في إطار الأنشطة السياحية في مجرد التوجيهات من قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنما تمتد بجانب ذلك إلى تبصير السائحين محليين أو زواراً، بالأبعاد الحضارية التي صنعتها قيم الأخلاق الإسلامية وآدابها العامة بين الناس وتقاليد وأعراف العروبة التي أقرها الإسلام كالنخوة والمروءة وكرم الضيافة واحترام الضيف وخدمته.
كما يمتد البعد الدعوي في السياحة إسلامياً وعربياً ووطنياً إلى شرح المعالم الحضارية، والقيمة العالية لآثارها الباقية التي صنعت كل أو بعض تاريخنا الإنساني.
هذا بالنسبة لماضينا المجيد.
وبالنسبة لحاضرنا الزاهر فإن البعد الدعوي له دوره في سياحة اليوم، لأن حاضرنا بكل أبعاده الدينية والسياسية والاقتصادية والحضارية هو امتداد لذلك الماضي المجيد.
فلقد صنعنا أحدث نهضة حضارية لدولة ناهضة في عالم اليوم أصبحت ذات صيت داوٍ في الأسماع بفضل من الله ثم بفضل أدوارها النافذة في المحافل الدولية لخدمة الأمن والسلام، وتبليغ رسالة الإسلام والتعريف بقيم حضارته الإنسانية وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ديناً وعقيدةً وشريعةً ومنهجاً للعمل والتعامل وقوة لا تعجزها الحلول لكل معضلة ومشكلة في الحياة,, والتجربة السعودية نجاحاً وإنجازاً وعطاءً خير برهان على ذلك ونقدمه للسائح الذي تتجاوز اهتماماته الفكرية والثقافية حدود الرغبة في الترويح والترفيه ومجرد التفرج على ما يرى.
ونعتقد أننا نملك رصيداً ضخماً من الأماكن والمرافق والآثار السياحية خاصةً هذه الإنجازات الحديثة من طرق ومطارات ووسائل اتصالات ومصانع ومزارع ومبانٍ وعمران ومرافق خدمات وترفيه,, كل هذا يدخل في صميم التخطيط لصناعة السياحة الوطنية التي يمكن أن تتطور إلى أقصى ما نطمح إليه من النجاح بحيث يتقلص حجم السياحة من الداخل إلى الخارج وتتسع مساحة السياحة من الداخل إلى الداخل بما يوفر لخزانة الدولة ولجيوب السائحين الوطنيين مليارات الريالات التي تنفق خلال شهور السياحة الصيفية وحدها.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved