** في اجتماع مجلس منطقة الرياض الأخير,, كان هناك اهتمام واضح بموضوع الاختناقات المرورية بالرياض، حيث نصت إحدى التوصيات على ذلك,, مما يدل على أهمية الأمر لدى مجلس المنطقة,.
** وقضية الاختناقات المرورية في العاصمة تزداد تفاقماً مع تزايد أعداد السيارات وأعداد البشر داخل المدينة,, والشوارع هي الشوارع,, إذ لا مجال لتوسيعها أو لشق طرق جديدة داخل الأحياء القائمة,.
** في الصباح,, تعايش شيئاً من هذه الاختناقات في بعض الطرق والشوارع والأحياء,, وابرز الطرق التي تعاني هذا الاختناق الشديد,, طريق الملك فهد,, الممتد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب,, حيث يشهد هذا الطريق ضغطاً مروريا هائلا صباح مساء,, وتتوقف الحركة تماماً في بعض الأحيان,, مما يعطي مؤشراً أن حجم السيارات المتدفقة أكبر من قدرة الطريق في استيعابها,, ولكن,, هل يمكن معالجة هذه الأزمة,, وهل لها حلول؟
** من خلال اهتمام مجلس المنطقة بهذه القضية,, لابد أنه سيلجأ إلى خبراء لهم دراية بهذه الأمور,, ولابد أنه سيبحث التقارير والدراسات المتوفرة,, ولابد أنه سيصل بإذن الله إلى نتيجة جيدة,, ولكن,, هل هناك حلول سريعة يمكن العمل بها حالياً,, قد يكون ذلك ممكناً مثل:
** أولا,, ابعاد بعض الأجهزة الحكومية من مناطق الازدحام,, وبالذات,, تلك الأجهزة التي تشهد اقبالاً كبيراً من المراجعين,, مثل جوازات منطقة الرياض وادارة تعليم البنات بالرياض,, ويظهر لي,, ان هاتين الدائرتين بالذات,, تقعان في منطقة اختناق مروري دائم,, وأنهما أيضا,, من أكثر الدوائر على الاطلاق,, التي تشهد ارتالا بشرية كمراجعين.
** وإذا ما أدركنا,, أنه يقع حولهما بعض الدوائر الأخرى,, كهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبعض الشركات والمؤسسات والهيئات هناك,, فإن ذلك يضاف إلى ما قلناه,, من أن أعداداً من البشر تأتي للمراجعة في هذه الدوائر,, ولأن المنطقة تكاد تخلو من المواقف,, فإن بعض سائقي السيارات يظل يدور ويدور باحثاً عن موقف,, وفي كل دورة تضاف سيارة جديدة للزحام,, فكأن السيارة الواحدة,, صارت خمساً أو عشراً في كل دورة يدورها بحثاً عن موقف.
** ويظهر لي,, أن نقل الجوازات بالذات إلى منطقة بعيدة,, ليس بالأمر المستحيل,, وكذا إدارة تعليم البنات,, وعندها,, سنكتشف أن الأمور بدأت في التحسن.
** ثانيا,, محاولة التقليل من منح بعض الأجانب,, وبالذات العمال حديثي الاستقدام إلى المملكة رخص قيادة,, ومحاولة الحيلولة دون شراء اي عامل منهم لسيارة خاصة,, إذ المشاهد أن أكثر هؤلاء العمال,, وربما غيرهم,, يلزم المسار الأيسر في الطريق وهو المسار السريع ويسير ببطء شديد للغاية,, فإذا كانت السرعة محددة بمائة كيلومتر في الساعة,, فإنه يسير بسرعة عشرين كيلومترا أو أقل,, فتتراكم السيارات خلفه,, وهذا بالطبع,, لا يهمه ولا يعنيه والمرور ليس في نظامه معاقبة مثل هذا النظام,, لأن العقوبات تشمل من يسير بسرعة 95 كيلومترا,, والسرعة محددة بتسعين,, أما الأول فلا يعاقب ولا يقال له أي شيء أبداً,, مع أنه هو السبب في عرقلة الحركة,, والسبب في أكثر الحوادث,.
** فلو تم ضبط هؤلاء,, وتم اتخاذ قرارات في هذا الشأن,, ولو على الأقل,, منعهم من الطرق ذات الحساسية والازدحام,, لقلت الاختناقات,.
** ثالثا,, تفعيل دور رجال المرور داخل المناطق المزدحمة بشكل افضل من ذي قبل,, واختيار نوعية مختلفة من رجال المرور من اصحاب الوعي والدراية والمعرفة للتعامل مع هذه المناطق بالذات,, وعدم اسنادها لغيرهم,, من الذين همهم السير وسط الزحام وتشغيل الاشارات الضوئية ومطاردة المسرع فقط,, وظنهم ,, أن هذا,, هو كل الدور المطلوب منهم فقط.
** رابعا,, التركيز على عدم ارسال رجل مرور للميدان,, إلا إذا كان على مستوى من الوعي والادراك والفهم والدراية,, وتحويل الآخرين إلى إداريين أو موظفين في الأرشيف,, لأن عمل رجل المرور عمل يتطلب ثقافة ووعياً ومهارة ومعرفة,, وليس عملا روتينياً عادياً.
** وهناك نقاط أخرى تضيق المساحة عن ذكرها,, لعلنا نذكرها في زوايا أخرى إن شاء الله.
|