| عزيزتـي الجزيرة
مما يقدر للحكومة السعودية - واقعاً وتاريخاً - المشاريع الهائلة القائمة والتنظيمات الأمنية الناجحة التي وفق الله الدولة السعودية لانجازها في كل المشاعر المقدسة خدمة لضيوف الرحمن وهذا العمل الخير شرف تعتز به المملكة حكومة وشعبا، ويأتي نجاح الخطة الأمنية لحج عام 1420ه من الامثلة المضيئة على الوعي الأمني المتطور الذي يقوده صاحب السمو الملكي وزير الداخلية لخدمة ضيوف الرحمن بحيث لم يعد يمر عام إلا ويجد المراقب في العام الذي يليه أساليب اضافية جديدة متطورة أدخلت على الخطة الأمنية والمرورية، ففي حج العام المنصرم كان لصدور قرار تقليص السماح للسيارات الصغيرة بالتنقل داخل المشاعر المقدسة أثره الفعال في الخطة بانسياب الحركة المرورية بالتصعيد والانصراف مما سهل على الحجاج سرعة الوصول لمقر اقامتهم وعبادتهم في مدة قياسية وهو ما سوف تستكمل فائدته بقصر التنقل مستقبلا داخل المشاعر على الحافلات الكبيرة، كما أن تفعيل دور المباحث في جانبه المشرق لخدمة المواطن والوافد في موسم حج هذا العام كان هو الآخر أكثر نشاطاً وأبرز ظهوراً بالقبض الفوري على اللصوص في مواقع الحدث على امتداد مساحات المشاعر المقدسة مما ساعد على نظافة الحج من جرثومة الجريمة الوافدة بما اسعد المواطن وأراح الحاج وأضفى على هذا الجهاز الأمني الحساس لباس الثوب الابيض الذي كان لا يراه إلا القلة العارفة بمساهماته في حماية الامن الوطني من الجريمة والسموم المصدرة للإضرار بهذا الوطن وأهله، واعتماد قيادة وزارة الداخلية في وضع خطة أمن الحج لكل عام بناء على معايير علمية تشارك في اعدادها معاهد أبحاث ومراكز دراسات متخصصة تأخذ في الاعتبار تجارب الماضي واستشراف المستقبل هو من العوامل لاستمرار نجاح الخطة عاماً تلو الآخر، غير انه إلى جانب وزارة الداخلية هناك جهات عديدة أخرى تشارك في مهمة الحج وتؤثر على الخطة العامة تبعا لمدى قدرة كل جهة على مواكبة الزيادة المطردة في أعداد الحجاج للأعوام المتتالية وذلك بالتخطيط المسبق والتحديث المتتابع للضوابط التنظيمية والتوسع في المشاريع الخدمية لكل مرحلة ويأتي مبدأ الاستشارات الموسعة الذي تتيحه لجنة الحج العليا قناة عبور ميسرة لمتابعة الاوضاع من قبل كل جهة واتخاذ القرار السليم منها في وقته، ومن الامثلة دون الحصر لبعض المتطلبات المستقبلية انه في الاعوام القادمة سوف تتضاعف اعداد الحجاج تباعا وهذا يترتب عليه وجوب توفير اكبر قدر من الامكانيات، مساحات أرض وخدمات، وسيكون في مقدمة المشاعر المعرضة للازدحام (منى) وهذا يتطلب المبادرة الفورية باصدار قرار إخلاء (منى) من المعسكرات الحكومية عدا الضروري من المراكز الامنية والخدمية المبسطة والعمل على تأهيل البقية لاسكان الحجاج ونقل جميع مقرات الانشطة الحكومية إلى سفح الجبال وخارج منى بما في ذلك الضيافة الحكومية التي يفضل قصرها على المراسم الملكية وهذا لا يمنع من اعطاء بعض الجهات صلاحية الاسكان في ضيافة المراسم باعداد قليلة محددة، فحصر الضيافة بادارة المرسم وحدها سوف يوفر على الدولة مساحات ارض وامكانيات بشرية ومبالغ مالية يمكن استخدامها في مواقع اكثر أهمية وتوافر مؤسسات نقل الحجاج بمستويات خدمة متفاوتة اصبحت الآن من البدائل الميسورة ومثل ذلك يفضل تجميع الانشطة المتشابهة الاخرى المقدمة في المشاعر من جهات متعددة ووضعها تحت الادارة المباشرة لجهة الاختصاص الاصلية كالخدمات الصحية لوزارة الصحة والدعوة للشؤون الاسلامية وهكذا وذلك لتقليل النفقات وزيادة فاعلية الخدمات بتوحيد الطاقات، وهناك أيضا حاجة مستقبلية لتوسعة الساحة المحيطة بالجمرات واقامة دور ثان للرجم وتكييف اماكن الزحام عند مرمى كل جمرة، وتوسعة الطرق بعرفات إذا لم يكن من الجدوى استخدام شبكة للقطارات في المشاعر المقدسة وكذلك قيام وزارة الحج بوضع خارطة لاماكن الاسكان والخدمات بمنى وعرفات توضح أرقام الاماكن المحددة لكل فئة من الحجاج والزام المطوفين ومؤسسات حملات الحج بوضع نسخة الترخيص ومقدار الاعداد المقررة على مداخل السكن لتسهيل مهمة المفتشين للتأكد من مستوى الالتزام بالتعليمات لمنع التحايل بالاستئجار والتأجير بهدف الربح السريع على حساب الانظمة ومصالح الحجاج، ومن الامثلة المهمة الاخرى لمتطلبات المستقبل اهمية تخطيط منى ومزدلفة وعرفات بحدودها الشرعية والمبادرة باتخاذ الاجراءات النظامية لحصر الاملاك الخاصة بها وتوقيف التصرف فيها بالبناء والعمل على تعويض اصحابها بأراض في مخططات اخرى أو بمبالغ نقدية بحسب الحالة وقيام الدولة باصدار قرار تنظيمي بحيثيات شرعية يمنع بتاتا التملك الخاص بالمشاعر المقدسة لتبقى المشاعر لما شرعها الله له خدمة لضيوفه وبمأمن على مدار الزمان من طمع الانسان وسوف يكون صدور هذا القرار بمشيئة الله اضافة مضيئة في سجل خدمات الدولة السعودية للأماكن المقدسة, ومن آخر الامثلة استحسان ازالة الاروقة المحيطة بصحن الكعبة غير المرتبطة بالدور الثاني للمسجد وذلك لمحدودية فائدتها بوضعها الحالي وقلة تكلفة اضافتها لصحن المسجد لتخفيف زحام الطواف في مواسم الحج والعمرة برمضان وآخر مثال استصلاح الاراضي الفضاء غير المملوكة والملاصقة لساحة الحرم جهة المسفلة وقبالة عمائر مكة باضافتها للساحة وتحويل الجسر الحديدي المحاذي للعمائر إلى نفق وكذلك توسعة الساحة المحاذية لبابي الفتح والعمرة وتحويل الشارع المجاور للساحة ودورات المياه الموجودة بها إلى انفاق تحت الساحة والاشتراط على كل صاحب عمارة بمحاذاة الساحات ترك الدور الأرضي مصلى واستكمالاً للفائدة من بقية الاراضي الموجودة بالجبال التي يصعب ادخالها مع الساحات يفضل استثمارها وقفاً على الحرم المكي عن طريق اقامتها من متبرعين او نظير استثمارها لفترة محدودة وهذا يحقق تفعيل الامر الكريم الصادر في العام 1419ه من صاحب السمو الملكي ولي العهد بتوقيفها لمصلحة الحرم.
إبراهيم بن عثمان المفيز الرياض
|
|
|
|
|