أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 19th April,2000العدد:10065الطبعة الأولىالاربعاء 14 ,محرم 1421

مقـالات

لاوقت للصمت
آخر القائمة!
فوزيه الجار الله
لم يتضح حتى الآن أيهما أفضل: هل يتفرغ الكاتب لعمله الأدبي والكتابي أم لا يتفرغ؟ وأيهما أكثر جدوى؟!
في حالة التفرغ سيجد وقتا أطول للكتابة ولكنه سيفتقد كثيراً من معاناة يومية هامة!
وفي حالة انخراطه في العمل (الحكومي غالبا) والدوام اليومي سيفقد الكثير من وقته الذي كان يود ان يخصصه للكتابة,, لكنه في الوقت ذاته سيجد فائدة عظيمة من خلال ملامسته المباشرة للواقع العملي وهو جانب اجتماعي هام لا يستهان به رغم أنه سيجد نفسه مضطرا ,, الى اضاعة وقته فيما لا يناسب احاسيسه ومشاعره,, والاهم طموحاته!
في موقع العمل لا بد من مشكلات ولا بد من ظواهر ومواقف عجيبة لا بد من وجود الكثير من الانحرافات الادارية والامور الشائكة التي لا بد من وضعها على بساط البحث والنقاش,,!
ولكن هل وجدنا ذلك الكاتب الذي يستطيع الكتابة عن مقر عمله بكل وضوح دون مداهنة أو مجاملة أو خوف من تأويل كتابته الى تصفية حسابات شخصية!!
ترى كم كاتب وكاتبة لدينا استطاع الحديث بصراحة عن بعض القضايا!
يقول المثل (باب النجار مخلَّع) وهكذا درج بعض الكتّاب فهم لا يتحدثون عن كافة القضايا بصراحة شديدة خصوصا ما يمس عملهم مباشرة,.
وربما يتركون ما يخصهم في النهاية,, في آخر القائمة,, بل في غيابة النسيان!
يضع الكثير من الكتّاب اعتبارا لرؤسائهم خوفاً من أن تسوء العلاقة بينهم لأنهم تحدثوا بصراحة,, ولا اعتقد بأن ثمة ما يدعو الى تردي العلاقة بينه وبين المسؤولين في عمله,, ما داموا يعرفون تماما انه يملك قلما وصوتا واضحا وعدم قدرة على الصمت المستمر,, إن غضَّ الطرف اليوم فلن يغضه غدا,,!
الأمر الآخر والأهم الذي لا بد ان نعلمه جميعا ان الكاتب الأمين,, الصادق لا يكتب لتصفية حسابات شخصية وإنما لأجل تقويم الاعوجاج ولأجل الصالح العام,, وأكبر شاهد على ذلك أنه يعرض أوراقا مكشوفة ويتحدث بكلمات معلنة أمام العالم وذلك يجعله رغما عن كل شيء يتحرى الموضوعية والوضوح والصدق والإخلاص في كل حرف,, وفي كل كلمة.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved