| الثقافية
للنادي الأدبي بالمدينة المنورة تجربة جديدة في النشر الأدبي والثقافي يتمثل في إصداره الدوري الآطام الذي حوى في تضاعيف اعداده الخمسة السابقة جملة من المنطلقات الشعرية التي تميز جهود (الآطاميين) وعلى رأسهم الشاعران د, محمد العيد الخطراوي، والشاعر محمد ابراهيم الدبيسي,, لذلك تلتقط ودون عناء ان المجلة (الدورية) تميل الى الشعرية، وتستميل القارىء نحو شرفة النقد الذي يضيء للنص الشعري دروب البلاغة، والجزالة والاستشراف الفاعل,, ويحوز هذا الفعل بالرضى من شاعر عربي عرف بالجزالة والريادة الشعرية هو المشرف على الآطام الاستاذ محمد هاشم رشيد,, ليبقى الشعر هو المحظيُّ والمبارك في كل خطوة تخطوها هيئة التحرير والاشراف,, لكن الأمر لا يخلو من اهتمام بالألوان الأخرى من قصص وترجمات ومقالات لكن على استحياء يبحث عن تميز، وعدل يساوي بين الفنون جميعها,, وللدبيسي والخطراوي وهاشم رشيد نبل المقاصد وشفافية الأداء في البحث عن اللذة الابداعية والفائدة المرجوة.
وللمجلة الحائلية رؤى نفس الهواجس التي تتقاطع مع الآطام لتتشكل المفردة الأدبية التي تنزع الى التعميم والإمساك بكل فن من طرف لتكون محاولة ابراهيم العيد، ود, عبدالرحمن الفريح سياقا ثقافيا مفتوحا على كافة الانماط، والمدراس فالفريح عرف بانه المهتم بالتاريخ والمتخصص به والعيد أديباً واستاذا للغة العربية لذلك فهما يحاولان ان يتلمسا دروب النجاة من النقد الذي يلاحق الانحياز,, فرؤى ومنذ العدد الأول لها وحتى العدد السادس الذي هو الآن بين يدي القارىء تحاول ان تبعد عنها صفة الإنحياز إلا انها تتعصب كثيرا للدراسات الإنسانية والمقالات ليأتي الإبداع ثالثا او ربما رابعا,, لكنه انحياز لا يلغي وجود الفنون الأخرى ولا يأتي بالدراسة من أجل الحضور فقط، انها رغبة جميلة وصادقة لأهل الآطام ورؤى في ان يتجاوزوا حدود العقد التي تفرضها نزوات البعض وجنونياتهم بما يطرحه الآخر,, الآخر البعيد جدا ذلك الذي لا يرى من دورياتنا ومجلاتنا وانديتنا إلا عناوينها,.
ما دفعني للكتابة عن رؤى والآطام هو وصول عدديهما الجديدين إليَّ في وقت مازالت انتظر به بعض الدوريات والملفات الجميلة والمناسبة التي تصدر عن الأندية الأدبية الأخرى,, تلك الأندية التي تحافظ على أدب ابنائها محافظتها على مقومات بقائها,, أندية تستحق الذكر,, وتستحق ان نشير الى حضورها ولنا الحق ايضا ان نغيب بعضها لأنه وللأسف لا يستحق الذكر أصلا.
نحن بحاجة الى اصدار يشبه رؤى والآطام من حيث الرغبة في الوصول الى القارىء بلغة معرفية تتجسد مقوماتهم الفنية فيما لدى القائمين عليها من حب للأدب والإبداع ووعي بحاجة القارىء الى انجاز ينبع من مخيلة اديب يفتش عن مفردة تسكننا وتحقق في لواعجها بلاغة الوصف وجزالة المعنى المطلوب لمثل هذه الآلام والهواجس التي نسميها أحيانا ثقافتنا وأدبنا,, وأحيانا اخرى نقول عنها شعرنا وقصصنا وهناك مقالات تأتي الى النقد محملة بنوازع الرغبة في فهم الإبداع من منطلق الحاجة له.
|
|
|
|
|