أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 19th April,2000العدد:10065الطبعة الأولىالاربعاء 14 ,محرم 1421

مقـالات

روى وآفاق
مع الرسائل الجامعية
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل
الرسائل الجامعية تُكَوِّن أنموذج الكتاب السعودي في التأليف والصناعة، فقد تضافرت الجهود على انجازه بدءاً من اختيار عنوانه والتخطيط لأبوابه وفصوله من قبل المؤلف، ثم تتوالى مراحل الإنجاز في سلسلة طويلة قد تغيب عن المؤلف البعيد عن الجامعة، فبعد جهد من المؤلف يتمثل في الاستشارات وارتياد المكتبات، في مدة تستغرق شهوراً يعرض ذلك الجهد على مجالس القسم المختص، وأعضاء المجلس أساتذة جربوا التأليف، فيتناولون عمل الطالب بالتعديل والتقويم، وقد يحالفه الحظ بالموافقة عليه، أو يكون الحظ ليس رفيقاً له، فيبعد ويبدأ صاحبه في البحث عن موضوع آخر، وفي حال محالفة الحظ له، يعرض على لجنة الدراسات العليا، فإذا أجازته عرض على مجلس الكلية، فإذا أجازه المجلس، عرض على مجلس الدراسات العليا، فإذا خرج من هذه المجالس بالموافقة انتقل إلى مرحلة الإعداد، والمؤلف حينئذ ليس وحده في الميدان، فخلفه المشرف، وهو مؤلف مجرب، يتابعه في كل صغيرة وكبيرة، ويصحح له ما يكتبه، ويأمره باثبات الجيد وابعاد مالا يصلح من مادة الكتاب، بالاضافة إلى طلب اعادة التحرير مرة أو مرتين حتى يستقيم قلم الباحث، ويكون المبحث أو الفصل صالحاً لتكوين جزء من مادة الكتاب، وتستمر رحلة التأليف من قبل المؤلف، والمتابعة من قبل المشرف، حتى يكتمل الكتاب، ويقرؤه المشرف للمرة الثالثة أو الرابعة فيجيزه، وبذلك تنتهي هذه المرحلة من عمر الكتاب وينتقل الى مرحلة الفحص من قبل لجنة المناقشة وهي لجنة تتكون من ثلاثة أساتذة لديهم الخبرة العلمية بالاضافة إلى المعرفة التامة بصناعة الكتاب، فيما وصلت إليه من الاتقان، في آخر مرحلة لها، وتأتي بعد هذه المرحلة مرحلة أخيرة حيث يناقش المؤلف في مادة كتابه، ومنهجه فيه، مناقشة علنية يشهد عليها الحضور، من العلماء وأساتذة الجامعات، وقد يشترك بعض الحضور في مداخلات المناقشة، هذه المراحل المرهقة لا تدع صغيرة ولا كبيرة في الكتاب إلا وتضعها تحت المجهر، وبذلك يكون الكتاب جاهزاً للطباعة، ولكن كيف الطريق إليها والمؤلف قد أرهقته طباعة خمس نسخ في مراكز الخدمة الجامعية.
إن تطور التعليم في المملكة شمل الدراسات العليا، فجامعاتنا ولله الحمد يتخرج منها في كل يوم مجموعة من حملة الماجستير والدكتوراه فجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك سعود والجامعة الإسلامية وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة أم القرى تناقش فيها رسائل الماجستير والدكتوراه في كل يوم، بل ان الكلية الواحدة في الجامعات المذكورة تناقش فيها رسالتان في اليوم الواحد أو أكثر، ولكن ما مصير هذه الرسائل الكثيرة، انه الحفظ فقط، أما ما يطبع منها فهو نادر، فالرسالة المحظوظة تطبعها الجامعة أو غير الجامعة ولكن الكثير منها يبقى مكدساً تمر عليه السنون والأعوام, ان الرسالة ذات الجزء الواحد تكلف طباعتها خمسين ألف ريال، أما المتكونة من أجزاء فتكلف الكثير.
إن تلك الرسائل تشمل على علوم نافعة من شرعية في التفسير والحديث والفقه والدعوة، وعربية في النحو والبلاغة والنقد والأدب، واجتماعية في التاريخ والجغرافيا والاجتماع وعلم النفس والتربية والإعلام، وحياتية في الطب والهندسة والزراعة وغير ذلك.
إنني أدعو إلى انشاء مؤسسة خيرية هدفها نشر العلم، عن طريق نشر هذه الرسائل النافعة، مع بيع مطبوعات المؤسسة والاستفادة من ثمنها في طبع المزيد من الرسائل، وإنني على يقين من مساندة أصحاب المال لهذه المؤسسة، إذا شرح لهم هدفها باخلاص وحسن نية, إن أصحاب المال يتسابقون إلى أعمال الخير، والدليل على ذلك موائد الافطار في رمضان، التي تصل في بعض المساجد والمخيمات الى حد التبذير والاسراف، وهم يتسابقون إلى بناء المساجد وتوفير المياه الباردة، فنشر العلم لا يقل عن هذه الأعمال الجليلة التي يبذلون فيها أموالهم، فطبع الكتب النافعة يعم نفعها لسنوات طويلة بل لقرون، فإذا قام على هذه المؤسسة رجال مخلصون أتت ثمارها وأبرزت هذه العلوم البعيدة عن أيدي القراء مع ما يتوافر فيها من علم جم, لعل هذه الدعوة تجد صدى من محبي الخير بالعمل في المؤسسة المذكورة أو ببذل المال، أرجو ذلك.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved