| القوى العاملة
يطمح كثير من الموظفين إلى الوصول الى مناصب قيادية مما يوجد تنافسا ملحوظاً على الاستئثار بوظيفة المدير التي هي اقرب وظيفة قيادية الى متناول جمهور الموظفين, قبل تناول اسباب التنافس لابد من توضيح المفهوم الصحيح للإدارة والمدير، إن الادارة في مفهومها العام هي مجمل مهام ومسؤوليات تعطى للموظف ليتولى الاشراف الكامل على اعمال قسم ما ومتابعة موظفي هذا القسم وتوجيههم.
وهذا المفهوم للإدارة يجعل منها عبئا جسيما لا يستطيع اي موظف النهوض به، إذاً فمن هو الموظف الذي يصلح لأن يكون مديرا؟ قد يتبادر الى الذهن ان المدير الصالح هو الموظف الذي اتقن دراسة الإدارة وأسسها ومقوماتها ولكن هذا غير صحيح فمهما بلغ هذا الموظف من درجات الاتقان العلمي والنظري لمفاهيم الإدارة فلن يكون صالحا لعمل المدير ما لم يتوافر فيه جملة من الصفات على سبيل المثال القدرة على التعامل مع الافراد والمرونة وضبط النفس وعلاوة على ذلك قد يجمع الموظف بين الصفات العلمية والشخصية المطلوبة للمدير الناجح ومع هذا لا يصادفه التوفيق في عمله كمدير، اذ قد تواجه هذا الإنسان مشكلات من قِبل رئيس الجهاز الذي يعمل به مثل عدم اعطائه الصلاحيات التي ينبغي ان يتمتع بها مدير الإدارة وهذا يرجع في الغالب الى مركزية الإدارة في الجهاز وهذا السلوك يؤدي الى نوع من الاحباط لدى المدير تنتهي بعدم اكتراثه للعمل في ادارته مما ينعكس على انتاجية القسم الذي يتولى القيام بإدارته,يتبين مما سلف ان طريق الإدارة ليس طريقا مفروشا بالزهور وهذا يفضي بنا الى التساؤل: اذا كانت الإدارة مسؤولية ضخمة على هذه الشاكلة فلِمَ يتنافس عليها الكثرة الكاثرة من الموظفين؟ والجواب عن هذا السؤال يتلخص في كلمتين؛ حب السلطة الإدارية التي هي سلطة محكومة بالنظم واللوائح الإدارية ولها مجالات محددة تتعلق بالصالح الوظيفي ولا ينبغي بحال من الاحول ان توجه الى الصالح الشخصي للمدير، ولتجنب اختيار موظفين على هذه الشاكلة لمناصب الإدارة لابد ان يكون الاختيار مبنيا على أسس علمية دقيقة وقائمة على معايير شخصية مستمدة من الملاحظة الشخصية عن كثب لسلوك هذا المدير المرتقب.
سعد بن عبدالله الثاقب
|
|
|
|
|