حاولت مقاطعة حديث مُجالسي إلا انه يصر على مواصلة ثرثرته برفع صوته او إيمائه لي بالتريث,, كان ما يقوله اجترار لأحاديث وحكايات مملة جدا، تجرعت الحديث الى نهايته، ثم بادرته قائلا: هل تسمح لي بالانصراف؟ رد عجلا: ابق معي فالليل طويل ونحن في أوله,, عالجت إلحاحه بأن الأولاد وأمهم في انتظاري,, سمح لي بعد ان اجبته عن فضول ارتفع له حاجباه عما يخص عودتي باكرا,.
في طريق عودتي كانت قناعاتي تتأكد عن فضل الصمت لما اصاب رأسي من صداع، وما أصاب حنجرتي من إجهاد وحكة بسبب طول ما سمعت وحكيت,, التقطت من الصيدلية المجاورة لمنزلي علبة ملطف ومرطب الحنجرة والقيت بواحدة منه في فمي.
لم أكد أفتح باب المنزل حتى تلقتني زوجتي بوابل من اللوم والتأنيب على تأخري عن الحضور في الساعة الثامنة، اخذت تعيد وتزيد في الإحراج الذي سببته لها، والاغتياب الذي سوف يأكلها والأعذار الطويلة التي ستصوغها,, و,,, و,,
حين نطقت بما ظنته زوجتي في بدايته تبريرا كانت الساعة تقارب العاشرة والنصف مساء, طبعا، كنت أنوي ان اطلب منها مسكنا للصداع، وإنما تأخرت في طلبي لا لسماعها ولكن لانتهي من مص الحبة الأخيرة من مرطب الحنجرة.
عبدالوهاب بن يوسف المكينزي
|