| مقـالات
هل يمكن أن يحقق الإنسان أمانيه كلها في الدنيا؟ وكيف هو السبيل للوصول الى أقصى ما يمكن تحقيقه من آمال وأحلام؟
إن الإنسان مهما أُعطي من مباهج الدنيا وكنوزها يظل طامحاً للمزيد،,, وقد جاء في الحديث الشريف: لو أعطي ابن آدم واديين من ذهب لقال أواه بالثالث,, أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم.
والشخص العاقل هو الذي يسعى في الأرض عملاً وجهداً مستمراً من أجل الرزق الطيب الحلال, لكن الوصول الى المطامح والغايات يتطلب من قبل وضع الخطط النافعة والمجدية التي يمكن عبرها الوصول للأهداف المبتغاة.
ولعل أهم محاور التخطيط هو وضع أهداف بعيدة المدى ليتم الوصول اليها عبر برامج قصيرة ومتوسطة وطويلة في مداها.
ولكي تنجح الخطط المرحلية التي تتكامل للوصول الى الأهداف الكبرى يجب أن تكون تلك الخطوات المرحلية ذات غايات مرحلية أيضا، بحيث إنه إذا انقطع الأمل لأي سبب في الهدف النهائي، يكون الهدف المرحلي كافياً أو مرتكزاً لتحقيق غايات وأهداف أخرى.
ولنضرب مثالاً بشاب يطمح على المدى البعيد بأن يصبح طبيبا، فمثل هذا الشاب يجب أن يخطط لحياته على المدى القريب أولاً بأن يسعى قدر جهده لتحقيق معدلات علمية عالية في المواد العلمية لتؤهله للانضمام الى المساق العلمي في الدراسة الثانوية، ثم بعد ذلك عليه أن يسعى في المرحلة التالية أن يواصل تحقيق معدلات مرتفعة تؤهله فيما بعد لدخول الجامعة والحصول على مقعد في كلية الطب بها، ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي الانكباب على الدرس والتحصيل في الكلية الى أن يتم التخرج ببكالوريوس الطب وهو الهدف المرحلي الأخير في مخطط تحقيق الطموح.
فإذا نظرنا لمثل ذلك التخطيط نجد أنه احتوى على طموح بعيد المدى وهو الحصول على بكالوريوس الطب، كما احتوى على مراحل متدرجة هي مرحلة أولية، ثم مرحلة متوسطة، ثم مرحلة ثانوية، ثم مرحلة أخيرة، تمثلت الثانوية في دخول المساق العلمي، وتمثلت الأخيرة في دخول كلية الطب بالجامعة وتمثلت النتيجة في الحصول على شهادة التخرج.
وتبقى كل مرحلة من هذه المراحل قابلة للتعديل حسب مستجدات الأمور، بحيث يمكن الانطلاق منها لأهداف وغايات جديدة, فاذا أخفق الطالب مثلاً في دخول كلية الطب، فإن معدلاته العلمية قد تتيح له فرصة الدراسة في تخصص علمي آخر، وهنا يمكن الاستفادة مما تحقق من إنجاز أكاديمي لاستثماره في تخصص آخر، فيتغير الهدف بعيد المدى مع كامل الاستفادة بما تحقق على المدى المتوسط، وهو ما يفتح العديد من الأبواب الأخرى للتميز والتحصيل والنجاح في حقول متعددة ومتنوعة.
والتخطيط لا يكون فقط للطلاب أو ذوي الأعمار المتوسطة من الشباب، بل يجب أن يكون جزءاً من حياة كل إنسان في هذه الدنيا، فكل عمل يحتاج لتخطيط، وكل تخطيط يحتاج الى مراحل للإنجاز,, فهكذا هي الحياة، وهكذا هي الدنيا,.
يقول الشاعر العربي:
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً
واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً
فهل نقرن حياتنا دوماً بالتخطيط بدلاً من جعل العشوائية تسير بنا حسب هبوب الريح؟!
|
|
|
|
|