أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 19th April,2000العدد:10065الطبعة الأولىالاربعاء 14 ,محرم 1421

مقـالات

البوارح
سلطة الإعلام
د, دلال بنت مخلد الحربي
وجه إلي سؤال: لماذا هذا الاهتمام الكبير بمايكل جاكسون، ومادونا، وبعض رموز الطرب في العالم؟
اقول إن هذا السؤال,, لأنني كنت أنتظر من السائل أن يكون على درجة من الحصافة، والفهم فيدرك أن الأمر ببساطة لا يخرج عن سلطة الاعلام.
هذه السلطة الاعلامية هي التي جعلت مايكل جاكسون ومادونا، واشباهما رموزاً عالية، تصطف الطوابير في انتظار طلتهم البهية عندما ينتقلون من مدينة لأخرى في هذا الكون ليشنفوا آذان المعجبين بنعيقهم وصراخهم، وتمايل أجسادهم وليشدوا انظار المشاهدين على شاشة التلفاز يتابعون في انبهار حركات لا تختلف كثيراً عن حركات القرود في الغابات الاستوائية.
ويمكن ان ندرج اشياء كثيرة نتابعها في حياتنا، أو نقدم لها احتراماتنا في الاطار ذاته أي سلطة الاعلام، التي تسربت إلى اعماقنا وبالتالي جعلتنا دون شعور منا نحتفي بالخسيس والنذل والتافه والغبي.
ذلكم هو الاعلام المعاصر الذي غاب عن ذهن صاحب السؤال عندما طرح سؤاله، وكأنه في عالم غير عالمنا الذي أصبح يعيش في ظل ماتمليه وسائل الاعلام، وخاصة تلك الشاشة الصغيرة التي نقابلها كل يوم لنلتقط منها مايدفع بنا إلى سلوك المنقاد انقياداً كاملاً لسلطة الاعلام، وسطوته المعاصرة التي يشكلها الناتج اليومي في الفضائيات والصحف والمجلات، والاذعان اخيراً للقادم الجديد في جبروت لا مثيل له وهو الانترنت.
عندما ننبهر امام حدث او فعل أو رؤية محمولة في احدى أدوات السلطة الاعلامية المعاصرة علينا ان نفكر ملياً بعد الانتهاء من المشاهدة بشيء من الموضوعية وقد نجد أنفسنا داخل لباس غير لباسنا ومنساقين مع فكر غير فكرنا، ومؤيدين لأمر يؤدي الى دمارنا، ومستمعين إلى ما يصم آذاننا، ويلوث أسماعنا.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved