أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th April,2000العدد:10063الطبعة الأولىالأثنين 12 ,محرم 1421

الفنيــة

حرم الأمير فواز بن عبدالعزيز,, تفتتح معرض أصداء الجماعي
* جدة مريم شرف الدين
تفتتح سمو الاميرة فوزية حرم صاحب السمو الملكي الامير فواز بن عبدالعزيز آل سعود ورئيسة الجمعية النسائية الخيرية بجدة ,, يوم الثلاثاء 13 محرم 1421ه المعرض الجماعي (اصداء) الذي يأتي بالتعاون بين اتيليه جدة للفنون الجميلة وبيت الفنانين التشكيليين الذي يعاود نشاطه من خلال هذا المعرض.
ويشتمل هذا المعرض الذي سيتم اقامته بصالة الاتيليه على 50 لوحة تشكيلية تجسد عدداً من التجارب لعشرة من الفنانين التشكيليين الشباب الذين اصبح لهم عطاؤهم الواضح في مجال التشكيل وهم:
محمد العبلان سعيد قمحاوي علا حجازي محمد الشهري فهد خليف مازن عوكل حنان حلواني نادية رشاد حنان بنوب أحمد محمد الخزمري.
ويشارك كل فنان منهم بعدد من اللوحات,, وطرح تجربته التشكيلية الخاصة واظهار جرأة التناول والتجريب فيها وتطور الاسلوب رغم التنوع في الاساليب التي تتراوح بين التجريدية والواقعية والتعبيرية والرمزية بينما يجمع بينهم الاجتهاد المشترك في تقديم رؤية ذاتية جديدة,وعن هذا المعرض يقول الاستاذ هشام قنديل مدير الاتيليه ان معظم الفنانين المشاركين في هذا المعرض انساقوا في بداياتهم التشكيلية الى محاكاة الواقع وصياغته وفق قدراتهم وملكاتهم وتحقيق ذلك دون الاعتماد على افكار مسبقة وعدم اعطائهم اي اهتمام للشعور بمواطن الفن الحقيقي او الهدف الاساسي من العمل الفني,, ثم دخول هذه التجربة بعد ذلك في مرحلة من النضوج والتنامي والتطور والالتقاء مع مفاهيم العصر,, بما يتضمنه هذا الفن من معان وصياغات فنية جديدة تستند ال هدم الموضوع واعادة صياغته من جديد ومحاولة البحث عن قيم جديدة لمواجهة العالم الجديد, وعلى سبيل المثال سعيد قمحاوي ومحمد العبلان يلتقيان في التعبير عن قيم انسانية مطلقة يتعامل فيها كل منهما بطريقته الخاصة,, واكتشاف صياغة تشكيلية جديدة مستوحاة من الرموز البيئية والجدران القديمة واعمالهم بعيدة عن الشخصيات مع تبسيط اشكالها وصياغتها في اطار فني حديث والمزاوجة بين التجريح واستهدافهم لخلق ايقاعات بصرية تزخر بالخطوط والالوان والملمس والتوجه للفن بصيغه الجمالية المجردة تبعا لمدارك وعيهم الفكري ونضجهم الفني.
القمحاوي اعماله الاولى كانت تنتمي الى السريالية بشكل واضح يلمسه الجميع,, الا ان الاعمال التي سيقوم بعرضها من خلال هذا المعرض توحي الى وجود خط اساسي في تطوير تجربة قمحاوي وقدراته على استيعاب التقنية الحديثة لفنانين معاصرين,, وايضا على تجاوزها بأعمال تحمل احساسه وتعبر عن افكاره المضمخة بالقلق والتوتر من اللامحدود,, وبرزت ميزة اللون وكأنه بقع لونية تلقائية على الجدران القديمة,, حتى اصبحت لوحات مكتظة بالتساؤلات والغموض ومحاولة البحث عن اجابة لدى المتلقي, اعمال علا حجازي الجديدة محملة بمزيج من الانفعالات والتدقق التعبيري والملاحظات السريعة العابرة والاسقاط الفوري للخواطر التصويرية وان كانت تتفق مع مضامينها التعبيرية الاولى وان كانت اصبحت تعتمد على دائرة محدودة من الالوان الخالية من البهارج الامر الذي يقودنا الى تذوق العمل بتعمق اكثرالعبلان كان يحاكي الطبيعة بشكلها الواقعي وكما هي دون احداث اي تحور الا ان اعماله في هذا العرض وان كانت تحمل نفس المضامين وانما في قدرتها على التدقق والنمو وتراجع رغبته في تنميق اللوحة وتحولها الى رغبة اكثر للتعبير العفوي البسيط البعيد عن التصنع والتمرد,, على واقع غير متكامل لا يلتقي والمجرى الفكري لفنان يبحث عن حقيقة ترتبط بلحظة الكشف عن الارضية الدائمة ويخطو العبلان اولى خطواته نحو الحداثة من داخل المساحة التي تحصل بتعددية وتدرجات الالوان,, والالواح التي تظهر لنا الايحاء الا من بين الوانه المستوحاة من الرموز البيئية القديمة,, وتبسيط الاشكال وصياغتها في اطار فني حديث والمزاوجة ومحاولة الموازنة بين حبه لبيئته وبين حساسيته بالنسبة للعالم الخارجي وما يحدث فيه من تحولات كبيرة, بينما نرى محمد الشهري قد لجأ الى مغازلة التراث من خلال اعماله الانطباعية التي تذخر بمفردات شعبية تعتمد على الطابع الايقاعي والبصر والمتناغم الذي يجعل اعماله تعبر عن ولائه لمفرداته واحتواء روح المكان,, وتمكن فرشاته من لمساتها بالصورة التي تواكب الواقع وعدم تقليدها له تقليدا باهتا,, بل تقديم الطبيعة والتراث في صورة معاصرة,, والمزج بين التشخيصية والتجريدية.
كما تحمل بعض لوحاته حسا هندسيا ,, الا ان الشهري مع هذه الرموز والمفردات الهندسية والتقاسيم المتباينة ان يضفي الشاعرية والاحاسيس الجمالية, الفنان الخزمري: تحرر من الاتجاه الواقعي الذي يعتمد فيه على التقليد الاستنساخي للواقع والدقة في التسجيل.
اما حنان حلواني وجدت ضالتها في الجرافيك والتخصص فيه مع تطوير موهبتها بالدورات التشكيلية مثل: الحفر على اللينو والخشب والزنك سواء في مصر واسبانيا وايطاليا, اهتمت في بداية انطلاقتها بالجانب الاكاديمي الا انها في اعمالها الاخيرة لم تعد تبدي اهتماما بالجانب التقني فحسب وانما بدأت تعمد الى ابتكار موضوعات انسانية تهتم فيها بالشحنة التعبيرية او الايماءات الرمزية,, والبحث عن البلاغة في التعبير واستخدامها وحدات زخرفية شعبية والاعتماد فيها على الالوان والخامات غير التقليدية مثل عجينة الورق التي تحقق للوحة ملمساً متنوعاً ياتي بين البارز والغائز مما يساعد في نفس الوقت على اعطاء اللوحة حسا تعبيرياً دراميا الى جانب الرؤية التشكيلية الجمالية التي تتقارب من فن التصوير واحتفاظها بشخصية متفردة.
الفنانة نادية رشاد اختارت السريالية منذ المشاركة الاولى لها في معرض (تباشير ملونة) الذي سبق اقامته ببيت التشكيليين والتغلغل في اللاشعور,, واعطاء مخيلتها,, وافكارها الحرية للانطلاق الى رؤى ميتافيزيقية بروح وثابة فيها شيء من الجموح التبصيري دون محاولة الوقوع في الادعاءات الخطابية وغيرها, ويمكننا ان نعتبر اعمالها احلاماً وتذكارات لها علاقة بالواقع الا انها لا تنتمي الى احداث مباشرة فهي تركن الى العقل الباطن من خلال قوى كامنة لعواطف مكبوتة,فهد خليف: يتمتع بحنكة ومهارة فائقة تجعله يسيطر سيطرة تامة على ادواته التشكيلية وتقديم لوحات واقعية ذات تقنية عالية متفردة تتناول ملامح البيئة الشعبية في بناء رصين وعلى الرغم من اتجاه خليف الواقعي واقترابه من التقليديين الا اننا نجد في لوحاته خيالاً يرقى باللوحة فوق الموضوع المباشر ويكون اكثر ميلا الى الرمزية وتقديم اعمال اخرى تجريدية تتعايش مع اتجاهات الفن الحديث والاحتفاظ فيها في نفس الوقت بروح الشرق الاصيلة, حنان بنوب تشارك بأعمال زخرفية وبالرغم من تعدد العناصر والمفردات الزخرفية الهندسية والاسلامية داخل اللوحة الا اننا لا نشعر بواقع التزاحم في العمل من خلال مقدرتها اللونية الجيدة فنجدها تتحرك داخل مساحاتها البصرية بذكاء ومحاولة تحقيق اندماج عضوي لعناصر البناء والتشكيل وبمزيد من الخبرة والممارسة سيكون لها شخصيتها المتميزة وخصوصيتها التشكيلية.
الفنان مازن عوكل فنان فلسطيني مخضرم له صولات وجولات متعددة منذ بداية مشاركاته مع الجيل الثاني في الحركة التشكيلية السعودية.
ارتبطت اعمال مازن بالاتجاه الخطابي الواقعي الذي يظهر فيه براعاته التشكيلية والاخلاص في تصوير الطبيعة بشكل تسجيلي وان كان في هذا المعرض سيقدم تجربة تجريدية جديدة يبحث فيها عن وسائط غير متداولة معتمدا فيها على خبراته التقنية العالية والتي تتمثل بالوعي التام وبقوانين البناء داخل اللوحة وايقاع الحركة والتحرك من المباشرة والتقليدية,, الا ان ما يحكم عوكل سيطرته على اللون.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved