| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لجريدة الجزيرة على جهودها لاستكتاب مجموعة مختارة من مثقفي هذه البلاد الغالية، ومن هؤلاء الكتاب من خدم بلاده بكل ما يستطيع من خدمة في زهرة شبابه حتى احيل على المعاش أو التقاعد، ولكن هناك أساتذة لم يقطع التقاعد عطاءهم الثقافي والفكري والعلمي والتربوي بل ظل عطاؤهم مستمراً من خلال الكتابة في الصحف والمجلات المحلية حتى يستفيد من ثقافتهم وأفكارهم وعلومهم الجيل الجديد ويسير على دربهم في العمل النافع والمثمر، ولقد أسعدني ما يكتبه أستاذي الفاضل الدكتور محمد العيد الخطراوي في جريدة الجزيرة بالعدد رقم 10034 بعنوان: آفاق وأنفاق ويسألونني عن سر الشروحات اللغوية .
فحينما أرى اسمه أتذكر فضله علي وعلى غيري في العلم والتعليم وأتذكر ما عمله معي في مادة العروض والقافية في الشعر العربي الفصيح وفي تعليمنا مادة الأدب السعودي الحديث في كلية التربية بالمدينة المنورة التابعة لجامعة الملك عبدالعزيز.
وأتذكر حرصه على موعد المحاضرة، فإنني لم أتذكر محاضرة غاب عنا خلالها حتى انه مرة حضر لالقاء محاضرة في الأدب السعودي وهو حينها كان مريضاً ولم يثنه الألم عن الواجب.
ولقد أعطاني درساً في الإملاء لا يزال في ذاكرتي حينما قدمت إليه بحثاً وكتبت العبارة التالية كلية التربية بالمدينه المنوره حيث وضع خطاً تحت كلمتي المدينة والمنورة لأنني لم أكتب التاء المربوطة ذات النقطتين ولكنني كتبتها بالهاء, وهذا يدل على حرصه على سلامة اللغة العربية من الأخطاء الاملائية واللغوية.
فجزاه الله خيراً على ما بذله في التعليم العام والعالي، فالأستاذ الدكتور محمد العيد الخطراوي صاحب خبرة طويلة في التعليم العام وأعني التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي والتعليم العالي وأعني به التعليم الجامعي وما في مستواه.
ولعل وزارة المعارف الموقرة تستفيد من خبرة الدكتور محمد وزملائه في وضع المناهج في التعليم العام وتأخذ آراءهم في الخطط التطويرية للمناهج، فإن آراء هؤلاء الصفوة فيها الخير الكثير لابناء الجيل الجديد وعن تجربة معروفة الفوائد، ولكن نلحظ في تطوير بعض المناهج حذفاً من المنهج المقرر والتقليل من الموضوعات فيه مما جعل حقيقة التطوير صارت حذفاً من المنهج والله المستعان.
ولعل استاذي الفاضل الدكتور محمد يختار لقرائه موضوعاً يختص في مجال التربية والتعليم مع الشروحات اللغوية المفيدة التي يحرص عليها, وانحيازه إلى اللغة العربية والعناية بها والدفاع عنها هو انحياز إلى الحق والى لغة القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو انحياز الى لغة الحديث الشريف ولغة الأدب العربي الأصيل ولعل هذا الانحياز يزيده أجراً عند الله لأن اللغة العربية لغة الدين الاسلامي على مر العصور حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ولا أظن استاذي الفاضل الدكتور محمد يلتفت إلى الهامشيات ولكنه سوف يسير على الطريق الصحيح والقول النافع المفيد لهذا الجيل والأجيال القادمة ان شاء الله.
فسر يا أستاذي الفاضل في طريقك الصحيح وعين الله ترعاك، وفقك الله لعمل الخير ونشكر جريدة الجزيرة التي جعلتك تكتب مقالات نافعة على احدى صفحاتها لعلنا نستفيد مما تكتب ونذكر فضلك علينا فجزاك الله خيراً.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر فقد كتب معالي الأستاذ عبدالرحمن بن محمد السدحان موضوعاً بزاويته الرئة الثالثة بعنوان: (نتمناها تربية لا تعليباً ) بعدد جريدة الجزيرة رقم 10035 في 14/12/1420ه.
وذكر معاليه أن هناك جدلاً حول مفهوم التربية والتعليم لأن بعض الناس يراهما ضدين يلتقيان شكلاً ويختلفان معنى وآلية ونتيجة وبعضهم الآخر يراهما ضدين مترادفين لفظاً ومعنى وآلية.
ورغبة مني في اتمام الفائدة أسوق المعنى اللغوي للتربية والتعليم طبقاً لمفهوم المعجمات اللغوية وهذا هو المعنى اللغوي لهما:
جاء معنى ربّى في المعجم الوسيط ما يلي معناه:
ربّاه, نماه، ورباه: غذاه ونشّأه ونمّى قواه الجسدية والعقلية والخلقية وتربّى : تنشأ وتغذى وتثقف.
المعجم الوسيط مادة: بل صفحة 338 المجلد الأول الطبعة الثالثة, وجاء معنى: علم في نفس المعجم: شعر ودرى وعرف، أي أيقن وصدق بالشيء, مادة علم ص 647.
ومعنى علّم: يسر وسهل الشيء، وتعليم مصدر علم، وتربية مصدر: ربى، ومما سبق نفهم أن التربية هي تنمية للقوى الجسدية والعقلية والخلقية، والتعليم هو التيسير والتسهيل وايصال المعلومة الى الآخرين بأيسر وسيلة، ونستطيع أن نقول: إن التعليم تيسير الشيء والتربية تطبيق عملي للشيء، ومما سبق يتضح أن المدرسة وحدها لا تنحصر فيها التربية ولا ينحصر فيها التعليم، وتتعدى التربية ويتعدى التعليم إلى البيت الذي يعيش فيه الفرد والمجتمع الذي يتعامل معه الفرد، ولعل وسائل الإعلام عامة لها دور في ذلك ولها تأثيرها على من يشاهدها أو يقرأها أو يسمعها ولهذا تكون المسؤولية في تعليم وتربية النشء كبيرة جداً وواسعة لأن أطرافها متعددة ولكن من الأفضل التعاون في سبيل الصالح العام مع تنسيق الجهود بين هذه الأطراف المتعددة بحيث لا يبنى واحد ويهدم آخر فلا يبني المنزل وتبني المدرسة جيلاً صالحاً وتهدم وسائل الإعلام هذا الجيل وكذلك لا تبني المدرسة جيلاً ويهدم المنزل الجيل بسوء التربية والتعليم وبهذا يتضح ان مسؤولية التربية والتعليم ليست مقصورة على المدارس والجامعات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سالم بن عبدالله العنزي المدينة المنورة
|
|
|
|
|