أرسلتُ طرفي للنجوم طويلا
وغدوتُ في مقل الفضاء نزيلا
حلّقتُ فوق السحب أختصر المدى
حتى أصيّر ألف ميلٍ ميلا
العالم المكتظ حولي نابض
وأنا أراقبُ نبضه المقفولا
وإلى بريد الوصل تبتسم الخطى
بالأمنيات جداولاً وحقولا
واخضرّت الدنيا بعيني عندما
أعلنتُ عنواني عليَّ دليلا
أطلقتُ حرفي للعوالم كلها
حُرّاً توارت روحه قنديلا
ورجعتُ كالأحلام مثل طفولة
الشمس الضحوك تقبل المجهولا
فغداً توافيني الحياة وأعتلي
متن الرياح واستقي التبجيلا
وبقيتُ منتظراً غداً يأتي ولا
يأتي أنادي عالمي المأمولا
وأظل أعزف لحن وصلٍ من صدى
صوتي ليشفي هائماً معلولا
دهرُ يمر وبعده دهر يسفِّ
هني يكفنني اسىً وذبولا
دهر من الآلام تعتصر الجوى
وأظل منتظر الجواب سؤلا
فلكم فتحت بريد روحي لم أجد
إلا الفراغ وأنسه المقتولا
ياكافراً بالصمِت,, بعض رسالة
تهمي لتسعفني الحياة قليلا
وغداة يوم شَعّ ضوء رسالة
رقص المدى والصمت صار هديلا
ماذا بها؟ ممن تكون؟ تلوّنت
صور اللقا,, ما أجمل التأويلا
ونسيتُ مفتاح البريد,, تزاحمت
خطواتي العجلى إليه وصولا
وقرأت فيها: وصلك اليوم انطفا
وعليه من ترب الضياعِ أهيل