|
| محليــات
* تغطية : سعد العجيبان
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية صباح أمس فعاليات ندوة الأمن والاعلام التي تنظمها كلية الملك فهد الأمنية بالرياض خلال الفترة من 11 13 محرم 1421ه.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الكلية مدير الأمن العام الفريق أسعد عبدالكريم الفريح ومدير عام كلية الملك فهد الأمنية اللواء عبدالرحمن بن عبدالعزيز الفدا.
وفور أن أخذ سموه مكانه في المنصة الرئيسية بقاعة الملك عبدالعزيز للمحاضرات بدأ الحفل الخطابي بتلاوة آي من الذكر الحكيم، ثم ألقى مدير عام الكلية اللواء عبدالرحمن الفدا كلمة أكد فيها ان الأمن حاجة انسانية تسمو كل الاحتياجات ومطلب بشري يفوق في أهميته كل المطالب.
وأشار الفدا الى ان الأمن كان يتصدر اهتمامات الملك عبدالعزيز وحرص رحمه الله على غرس شجرة الأمن وتولاها بالرعاية من بعده أبناؤه البررة الى عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
وقال ان العالم يعيش ثورة تقنية هائلة ألقت بظلالها على مختلف جوانب الحياة، وقد نال الاعلام، أو كما يسميه المختصون علم الاتصال الجماهيري قسطا وافرا من هذا التطور، الأمر الذي جعله أكثر تأثيرا في توجيه الأحداث غير آبه باعتبارات المكان والزمان، حتى أصبحت العولمة الاعلامية أمرا مفروضا حتى وان كان مرفوضا بسبب عدم انسجام بعض اهدافه وأساليبه.
لقد أصبح الاعلام أهم وسائل توجيه سلوك الأفراد والجماعات وهو في هذا الاطار يلعب دورا مزدوجا بين السلب والايجاب.
وبين ان التأثر والتأثير بين موضوعي الأمن والاعلام لم يعد محل جدل أو نقاش، لذلك فمن غير المبالغة القول ان غياب الاعلام الهادف البناء نتج عنه تأثير سلبي على الأداء الأمني في أي مجتمع.
ان العلاقة العضوية بين الأمن والاعلام تتجسد لنا معشر رجال الأمن في المملكة ويشاركنا في ذلك دون شك اخوتنا رجال الاعلام في الارتباط العضوي بين وزارتي الداخلية والاعلام من خلال المجلس الأعلى للاعلام الذي يتشرف برئاسته ربان سفينة الأمن السعودية سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز.
وأضاف: ولهذا جاءت فكرة استضافة كلية الملك فهد الأمنية لندوة الأمن,, والاعلام حيث تهدف الكلية من خلال هذه الندوة المساهمة مع وحدات المجتمع الأخرى في توطيد العلاقة بين الأجهزة الأمنية والاعلام بوسائله المختلفة ومن خلال اقامة هذه الندوة تساهم الكلية أيضا في برامج اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية للعام 2000م, هذا الاختيار الذي أعاد أمجاد العروبة والاسلام منذ بزغ نوره في هذه الأرض المباركة مضيئا الكون باقرأ وعلم بالقلم مثبتا الرخاء والأمن بتطبيق شرع الله تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وأمل اللواء الفدا ان تؤدي الندوة الى النتائج المتوخاة التي تتواكب وطموحات وتطلعات وتوجيهات سمو سيدي وزير الداخلية وسمو نائبه حفظهما الله وسموكم الكريم لحرصكم على ضرورة اضطلاع الكلية بدورها العلمي والثقافي على الوجه الأكمل.
وبين انه يتبعها في العام القادم ندوات وحلقات علمية في كل ما يتعلق بالأمن ويساهم في التطور والرقي لمملكتنا خاصة والأمة الاسلامية والعربية عامة.
بعد ذلك ألقى رئيس اللجنة العلمية، العميد دكتور صالح بن محمد المالك كلمة أوضح فيها ان الأمن والاعلام وجهان لعملة واحدة، وكل مكمل للآخر فقد تم اختيار الأمن والاعلام عنوانا لهذه الندوة، فالأمن يمنح لرجل الاعلام الحرية الكاملة في ممارسة مهمته بكل يسر وسهولة، والاعلام يساعد في استتباب الأمن من خلال المساهمة الفعالة في توضيح الدور الحقيقي لرجل الأمن.
وأشار الى ان الآونة الأخيرة شهدت المشاركات الهادفة لوسائل الاعلام في محاولة توعية رجل الأمن والمواطن والمقيم بأهمية دور رجل الأمن وضرورة التعاون معه لأداء واجباته، وتحقيق الطموحات الأمنية الكبيرة، فالأمن ليس مسؤولية رجال الأمن لوحدهم بل هي مسؤولية الجميع، فكلنا رجال أمن.
وأكد المالك ان توجيهات سمو سيدي وزير الداخلية وسمو نائبه تحث دائما على ضرورة التعاون بين رجال الأمن ورجال الاعلام لتقديم الرسالة الهادفة الى الرفع من مستوى الوعي الأمني في ظل شريعتنا الاسلامية السمحة.
بعد ذلك ألقى رئيس اللجنة التنظيمية للندوة المقدم دكتور منصور الداموك كلمة أكد فيها على الدور الذي يلعبه الاعلام في العصر الحديث ذلك الدور المؤثر في توجيه السلوك البشري نحو الأهداف المرجو تحقيقها، ولئن كان هذا التأثير واضحا وجليا فيما يتعلق بالجوانب الاجتماعية المختلفة، فانه يبدو أكثر وضوحا وتجليا عندما يكون الأمن محورا للحديث ومرتكزا للنقاش, فالاعلام المعاصر بأدواته ووسائله المتنوعة، وبما يتميز به من سرعة ومرونة في الوصول الى الهدف، يمارس دورا هاما في التعريف بدور أجهزة الأمن وتهيئة الرأي العام للتعاون معها، وذلك اضافة الى دوره الحيوي في صياغة القرارات الأمنية الرشيدة باعتباره أحد مصادر المعلومات اللازمة لمتخذ القرار.
وأضاف انه يتعين على المؤسسات الأمنية والاعلامية على حد سواء السير قدما في عقد المزيد من المؤتمرات والندوات وإلقاء المزيد من المحاضرات التي تستهدف خلق المناخ الملائم لجعل هذه العلاقة في أبهى صورها وأحسن حالاتها على الدوام.
وقال: طالب الكلية يتعلم ان الاعلام احد أهم قنوات الاتصال والتأثير المتبادل، وان رجال الاعلام يأتون في مقدمة أعوان رجل الأمن من حيث الأهمية، وان التفاهم والتنسيق بين رجل الأمن ورجال الاعلام من شأنهما ان ينعكسا ايجابا على حماية المجتمع والمحافظة على أمن أفراده وأعراضهم وممتلكاتهم وأشار الى ان فكرة اقامة الندوة جاءت ضمن برنامج النشاط اللامنهجي لمركز البحوث والدراسات بالكلية، رغبة في ترسيخ أهمية علاقة الاعلام بالأمن لدى طالب الكلية، طالب اليوم ضابط أمن المستقبل.
بعد ذلك أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية افتتاح فعاليات الندوة العلمية الأمن والاعلام متمنيا ان تحقق الأهداف المرجوة منها وان تكون نواة لسلسلة من الندوات واللقاءات العلمية تتبنى الكلية تنظيمها في مستقبل الأيام.
وأكد سموه على أهمية ترابط الأمن والاعلام, بعد ذلك عقدت الجلسة الأولى للندوة ترأسها مدير الأمن العام الفريق أسعد عبدالكريم وقدم فيها ورقة عمل بعنوان التكامل في التخطيط بين الاعلام والأمن,, نحو استراتيجية اعلامية أمنية شاملة , للدكتور حمود الخميس وكيل قسم الاعلام بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية,وأوضح الخميس مدى العلاقة والروابط القوية بين الاعلام والأمن مشددا على ضرورة ايجاد فرص تكاملية بينهما.
وتطرق الى تأثير الاعلام على الجوانب الأمنية وتأثير الأمن على الجوانب الاعلامية مؤكدا أهمية المشاركة الفاعلة في وضع خطط متكاملة تربط بين الأمن والاعلام في الجهات المختصة، وتحديد صيغة اجرائية للوصول الى الأهداف المنشودة ليسير الجانبان الأمني والاعلامي في اتجاه واحد.
وأشار الخميس الى أهمية تحديد السياسات الاعلامية الأمنية من خلال المبادىء والمعايير والقواعد والتحكم والسلوك الاعلامي والأيدلوجية السياسية والقيم.
وقال إنه بالرجوع الى مفاهيم السياسات الاعلامية، الأخرى نجد ان السياسات التي تحددها السلطات السياسية العليا تبنى أساسا وفق ما يخدم المصالح المستقبلية لكل دولة.
وتحدث الخميس عن أهداف الاعلام الأمني حيث يتم تحديدها وفق السياسة العامة والاعلامية للمجتمع وتصاغ في ضوء الخطط التنموية الشاملة بشكل يضمن عدم تناقضها مع الخطط الرئيسية العامة.
وبين أن الأهداف للاعلام الأمني تصاغ بعد تحديد بعض المقاصد الاعلامية الأمنية التي تتعلق بمقاصد اعلامية عريضة أو محددة بحيث يمكن تحقيقها في مدة محددة.
وأبان الخميس ان اختيار الاستراتيجيات لتحقيق أهداف الاعلام الأمني هي المرحلة الثانية في التخطيط له والتي تهدف الى ترجمة السياسات الاعلامية الأمنية التي تم تحديدها.
بعد ذلك عقب الدكتور عبدالرحمن الشلهوب على الجلسة.
اثر ذلك تسلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز هدية تذكارية من مدير عام كلية الملك فهد الأمنية كما تفضل سموه بتسليم مدير الأمن العام الفريق أسعد عبدالكريم هدية تذكارية، ثم غادر سموه مقر الكلية بكل حفاوة وتكريم.
أوضح مدير الأمن العام الفريق أسعد بن عبدالكريم الفريح ان التعاون بين الأجهزة الأمنية والوسائل الاعلامية قائم بشكل دائم وعلى أسس قوية.
وأشار الى أهمية الأخذ بالحقائق لدى طرح القضايا الأمنية عبر الوسائل الاعلامية.
وحول عدم مبادرة الأمن العام باصدار البيانات الرسمية لمختلف القضايا في الوقت الذي تجتهد فيه الجهات الاعلامية في تقصي الحقائق أكد الفريح ان هناك بعض القضايا إن تم الاعلان عنها تسيء للأمن وأخرى لا يعلن عنها لعدم اكتمال التحقيقات فيها وان تم اعلانها قبل اكتمال التحقيق قد يؤثر ذلك عليها.
وحول الحد من النسبة المرتفعة للحوادث المرورية في المملكة أكد الفريح ان ذلك يحتاج الى اعادة نظر وسيتم تحقيقه بفضل الله ثم بفضل توجيهات المسؤولين وضمن الخطط الاعلامية القادمة المستمرة على مخالفي السير ومن يعكر صفو الأمن.
|
|
|
|
|
