المواثيق أخلاق,,.
بل هي ضوابطها,,.
ويربط الإنسان عادة بميثاق الثقة فيما يقول، وفيما يفعل، فإن كان هذا الأمر هو محك من وكيف هو الإنسان، فإن الإنسان أخلاقه ,,, لذلك عني بأمر تربية الأخلاق في الإنسان,,, عناية إلهية، دينية، قبل أي شيء,,.
وقيل: حيث تزرع تحصد,,,، وبما تزرع تُثمر,,.
ولأن الأخلاق مواثيق,,.
والخلق مناط بالفرد، والفرد واحد في جماعة,,, فإن الأخلاق العامة مسؤولية عامة، كما أن بناءها بشكل فردي مسؤولية من هو مسؤول أول عن الفرد,,.
تلك حقائق لا تحتاج إلى جدل، ولا إلى محجة,,.
ولست أبالغ إن قلت:
إن الدول تُختصر في شعوبها،
وإن الشعوب تتمثل في أفرادها،
وإن الأفراد تتسع في أممها،
ومن هنا كانت للإنسان حدود حركية خاصة به، وحدود حركية خاصة بمجتمعه الخاص، فالعام، ومن ثمة جاءت المجتمعات داخل الدول تمثل المجتمعات الأكبر,,.
ولئن أدار الإنسان مجتمعه الخاص عن نفسه وخاصته، وكوَّن هذا المجتمع بالزواج، والأبناء، والأهل، والجيران، فإن مجتمعه الأكبر يديره وليّ يمثله، وافراد هم أهله، وأبناؤه و,,.
ولئن كان الإنسان مسؤولاً عن نظامه الشخصي في إدارة بيته مثلاً،
فإن نظامه المجتمعي العام يتكوَّن منه ومن غيره، عندما توضع له ضوابط ومعايير لا تخرج عن الأسس التي بُني عليها خُلُق الفرد، فالأفراد,,.
ولأن المجتمعات الكبيرة المكونة من البيوت الصغيرة قد أُرسلت لها الرسل، وفُتحت لها مدارس التربية وفق الأخلاق ذات الحدود، والصفات، والسمات، وأشكال السلوك في المواقف المتعددة والمختلفة على مدى مسيرة الحياة فتكون لها الموجهون والمقومون كي تكون لهم مواثيق
فإن أخلاق القوم هي مواثيقهم,,.
عن أخلاقهم تُبنى أفكارهم,,.
وعن أخلاقهم تُبنى أفعالهم،
وعن أخلاقهم توضع أسس تعاملهم اليومي الداخلي,,, الخاص، والعام,,.
وعن أخلاقهم توضع أسس أنظمتهم في سياسة التعامل مع الآخر,,, سواء كان هذا الآخر منهم، أو من غيرهم، قريباً، أو بعيداً، جاراً، أو متحالفاً، أوذا رابطة ما,,.
وهذا هو الشكل المصغر للإنسان في حياته فوق الأرض، وفي علاقاته بمن فوق الأرض,,.
ولقد بدأت المجتمعات البشرية في بداياتها صغيرة فكانت أخلاقها واضحة جلية، حادة الظهور في التعامل اليومي,,, فأخلاق العربي مثلاً: الإيثار، الكرم، الشمم، العزة، التضحية، المبادرة، الصدق، الاحتمال، القناعة، الحمية، القوة، الفروسية,,, الغيرة,,,،
ولم تذب هذه الأخلاق، أو تتلاشَ، أو توهن قواها إلَّا عندما تداخلت المجتمعات بأخلاق الآخر، وتطعَّمت بما لديه، فتحلل العربي في كثير عن شيء من أخلاقه، وتداخلت هذه الأخلاق إن لم يكن التداخل في بُناها ففي سلوكها مع كثير من مجريات سلوك الآخر,,, وتمَّ إسناد ذلك إلى حاجة الزمن !! والزمن براء من الحاجات البشرية المُبرَّرة,,.
فالزمن لايدعو الصادق إلى الكذب، ولا المحتاج إلى الرشوة، ولا الفقير إلى الاستجداء، ولا الراغب في شيء إلى المداهنة والمراوغة والمكر ليصل إلى مايريد، ولا الخائف على نفسه ظلم الآخر كي يحمي نفسه من الظلم,,.
الزمن لا يدعو المجتمعات التي تنشىء بناها العمرانية على أمثل الطرز، ويرتدي أفرادها ملابسهم في كامل هيئة نظيفة ومنظمة وأنيقة، أن يصبغوا أفعالهم بالزيف والمخادعة بمثل ما يلونون وجوههم ويغيرون معالمها,,.
الزمن يقف شاهدا لايدرك موقعه الإنسان، ولا الجماعات، ولا الأمم,,.
كيف فعلوا بالأخلاق؟!
وأين منهم ضوابطها؟!
غداً نواصل
|