| مقـالات
تعصف بالمسلمين اليوم تيارات شتى توحي بأن ثقافتهم مهددة بالعقم، وأنشطتهم بالزوال، وطموحاتهم بالانقراض.
وهذه التيارات معاصرة حديثة تتسم باقتران السم بالدسم، والغث بالسمين والسراب بالماء.
وفي كتاب ثقافة المسلم في وجه التيارات المعاصرة يعالج مؤلفه الاستاذ الدكتور عبدالحليم عويس من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الاشكاليات الصعبة للمسلم المعاصر من الجانب العسير والخطير ألا وهو الجانب الثقافي في عصر أصبحت فيه الثقافة مقوماً كبيراً من مقومات الشخصية التاريخية، والحضارية، لكل أمة، وأصبح الصراع الثقافي فيه أبرز صور الصراع، كما يقول المؤلف الفاضل الذي يمضي قائلاً:
ومن المعروف انه نتيجة لظروف تاريخية معينة,, أصبح المسلمون وهذا شيء محزن حقاً في موقع من يتأثر أكثر مما يؤثر، ويتفاعل سلباً,, أكثر من تفاعله إيجاباً وعلى هذه الوتيرة من الفكر والبيان، يضع الدكتور عويس أفكار كتابه طرحاً وموضوعاً وأسلوباً في سبعة فصول تتناول أساسيات الثقافة الإسلامية من مصطلح وضرورة وأطوار لإنقاذ الإنسانية، وبناءً موحد لا يتجزأ، لأن ثقافة المسلم تحمل عقيدته وشريعته وأخلاقه على ضوء الفكر الإسلامي قرآناً وسنة.
وقد شرح في الجانب العقدي موقف الإسلام من النصرانية واليهودية الصهيونية وكذا موقف وعلاقة الإنسان المسلم من المادية الجدلية والوثنيات والمذاهب الأخرى.
ومن هنا يفصل المؤلف موقف وعلاقة الاسلام للمسلم من الناحية الاجتماعية الحديثة شارحاً المفهوم الانساني والمنهج الإلهي لمقومات المجتمع المسلم، وخصائص ومشكلات هذا المجتمع وعلاجه في الحياة المعاصرة لأن ثمة روابط بين الناس وفقاً لمناهجهم البشرية والإنسانية والاجتماعية، كيف تحل صعوبات هذا المجتمع، وتحديات الصراع المادي التي تواجهه إذا لم تكن ثمة ثقافة مؤصلة للمسلم المعاصر تحمله من الهوة الخطيرة اليوم!؟ وتنير له دياجير المسلك الإنساني في الحياة البشرية التي تتحداه إيمانياً وسياسياً واقتصادياً بل ثقافياً على وجه الخصوص وهي مشكلة أو معضلة في الظلم والانحراف والقصور الذاتي والمعنوي والمادي، ومن أجل ذلك قدم الاسلام التكافل الاجتماعي حلاً مناسباً، وحداً فاصلاً للإنسان المعاصر, يستوي فيه المسلم والذمي بناءً على التصنيف الفكري والاقتصادي للناس الساري بينهم منذ صدر الإسلام كقصة عمر بن الخطاب مع اليهودي وفرضه حصة مالية من بيت مال المسلمين لأنه دفع الجزية في شبابه، بعد هذا يضع الدكتور المؤلف عبدالحليم عويس علاجاً آخر من الناحية النظامية ضد التيار المعاصر حيث ينظر الإسلام إلى النظام السياسي على أنه الحارس لعقيدة الأمة وسلامة بنائها الداخلي ومصالحها الخارجية في الفصل الأخير من كتابه الذي يبين أسس النظام الإسلامي فيه على أنها: الإيمان بالله ، لا حاكم إلا الله ثبات الأصول والتصورات، غايات روحية إنسانية، المساواة التامة ، الحرية ، الشورى ، العدالة ، الحاكم المسلم .
على ضوء الفكر والسياسة والدين الإسلامي في كافة العصور وبالذات في عصرنا الحديث.
|
|
|
|
|