| مقـالات
** هذا كتاب نفيس بكل معاني الكلمة ودلالاتها.
يستحق أن يقرأه كل مسلم، وأن يفيد منه، وأن يجعله مرجعاً في مكتبته وأمور دينه وعلاقته بربه وسائر شؤون حياته.
وانني لأحسبه من اهم الكتب التي صدرت في الفترة الاخيرة بل في هذا العصر بصفتنا مسلمين,, وذلك لعدة أسباب:
أولها وأهمها: اننا احوج ما نكون في هذه الايام الى ما يبين سماحة الاسلام، ويسر احكامه، وموافقته لكل زمان ومكان بعد ان اصبح المسلمون بين متساهل مهمل او متشدد غال.
ثانيها: ان مؤلف هذا الكتاب من العلماء الاجلاء الذين جمعوا بين العلم الشرعي، والورع الذاتي، والإلمام بمتغيرات العصر، وكل من عرف هذا العالم او سمع عنه، او اجتمع اليه ادرك هذه الخصال.
وثالثها: انني اعتبره من اهم الكتب التي يحتاج اليها المسلمون في هذه الآونة من منطلق عنايتي الشخصية بكل ما يبين سماحة الاسلام بعد ان اصبح بعض الدعاة هم الى التنفير اقرب منه الى التبشير,,!
وهذا مسلك يضر بالاسلام اكثر مما يخدمه.
فالناس والشباب على وجه الخصوص في المجتمعات الاسلامية بحاجة الى ما يقربهم الى دينهم لا الى ما ينفرهم منه.
وهم بظمأ الى ما يشرح لهم تبيان يسر دينهم على ضوء ثوابت الكتاب والسنة بدلا من التركيز على بيان مشقة العبادات والمعاملات.
***
وفي جانب الدعوة الاخرى لغير المسلمين نحن احوج ما نكون الى شرح سماحة الاسلام بكل ما تعنيه هذه الكلمة لنكون مبشرين بديننا لا منفرين منه، وكما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه واتباعه رضوان الله عليهم وهذا لا يتم الا بابراز صورة الاسلام الوسط الذي راعى مطالب الناس وضروراتهم وغرائزهم من ناحية، واخذ جانب التدرج في دعوتهم وتكليفهم بالعبادات، وابراز وسطية الاسلام ويسره التي جسدها هذا الكتاب بحاجة الى ان يعرفها المسلمون، وغير المسلمين عندما تترجم امثال هذه الكتب بلغاتهم.
رابعها: ان هذا الكتاب جديد في موضوعه، فالمؤلف وفقه الله اطلع كما اشار في ص 15 في مقدمة الكتاب وبحث ودرس فلم يجد فيما كتب المستقدمون او المتأخرون كتبا مستقلة مستجمعة لأصل البحث العلمي في هذا الموضوع البالغ الاهمية، فالفقهاء رحمهم الله يأتون بأمثلة ونماذج على التبصير فقط دون التركيز على القواعد والضوابط في هذا الموضوع ، ولبيان اهمية وشمولية الكتاب فالمؤلف نظر في جميع الاحكام من عبادات ومعاملات وجنايات وسائر الاحكام الاخرى لان رفع الحرج كما قال ينظم احكام الشريعة كلها, ص 16.
***
** اما اسم الكتاب فهو رفع الحرج في الشريعة الاسلامية ، واما مؤلفه فهو: فضيلة الشيخ الكريم الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد خطيب وامام المسجد الحرام ، الذي يعرفه الكثيرون فضلا وعلما وورعا، ومن هنا مرة ثانية اخذ هذا الكتاب اهميته وتأثيره، وأسأل الله ان يجعله في موازين حسناته.
لقد جاء هذا الكتاب المهم من منطلق ان مؤلفه وفقه الله كتبه اسهاماً في نشر دين الله وتبيانا لسماحة اليسر ورفع الحرج في الشريعة الاسلامية، واحسب ان دوافع تأليف هذا الكتاب هي متغيرات العصر، يقول المؤلف: بعدما حصل الاحتكاك بالغرب وما جلبه على بلاد المسلمين من مستوردات في المآكل والمشارب والملابس والتنظيمات الادارية ونحوها مما كان محل شبهة ونقاش بين المسلمين ما بين متشدد موغل، ومتساهل متخذ من قضية اليسر ورفع الحرج سلما للتهاون , ص 13.
وأشهد ان هذا الكتاب قد اخذ بالنهج الوسيط في جميع مباحثه وابوابه وفصوله من منطلق القواعد والثوابت الشرعية التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالله سبحانه يقول:وكذلك جعلناكم أمة وسطاً سورة البقرة الاية 143 ويقول:قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم سورة المائدة الاية 77 ورسول الاسلام يقول في حديث ابن عباس رضي الله عنهما:إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين رواه الامام احمد 1/215، ويقول: يسروا ولا تعسروا .
***
** اما الآن فدعوني اتوقف وقفات قصيرة امام بعض ابواب وفصول هذا الكتاب القيم وهو يتكون من خمسة ابواب، وسوف اتوقف في هذه الحلقة عند الباب الاول ويتكون مما يلي:
الباب الاول: رفع الحرج معناه وادلته وفيه فصلان
الفصل الاول: تمهيد وتعريف وفيه ثلاثة مباحث
المبحث الاول: تمهيد في المشقة وضوابطها
المشقة في اللغة
المشقة المؤثرة في التخفيف
النوع الاول: المشقة المعتادة
مشقة الجهاد
النوع الثاني: المشقة غير المعتادة
ضبط المشقة غير المعتادة: وذلك في أمرين:
الامر الاول: الانقطاع عن العمل ويتمثل في مظهرين:
المظهر الاول: السآمة والملل
المظهر الثاني: الانقطاع بسبب تزاحم الحقوق
الامر الثاني: وقوع الخلل
طرق التعرف على المشقة غير المنصوص عليها
وجوه الاهتمام بالمطلوبات الشرعية وذلك بعدة اعتبارات:
الاعتبار الاول: النظر في العبادات وغير العبادات
الاعتبار الثاني: النظر في المأمورات والمنهيات
الاعتبار الثالث: النظر في المقاصد والوسائل
المبحث الثاني: تعريف الحرج في اللغة والاصطلاح
اولا: الحرج في اللغة
اطلاقات الحرج
ثانيا: الحرج في الاصطلاح وفيه مسألتان:
المسألة الاولى: تفسيرات الحرج
المسألة الثانية: تفسير اليسر والوسع
التعريف المستنبط وشرحه
معنى رفع الحرج
المبحث الثالث: العلاقة بين الحرج والضرورة والحاجة
المصالح الضرورية
الامور الحاجية
الامور التحسينية
الفصل الثاني: ادلة رفع الحرج وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الاول: الادلة من القرآن الكريم وهي على نوعين:
النوع الاول: النص على نفي الحرج
النوع الثاني: آيات التيسير والتخفيف
المبحث الثاني: الادلة من السنة النبوية وفيه ثلاثة فروع:
الفرع الاول: في بيان يسر هذا الدين وسماحته
الفرع الثاني: في خشية النبي صلى الله عليه وسلم ان يكون قد شق على امته
الفرع الثالث: في امر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه بالتخفيف
المبحث الثالث: من مناهج الصحابة والتابعين
اولا: من مناهج الصحابة
ثانيا: من مناهج التابعين
رفع الحرج اصل مقطوع به
***
** ان هذا الكتاب النفيس حقا يمثل مرجعية موثقة لسماحة الاسلام، ويسر تشريعاته.
وقد جاء هذا الكتاب في مواجهة الخطابات الفكرية المتناقضة ما بين خطاب يرفع شعار الغلو، وخطاب يعلي راية التفريط، فجاء هذا الكتاب وسطا في الخطاب الديني المعتدل الذي انطلق من قول الله: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر .
** يتبع
نايف وحقوق الإنسان
ولسنا من بكين نستوحي الهدى
** جاء ابلغ واصدق رد على ما ادعته منظمة حقوق العفو الدولية وهي منظمة غير رسمية على انتهاكات حقوق الانسان في الدول العربية والاسلامية ومن بينها المملكة العربية السعودية,, جاء الرد على هذه الاتهامات من الامير الحكيم نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في حفل التفوق العلمي في احد مواقع هذه الصحراء التي لم تعرف سوى كرامة الانسان منذ ان نزل قول الله تعالى ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر,, اية 70 من سورة الاسراء .
ومن اكثر تكريماً للانسان من خالق الانسان,,!
لقد كان الامير نايف بكلماته صادقاً ومقنعاً، وقد اسمع الجميع سواء منهم من يريد ان يعرف الحقيقة او من في سمعه بل في قلبه صمم منها وعنها.
وقد تفوق سموه عندما قال في حفل التفوق ويا لبلاغة ومنطقية ما قال وذلك في كلمته الارتجالية الصادقة والمعبرة:
نجد اليوم من يدعي باسم حقوق الانسان ان هناك اخلالاً بحقوق الانسان في هذه البلاد,, نحن نعرف الهدف وماهو الا لتشويه الاسلام فاذا كان هؤلاء سيقولون اننا لا نطبق الشريعة الاسلامية كما وردت في كتاب الله وعلمنا بها رسول الله عليه الصلاة والسلام وخلفاؤه الراشدون والتابعون,, هذا امر ممكن المناقشة فيه اما اذا كان الاعتراض على الاسلام كتشريع وعقيدة نقول نرفض هذا كاملا وسنتمسك بالاسلام وسنعيش على الاسلام وكما عاشه اسلافنا سيعيش حاضرنا واجيالنا حتى يرث الله الارض ومن عليها لانه لا عزة لنا الا بالاسلام فعلينا ان نعض عليه بالنواجذ وان نقول لهم حددوا وقولوا فهل تطبيق الحدود الشرعية ضد حقوق الانسان؟ هل التعزيرات الشرعية لحفظ الامن ضد حقوق الانسان؟ هل المعتدى عليه في نفسه او في عرضه او في ماله من انسان غلبت عليه النزعة الشريرة هل نرحم المجرم وننسى المعتدى عليه,, نحن مؤمنون بالله وبالاسلام وسنطبق شرع الله قائلا من يقول او حتى متخذ اي قرار .
اجل ايها الامير الحكيم ليس هذا الوطن المستهدف بل عقيدة هذا الوطن,, ومن هنا فلا مكان للحوار حول عقيدتنا وتشريعاتها التي ارتضاها الله لنا، وارتضينا نحن بها شاكرين حامدين,,!
***
* *ترى ماذا تريد منا منظمة العفو الدولية؟
هل تريدنا ان نطبق حقوق الانسان على الطريقة الغربية التي تحل الشذوذ الجنسي، وتفتح الابواب للاباحية.
وما قيمة الانسان بلا اخلاق.
ان الحرية تعادل المسؤولية.
وحرية بلا مسؤولية لا تسعد الانسان بل هي تشقيه مهما بلغ من تطور مادي وتقني,,!
ام تريد هذه المنظمة ان نأخذ بحقوق الانسان على الطريقة الشرقية التي تسهم في نشر الفقر والمرض، وقبل ذلك تنكر وجود خالق الانسان,, وما قيمة الانسان بلا عيش كريم، وقبل ذلك وبعده بلا ايمان برب واحد يعرض عن ذكره فتكون له المعيشة الضنكى,!
اننا ارتضينا شريعة ربنا ورضينا بها منهاجاً وتطبيقاً.
وما علينا مما يقول الآخرون، واذا ما حصل تجاوز من فرد فانه يتم جزاؤه، لكن هذا لا يعني خللا او عدم صلاحية تشريعات الاسلام.
***
قد رأينا بأنفسنا كسعوديين بحمد الله طول المائة سنة الماضية آثار تطبيق شريعة الاسلام منذ اقامها مؤسسها رحمه الله، على شريعة الله رأينا اثرها على المواطن والمقيم في هذا الوطن توفيراً للعيش الكريم وحفاظاً على ماله وعرضه ونفسه، لقد رأينا الحياة الحقة.
ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب
***
**وبعد,,!
لن نرضى قيادة وشعباً سوى شريعة الله، وليرضى من يرضى وليغضب من يغضب، وخالق الانسان هو الادرى بمن خلقه، وتشريعه هو الذي يحفظ كرامة وحقوق هذا الانسان، وكما قال شاعرنا الكبير عبدالله بن خميس قبل اكثر من ربع قرن:
لسنا من بكين نستوحي الهدى
انما نستوحي الهدى من يثرب
أجل
نحن لا نستوحي الهدى لا من بكين، ولا لندن، ولا واشنطن، ولا موسكو,,!
انما نستوحيه من هدى ربنا وكتاب خالقنا.
وهذا هو خيارنا الذي اخترناه وآمنا انه الذي يحقق الكرامة للانسان والحياة الكريمة لمن يعيش على الارض آخذين بكل الوسائل والآليات التي تسهم وتحقق هذه الغايات النبيلة التي قصدت اليها تشريعات السماء، ونحن نطبقها على الارض.
|
|
|
|
|