| مقـالات
من طبيعة الإنسان الإسراف في معظم الأحيان عندما يرتاح الى وضع ما سواء في ذلك المأكل والمشرب أو الوقوع في إغواء حالة من الحالات بما في ذلك العشق والحب وربما الكره والمقت, ولهذا الانجراف اسباب كامنة في أعماق الفرد قد تكون بيئية، وراثية، او نفسية، ومعروف ان حالة الإنسان النفسية معقدة جدا ويصعب تحديدها حتى على المختصين فما بالك بالعامة؟ وليس ثمة من علاج لهذه الحالة سوى مقدرة الإنسان على اخضاعها للمنطق والوضع البيولوجي دون اختراق القدرة الذاتية والمعالجة المنطقية فمثلا ذلك الذي يغرق في التعامل مع أبنائه بين التقريب والتجاهل, او الذي يسلم القيادة الى زوجته على حساب والديه رغم ما في ذلك من تجاوز للتعاليم السماوية او هروب ذلك الفرد من مسؤولياته المنزلية والغياب الطويل عن الحضور الى المنزل يعود لتغيير ملابسه التي فاحت رائحتها من العرق او ذاك الذي يتجاهل اهمية التواصل العائلي بين افراد الاسرة فلا يحضر حتى المناسبات, ومع ادراكنا بالخطأ الفادح في ارتكاب تلك المواقف فالقليل منا من يتوقف بينه وبين نفسه محاسبا حتى يغير من هذا السلوك الذي له الكثير من الاضرار، ربما يدخل في هذه الخانة المغرقة في الخصوصية الجاهلة التدخين رغم معرفتنا لأضراره الصحية على الفرد وكذلك على من حوله, ولكنها العادة البغيضة التي جثمت على السلوك بإغواء خارجي فجعلت العنان لها حتى إننا حين نمتدح احد الاشخاص او نثني على وعيه نتذكر كذلك الحالة الشاذة التي تجعلنا نتذكر القول المتواتر (لا كامل إلا الله) والقصد من هذه المداخلة الناصحة أن نتذكر أولا ضعفنا في مواجهة بعض المواقف وإسرافنا في ركوبها لنا, والعاقل من اتعظ قبل ان يقف ناصحا, والكف نهائيا عن سلوك معين قد يصعب تلافيه إنما نتمنى ان نكون أقل إسرافا أو شططا، بما في ذلك عدم إضاعة وقتكم الثمين في قراءة ما لا جدوى منه, إذ أعترف بأنني لا أضيف جديدا حين أقول إنني أكثركم خطأ وأقلكم الاستماع الى صوت العقل لأنني قد أكون بحاجة الى الناصح الأقوى إلى درجة الاقناع إذ أن الخطوة الأولى نحو الابتعاد عن موقف من المواقف السلبية هي القناعة وليس بالضرورة الزجر والحرمان من القليل من تلك الممارسات طالما تشبعت النفس في الوقوع تحت براثنها, وها إنني أسارع الى إشعال اللفائف الواحدة تلو الأخرى مع معرفتي اليقينية انها ضارة صحيا وافقد ساعات كثيرة من العمر من جراء ممارستها والقوي من استطاع ان يتفوق على سلبياته فاللهم لا تجعلني مسرفا إلا في حبك.
|
|
|
|
|