| العالم اليوم
أخيراً تكرم الاسرائيليون ووافقوا على إعلان الدولة الفلسطينية, ويأتي هذا الكرم اليهودي مع اقتراب الموعد النهائي للحل الدائم وتنفيذ المرحلة الأخيرة من سلام الشجعان .
الكرم اليهودي بالموافقة على إعلان الدولة الفلسطينية جاء متطابقاً مع الطباع اليهودية التي لاتتغير مهما مرت الأعوام والسنين فاليهودي لا يقدم شيئاً بلا ثمن,, والاسرائيليون يطلبون ثمناً باهظاً لاعلان الدولة الفلسطينية، إذ مقابل هذه الدولة التي يريدها الاسرائيليون:
1 مجردة من السلاح.
2 ان تكون على مساحة 70% او 80% من اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن يتنازل الفلسطينيون عن باقي الاراضي لتضم الى اسرائيل.
3 بقاء المستوطنات الاستعمارية الاسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة وتحت الحماية والحراسة الاسرائيلية.
4 احتفاظ اسرائيل بالقدس بشطريها الغربي والشرقي والإقرار الفلسطيني ببقائها عاصمة أبدية لاسرائيل.
5 إسقاط حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى أراضيهم المحتلة عام 1948، والنازحين عام 1967.
هذه الشروط الخمسة هي ثمن المباركة الاسرائيلية لقيام الدولة الفلسطينية، التي لا نعرف هل يحق أن تحمل اسم دولة، وهي بلا سيادة، وغير قادرة على حماية نفسها لأنها ستكون مجردة من السلاح.
ثم هل يحق لأي فلسطيني مهما كان تاريخه النضالي حافلاً بالكفاح أن يوافق على التنازل عن 20% او 30% لإسرائيل بما فيها القدس التي يحلم كل فلسطيني ومسلم وعربي بعودتها لأهلها من الفلسطينيين العرب المسلمين والمسيحيين.
أما الشرطان الأخيران وهما إبقاء المستعمرات الاسرائيلية التي تعج بالمستوطنين الذين يعدون اكثر اليهود جنوحاً وإرهاباً وحقداً على الفلسطينيين، إبقاء هذه المستعمرات وسكانها من الإرهابيين داخل الدولة الفلسطينية ، في الوقت الذي يمنع اللاجئون الفلسطينيون أصحاب الاراضي الحقيقيون من العودة الى وطنهم بعد ان أجبروا على ترك ديارهم.
هذه الدولة، وبهذه الشروط المجحفة من يجرؤ من الفلسطينيين على القبول بها,,؟!!
قبل أسابيع قال ياسر عرفات إن رئيس وزراء اسرائيل يريد اغتيالي بدفع الفلسطينيين الى قتلي لعدم تعاونه في تنفيذ اتفاقيات السلام،وعرقلة العجلة السلمية وبعد عرض باراك وشروطه في الموافقة على إعلان الدولة الفلسطينية التي فصّلناها حسب ما أعلنتها وسائل الاعلام الاسرائيلية يكون باراك قد وجّه دعوة علنية لانتحار ياسر عرفات سياسياً وجسدياً، إذا لم يعلن وبقوة رفضه لهذه الشروط التي ان وافق على اي منها اي فلسطيني، يكون كمن يرمي بنفسه في نار مشتعلة للانتحار.
على عرفات وكل الإخوة الفلسطينيين أن يعلنوا رفضهم لهذا الكرم اليهودي لأن مائدة باراك وصحبه اللئام,,, طعامها مملوء بالسموم.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|