أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th April,2000العدد:10063الطبعة الأولىالأثنين 12 ,محرم 1421

محاضرة

حقوق الإنسان
سلمان بن محمد العُمري *
قد يظن البعض أننا نهاب هذه الكلمة، أو أنها تروعنا، وأولئك البعض هم أبعد ما يكونون عن الصواب لسبب معلوم ينبع من حقيقة أن المملكة العربية السعودية قد جعلت من نفسها، منذ نشأتها إلى ماشاء الله، خادمة للإسلام ، قائمة على تطبيق شرع الله سائرة وفق المنهج الرباني، ذلك المنهج الذي وضعه رب العباد لعباده، وارتضاه لهم، وبالتأكيد لا يوجد محافظ على حقوق الإنسان مثل الإسلام، الإسلام الصحيح الذي تدافع عنه المملكة بكل ما أوتيت من قوة، وبكل ما أمدها الله سبحانه من عون ومدد.
الإسلام وضع الأسس والتشريعات الكاملة لبيان ماللإنسان من حقوق وواجبات، والمحافظة عليها، وصيانتها على نحو معتدل، فخير الأمور أوسطها، فلم يعط حرية تؤدي إلى الاعتداء على الآخرين أو إهانتهم، ولم يمنع حرية تتعارض مع فطرة الإنسان السوية، وبالتالي لتؤدي لكبته وانحرافه، لقد نظم الأمور كلها، فاستوت حياة البشر على منوال ارتضاه الله لهم.
ومن المسلم به أن شريعة الإسلام غير مطبقة في كل بقاع العالم، بل إن بلاد الإسلام ليس كلها تحكمها الشريعة الإسلامية، فتعددت القوانين، وتنوعت، وكلها قوانين سنها البشر بالاستناد على قوانين سابقة أو نظريات ومنطلقات معينة، أو مبادئ وأيديولوجيات مخترعة، ولم يخل قانون وضعي بدون استثناء من نواقص ومنغصات أدت لأخطار لا تحمد عقباها، وللأسف فإن البلاد الإسلامية والشعوب الإسلامية بخضوعها لثقافات غربية ومستوردة قد وصلت بها الأمور إلى حالة يرثى لها، حيث أتت بقوانين غريبة، وأكثر من ذلك أساءت تطبيقها، فكانت الدكتاتوريات، وكانت المعتقدات الفاسدة والضالة، كل ذلك أدى لتدهور وضع الإنسان المسلم، ونعته بصفات الجهل والتخلف، وذلك من قبل شعوب أخرى ارتقت بعض سلالم ما يدعى بالحضارة المعاصرة.
لقد وصفوا المسلمين بأوصاف شنيعة، وتعدوا ذلك ليصلوا إلى الإسلام، الدين الإلهي نفسه وسددوا إليه السهام تلو السهام، والطعنات تلو الطعنات، أملاً بإطفاء نور الحق، ولكن خاب ظنهم وخاب أملهم، وصدق الله العظيم:يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .
لقد كانوا يعرفون يقيناً أن خلاص البشرية لا يأتي إلا بالإسلام، ولكن منافع الدنيا، ومكاسب الحياة تدفعهم للمكابرة والابتعاد عن التصريح بهذه الحقيقة، وكانوا لا يدعون فرصة ولا مناسبة إلا ويقومون بدس سمومهم الخبيثة فيها لنشرها.
لقد ابتدعوا منظمات تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، وهي بمبادئها التي وضعها أشخاص لا يعلمون كل شيء عن البشر، قد حملت آراء ومعتقدات تضر بحقوق الإنسان أكثر مما تنفع، وتؤذي أكثر مما تبني، وركبوا على مطية تلك المنظمات ذات الوجه الإنساني الكاذب من اجل تحقيق أهدافهم، وغاياتهم السياسية والاقتصادية، وحتى العسكرية، والثقافية، والأخيرة هي الأهم، لأن هدم الكيان والبنيان الثقافي لأمة يعني انهيارها، وتبعثرها بشكل واقعي.
إن المملكة بسبب تمسكها بعقيدتها وحرصها الشديد على دين الله في الأرض تعلم أنها ستكون هدفاً للهجمات الظالمة، والضربات غير العادلة من قبل كل أعداء الحق، وأعداء الإسلام، وهم إنما يزجون باسم المملكة، لأنهم بشكل غير مباشر يريدون الهجوم على الإسلام، فلذلك يغطون هجومهم بألفاظ تهاجم المملكة، وتصفها بصفات غير صحيحة.
وكما أكد عدد من أصحاب السمو والمعالي كبار المسؤولين في الدولة أن المملكة تولي حقوق الإنسان جل اهتمامها ورعايتها مستمدة في ذلك من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الذي اتخذته دستوراً لا تحيد عنه إلى يوم الميعاد.
وقدمت المملكة العديد من الدعم والتأييد في كل المحافل والمؤتمرات الدولية والإسلامية والعربية لكل مامن شأنه عن حقوق الإنسان .
وآخر ما تود المملكة السماح بإنشاء هيئة وطنية غير حكومية مستقلة تساعد على التعريف بحقوق الإنسان وحمايته، والتأكيد على الالتزام بتطبيق الأنظمة المتعلقة بذلك، والمطالبة بمعاقبة المخالفين، وإنشاء هيئة وطنية حكومية، ترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء، يرأسها مسؤول على مستوى عال ويناط بها كل ما يتعلق بحقوق الإنسان من قضايا وإنشاء أقسام تعنى بحقوق الإنسان في الجهات الحكومية ذات العلاقة بما فيها وزارات الخارجية، والداخلية، والعدل، والعمل، وكذلك اعتماد النظام الجديد للمحاماة، والاستشارات القانونية.
alomari 1420 @ yahoo .com
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved