إذا كنس كل مواطن الرصيف المواجه لبيته,, صار الشارع نظيفا,, هذا القول يصلح ان يكون قاعدة اجتماعية لصلاح كثير من أمور الحياة التي تكدر حياة الناس بسبب إهمال مجموعة من البشر,, ورغم التقدم الحضاري إلا ان الناس اصبحوا يركبون موجة الاهمال في كثير من الأنظمة والقواعد التي ترتب حياتهم وتجلب لهم الهناء والسعادة,, والصحة العامة,, تعالوا بنا الى أحد الشوارع، اي شارع من شوارع المدينة أو القرية نجد أنه ملطخ الوجه والاكتاف والسبب الاهمال والتبرؤ من التبعية والمسؤولية, تعالوا الى الأنظمة التي تحمي حقوق الأفراد,, هل نحن نطبقها كما يجب؟,, لا اعتقد، ولو كان ذلك صحيحا لما احتجنا لكثير من المحاكم والادعاءات,, تعالوا الى قوانين البيع والشراء سواء كانت قوانين شرعية او وضعية, نحن لا نهتم بها بل نحرص كثيرا على خرقها وتدنيسها,, ولذلك فقدنا البركة,, وظهر الغش وتفشى في كثير من وسائل البيع والشراء,, في موضوع البناء,, ما هي القواعد التي يجب تطبيقها عند بناء مسكن؟! وإذا كان الواحد منا يريد التجارة في البيوت،,, فهل هو يفكر في سلامة البناء وتطبيق القوانين البلدية والمعمارية,, كثيرون يشتكون من الغش في البناء,, وقديما كانوا يشتكون من غش الخاطبات، فهي تجعل من المخطوبة قمرا زاهيا,, مع ان القمر تراب في تراب ومع هذا جعلوه مضرب المثل بالحسناء التي تصلح زوجة,, الغريب انهم لا يفكرون في الأخلاق والتعامل والمشاعر, كانت الخاطبة تصف المخطوبة,, فعيناها مثل عيون المها,, مع ان عيون البوم أوسع, والفم خاتم سليمان ولا أدري كيف رأوا خاتم سليمان والجسم غصن بان علما ان هذا الغصن قليل الوجود في بيئتنا، والساقان مثل العاج مع ان العاج لا يوجد إلا في بلاد الفيلة.
ومن هذا ترى ان أهلنا في السابق كانوا يستوردون كل شيء من الخارج فالاستيراد من الخارج علة مزمنة لدينا, اما ما يأتي من الداخل من البيئة التي نعيش فيها فهو غير مقبول,, ولعل السر في الغش هذا هو أن المخطوبة عند وصفها بتلك الأوصاف لا يستطيع المخطوب له ان يعرف تلك الأوصاف لكونه لم يرها, وإنما قرأ عنها,, حتى الكتاب لا يعطون المواضيع التي يكتبونها حقها من البحث والاستدلال,, لذلك تأتي كتاباتهم أحيانا مسخا وهراء وأكلة تثقل دورة الفكر,, لكن لو أن كل واحد منا تحمل المسؤولية وعرف حقا قيمة وجوده في مجتمع متعاون، فاهتم بالرصيف، وبحقوق الناس في الدوائر وعند إعداد المنازل للبناء من أجل التجارة واختيار المواصفات الجيدة لأدوات البناء من بلد وحديد وكهرباء وسباكة وألوان، ونجارة ونوافذ، ومدة زمنية أيضا تفي بحق البناء لكان الوضع يختلف ولحلت البركة,, خذوا مثلا القرص الذي نأكله يوميا لماذا انكمش حتى صار مثل ماطات البعير ؟ وكل يوم ينكمش ويتقزم والسبب ذلك الضمير الهش الميت الذي يستمرئ الحرام، ويستأنس بالفوضوية واللامبالاة,, اكنسوا الأرصفة أيها الناس لينظف الشارع,, وحكموا الدين لينظف الضمير.
|