أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th April,2000العدد:10063الطبعة الأولىالأثنين 12 ,محرم 1421

محليــات

لما هو آتٍ
اليوم معكم
د,خيرية إبراهيم السقاف
*** الكلمة تبني، وأبنيتها شامخة، ثابتة، سامقة، تضرب في الجذور العميقة، بمثل ما ترقى إلى سامقات الذُّرا,,.
*** والكلمة تعبير أولي عن المقاصد والنوايا ، ولقد وُظِّفت أفعال هذه المقاصد والنوايا في عبارة الأهداف ,,, فصيغت الأهداف في كلمات,,,، وعندما تتحول الكلمة إلى فعلٍ تبني أيضاً,,.
*** هناك فروق بين أبنية الكلمة الناتجة عنها ذاتها، مباشرة، وما تحمله من مضامين النوايا ,,, والمقاصد ، وبين أبنية الكلمة الناتجة عما تصله، ولا تحقق مضامينها من المقاصد والنوايا إلا بالفعل ,,.
*** في كل الحالات فإن النوايا لا تتكون إلاّ في صدور وأذهان البشر، أؤلئك الذين يقولون ، وأولئك الذين يفعلون ,,.
*** فيما يقول الإنسان تلمس إشراقة النوايا أو دكن النوايا ,,.
وكثيراً ما بُنيت جسور من الكلمات في مناطق داكنة بين الإنسان والآخر,,, فما أدت هذه الجسور وظائفها في تواصل القاصد والمقصود ، أو ذي النوايا المُخرِجة والآخر ذي النوايا المستقبِلة ,,, لعدم استيفاء مكونات البقاء فيها,,.
*** وتظل الكلمة أداة في أيدي الناس,,.
لا تتحرك في مواقعها، ومخارجها، ولا تستقر في أماكن استقبالها إلا بعد أن يفتح لها الإنسان كي تعبر في تكوينها من بوتقة الصدور ، إلى فضاء النُّشور إما لتبني، وإما لتُفعَل، وإما لتهدم,,.
ومناط كل ذلك بوصلة الصدر النوايا حيث تتكون هذه الكلمة، وحيث تستوي، وحيث تخرج,,.
** أفلا أقول: إن هناك تراسلاً قائماً أبدياً بين الإنسان والآخر,,, ليس هو فقط تراسل الأفكار، والمشاعر، فأمر التراسل لايقف عند حدودهما فقط، ولا عند أشكال التعبير عنهما,,, وتواصلهما,,, وإنما هناك تراسل وتواصل نوايا ومقاصد ,,.
*** ولكي تبنى جسور التواصل بين نواياكم في صدوركم مُرسِلةً، أو هي مُستَقبِلةً، هناك ما يؤكد حاجتكم إلى تذويب أية نتوءات في هذه الصدور، ومحو أي دكن فيها,,, كي تكون الكلمة قادمة من / أو ذاهبة إلى/ في ضوء واضح يُبنى فيه مابين الإنسان والآخر من علاقات من أجلها تم التواصل، وأرسلت الكلمات.
*** هذا للسادة الكتّاب الذين تقرأون لهم,.
*** اللهم وجِّه عبادك إلى أن يحسنوا إنقاء دواخلهم كي تجمل الحياة.
أما ما هو لي منكم أيها الأنقياء فأقول:
*** قالت السيدة جليلة السيد رضوان من المدينة المنورة: لا أجد مبرراً لي دون أن أفعل ما أتمنى وما أتمناه ليس صعب المنال لكنني أجد الأيام تركض دون أن تحقق لي ما أتمناه، أتدرين ياسيدتي ماذا أريد؟ إنني أتطلع من خلال خبرة طويلة في التعليم إلى أن أضع برنامجاً عن كيفية بناء الحافز الذاتي عند الأفراد كي يعملوا دون كلل، ويبذلوا دون ملل، وإني لا أرى الناس على ما وُجهوا إليه في هذا الصدد من لدن رسول كريم عليه أفضل الصلاة والسلام, شيء آخر أتمناه هو رؤيتكِ ياكاتبتي المفضلة بحثاً عن النقاء,,, .
*** ويا جليلة، لا أرى أن تُحمِّلي ركض الأيام بكِ سبب عدم تحقيق أمنيتكِ فالأيام نحن من نرسم لها مضامينها، أما هي فزمن يمرق في حينه، لا يضل ولايزل، لا يطول ولا يقصر,,, فالعزم العزم مادام لديك الطموح والرغبة,,,، أما الحافز الذاتي مع الضابط الذاتي فعودة إلى أسس تربية الإسلام الفعلية عند تنفيذها وتطبيقها تحقق لكِ ذلك,,, ولعل الرابط بين قلب الإنسان وعقله وعرضهما على الإيمان بأن ما يفعله ويقوله الإنسان مسجلٌ محصيٌّ في أمانة ودقة لا تضل عند عادل صادق مراقب بعين رحمة وبعين سَخَط، إن أحسن المرء قوله وعمله نظر إليه بالرحمة وإلا سخط عليه، يجعل من هذا الحافز حيا يقظاً قائماً بدوره ومبادرة أدائه في حينه.
أما أمنيتكِ الأخيرة فحيَّاكِ الله هنا في الرياض، أو حين أكون إليكِ في المدينة المنورة نلتقي,,, وشكراً.
** قالت جواهر عبد الرحمن الدخيل: ترد في مقالاتك أفكار كثيرة أكاد بعد قراءتها أن أصرخ: كيف قرأتِ ما يجول في ذهني؟,,, إنني أتمنى أن أكون قادرة على التعبير عن أفكاري فهي شبيهة بكِ، أقصد بأفكاركِ لكنني لم أفعل, فهل يمكن أن أكون كاتبة مثلكِ؟ .
** ويا جواهر، لقد لمست في أسلوبكِ قدرة على التعبير بأفضل مما أجدها لدى كثيرين ممن يُحسَبون في خانات الكُتَّاب وهم ليسوا كذلك,,,، ولعلكِ حققتِ الحد الأساس بذلك في مؤونة الكاتب,,, تفضلي بمكاتبة السيد رئيس التحرير، وإن شئتِ لي فافعلي وسوف نحاول النشر أو المساعدة في ذلك,,,، وبذلك يُفتَح لكِ الباب، لتطرقيه وتدخلي.
*** أما: أحمد الدجاني، وعبد الله العواد، وسميرة عابد، ون,ج من مستشفى الأمل، وعبدالعزيز زيد بن حامد، وعائشة الباتل,,, فأقول: للجميع الشكر، والتقدير,,,، وأجيب عما ورد من أسئلة في بعض مكاتباتهم: فيا أحمد: ليس لديَّ ما يمنع من فعل ذلك لأنه واجب تربوي، وكافة المختصين في اللغة العربية مناطة بهم مسؤوليته، وإني واحدة منهم، ولسوف أحقق لك هذا الطلب بإذن الله.
أما سميرة وعبد الله: فلا تترددا في ذلك، إنه ازدحام في المسؤوليات وليس غير, أما ن,ج فسوف أسعى لأن أساعدك في أمرك بشكل لا يخلُّ بحدود مسؤولية الآخر عنك, ويا عبدالعزيز: فيما كتبت الكثير من التفاؤل،وهناك أخطاء شائعة يتحملها المبتدئون، بمثل ما يقوم الناشئة على أخطاء من سبقهم، إنني أثق أن ما لديك من الوعي كفيل بتحفيز مثله لدى زملائك ومن ثم محاولة مواجهة المدير المباشر في عملكم بذلك كي يعمل على معالجة الأمر في حكمة, علماً بأن مثل هذا الخطأ قابل للمعالجة, وياعائشة: لن أتخلَّى عن هذا الود ولا عن هذه الثقة, حفظكِ الله وشكراً.
عنوان المراسلة: الرياض: 11683- ص,ب: 93855

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved