أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th April,2000العدد:10063الطبعة الأولىالأثنين 12 ,محرم 1421

الاخيــرة

الرئة الثالثة
عن أي (حقوق إنسان) يتحدثون؟!
عبدالرحمن بن محمد السدحان
يقال إن (منظمة العفو الدولية) عاتبة على هذه البلاد لأنها تطبّق شرع الله فيمن يلوث يده وذمته بدم البريء من الناس، وتزعم المنظمة فيما تزعم أن ايقاع القصاص على مجرم كهذا منافٍ ل (حقوق الانسان)!
***
ولقد ألِفت بلادنا الغالية أن تسمع هذا العزف المنفرد على أوتار الخبث, والعقلاء من الساسة المفكرين يعلمون علم اليقين هُويّة العازف الحقيقي لهذا النغم الشاذ داخل دهاليز الابتزاز الدولي، ممثلا في عملاء الطمع الصهيوني وانصاره الذين ينكرون على بلادنا وقفتها الشجاعة ضد (التطبيع) مع إسرائيل، والهرولة إليه بكل الحيل والاشكال، الظاهر منها والباطن، قبل أن تضع حرب الاطماع أوزارها، ويحلَّ السلام العادل والدائم لمصلحة الجميع!
***
ولذا يلجأ أولئك العملاء بين الحين والآخر، الى (منظمة العفو الدولية) يحرضونها ضد هذه البلاد, شرعاً وشعباً ونظاماً، ويحسبون أنهم بفعلهم هذا سيحرجونها,, ويحملونها على التنكر لشرعها ومبادئها، إرضاءً لهم, ويمضون يعزفون هذا النغم الشاذ قدراً من الزمن قبل أن يخرسهم صمود هذه البلاد وإباؤها، فيمسكون عن الكلام غير المباح,, حتى حين، ثم يعودون الى عتبهم أو هو يعود إليهم كرّةً أخرى!
***
وتعليقاً على هذه الحملة غير المقدسة من لدن منظمة العفو الدولية، أقول:
أولاً: كيف تعتب علينا المنظمة وقد حققنا ظفراً عالمياً في التعامل مع الجريمة تعاملاً حصيفاً وحاسماً، أمّن النفوس،وصان الأعراض، وحفظ الحقوق؟!
ماذا تريدنا المنظمة أن نفعل غير ذلك كي نحرز رضاها، ونكسب ثقتها؟!
أتريدنا أن نحتجز المجرم المدان في سجن مترف من فئة (الخمس نجوم) ثم نكرّمه بدرع التقدير في نهاية المدة، بعد أن نُسمعه مواعظ بليغةً عن الفضيلة وحقوق الانسان؟!
***
ثانياً: أيُّ حقوق تتحدث عنها المنظمة، إذا كان هذا المجرم أو ذاك لم يرع حقَّ من قتله أو سرقه أو نهبه أو اغتصبه أو هرَّب سماً يفتنه في صحته وخلقه؟ أليس من حق المظلوم أن يُنصف ممن ظلمه وأن يعاد له اعتباره؟
أليست هذه حقوقاً إنسانية أولى بنا أن نحفظها ونحافظ عليها، وندرأ عنها سوء مَن به سوء؟!
***
ثالثاً: من هو الانسان الذي تُشقي المنظمة نفسَها والعالمين معها من أجله؟ أهو المواطن السويُّ المستقيم الذي يرعى الحق,, ويدرأ الباطل، أم المجرم الأشِر الذي لا يعرف حقاً ولا باطلاً؟!
***
رابعاً: نحن بدورنا (عاتبون) على منظمة العفو الدولية، لأنها تخصُّنا في هذا الجزء من العالم ب (عتابها) المتكرر,, وتغضُّ الطرف عن بعض ممارسات الانسان الغربي حين يقتل ويسرق ويغتصب ويختطف ويقذف بالسوء,, ورغم ذلك ,, يجد من يعتذر له,, فيفبرك الحجج (ويقولب) الوقائع,, ملتمساً البراءة لموكِّله,, ليحيل الظالم مظلوماً، والطالب مطلوباً,, فإذا أعيته الحيلة، وحيل بينه وبين ما يشتهي لموكِّله,, ادّعى أن المتهم كان به مسٌّ حين ارتكب جريمته,, لتدخل القضية مساراً معقّداً,, داخل المحكمة وخارجها,, وقد يُضطر القاضي في الختام إلى (صرف النظر) عن القضية,, (لعدم توفر الأدلة),, وهكذا ,, تضيع حقوق الابرياء ويقال للمجرمين اذهبوا، فأنتم الطلقاء!.
خامساً: إذا كانت المنظمة تتحفظ على عقوبة الإعدام وما في حكمها لأسباب من صنعها هي,, فهذا شأنها, لكن ليس من حقها ان (تمليَ) قناعتها على دين أو شعب أو نظام لا يشاطرها الموقف,, أمريكا التي تؤوي المنظمة لم تجد بُدّاً من العودة عن قرارها بإلغاء عقوبة الاعدام,, فتسنُّها من جديد,, علّها تردع مدّ الإجرام المتنامي في مدنها وشوارعها!
***
سادساً: وأخيراً إن هذه البلاد ليست مطالبة بالاعتذار لالتزامها بشرع الله، ولا بالدفاع عن نفسها في تطبيقه، فهو أمرٌ إلهي لا حيلة لها فيه، فرضه الله لردع الظالم ونصرة المظلوم، وتثبيت الأمن والسلام بين الناس، وبدونه لن يكون هناك أمن ولا سلام!
فاكس الرياض: 4939533

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved