| المجتمـع
* تحقيق: شيخة العبدالهادي
* عندما يقترب وقت الاختبارات سواء كانت نهائية أو شهرية يصبح الشغل الشاغل للطلبة والطالبات هو الطريق الأمثل للاستذكار ومراجعة الدروس حيث يبحثون عن الوسيلة التي تمكنهم من استيعاب أكبر قدر من المادة المطلوبة,مع مرور الوقت وتدرج مراحل الدراسة يكون الطالب خلال هذه السنوات اعتاد على نمط معين من مذاكرته لدروسه وتأقلم معه وأصبح لا يستطيع الاستغناء عنه وأي تغيير فيه قد يؤثر على ذاكرته كلياً, عن الطريق الأمثل والأنسب استضفنا العديد من الطلبة والمدرسين لتكون تلك الآراء.
المذاكرة وسط أجواء مزعجة
الطالب في الثانوية العامة قسم العلوم الطبيعية بثانوية الملك خالد بالاحساء محمد الدوسري يتحدث عن طريقته الخاصة في المذاكرة فيقول: أنا الأصغر في اخوتي واخواتي وقد يتصور البعض على هذا الأساس ان الجو الذي أحياه دائماً هو الهدوء نظراً لعدم وجود الأطفال والازعاج ولكن العكس الصحيح فما أن يلتم شمل اسرتنا بالتقاء اخوتي واخواني واسراب الأطفال الذين يحومون حولهم حتى يتحول المنزل إلى دار للحضانة، وغالباً ما يكون الالتقاء يومي وعلى دفعات أي ان المنزل لا يخلو أبداً من الازعاج وهذه الحالة تعودت عليها منذ الصغر وانسجمت على المذاكرة في هذه الأجواء وأصبحت اشعر بتشتيت في الذهن اذا لم اسمعها مما اضطرني الى الذهاب إلى بيوتهم اذا لم يأتوا لتشغيل برمجة المذاكرة في ذهني ومع ذلك فأنا متفوق دائماً ولله الحمد.
* مريم عبدالعزيز الفهد أيضاً في الثانوية العامة بقسمها الأدبي لا يخلو أسلوب مذاكرتها من المتعة والتغذية فتذكر أنها عندما تبدأ في مذاكرة الدروس وحتى في الاختبارات فانها تكون في احدى حالتين اما مضغ اللبان العلكة أو فصفصة المكسرات.
أما الطريقة المثالية للمذاكرة عند شقيقتها منيرة فهي طريقة نافعة جداً حيث انها تهوى سماع صوت مكنسة الكهرباء أو الغسالة لترسيخ المعلومات بشكل أفضل.
تحت أنغام الموسيقى
مجموعة من طالبات كلية الآداب بالدمام في سنوات متفاوتة أبدين طرقا مختلفة وغريبة في المذاكرة فالطالبة هند حسن الشافعي ترى أن متعة المذاكرة لديها عندما تضع مجموعة من المساند بعضها فوق بعض ويكون الكتاب المراد مراجعته في الأعلى ثم تتني ركبتيها في وضعية الصلاة وتبدأ في الاهتزاز للأمام والخلف حتى تنهي ما عليها من حفظ,, أما ريم عبدالله القحطاني فيكون تركيزها أكثر في ذروة الاختبارات عندما يكون صوت الاستريو على أعلاه لدرجة انها لا تستطيع سماع الأصوات الخارجية وحتى طرق الباب وعلى نوع معين من الموسيقى الشبابية الساخنة وهذا ما يعرفه عنها كل الأسرة والجيران فلا يستطيع أحد الاقتراب منها أوازعاجها في هذه الأجواء.
أما نوف سلطان الخالدي فتمارس رياضة المشي بكثرة عندما تشتد الاختبارات حاملة كتابها طبعاً في يد وفي الأخرى كوب شاي مثلاً أو علبة مناديل,وفي طريقة مزعجة للمذاكرة بالنسبة لنا تجد مها عبدالرحمن الموسى ان رفع عقيرتها بالقراءة هي الطريقة الأسلم لأنها بذلك تطغى على ما قد يصدر من أصوات في الخارج وتمنع المتطفلين من اخوتها للمذاكرة معها فتكون الغرفة مقصورة عليها وحدها تضع المسجلة امامها فتستمع الى ما تقوله ثم تردده وهكذا.
* ناصر سعد البخيت يذكر أن المشي على أرصفة الكورنيش طريقته المفضلة في المذاكرة ويعلل ذلك بان الهواء العليل ومنظر البحر والشعور بالناس من حوله يشعره ذلك بحرية الانتماء الاجتماعي كما انه بذلك وعلى حد قوله يعزله عن الازعاجات المنزلية وطلبات الأهل التي لا تنتهي, علي جابر المري يرى أن الطريقة الأنسب في المذاكرة هي ان يمسك بالقلم ثم يبدأ بالتخطيط تحت اسطر الكتاب والتلخيص واسترجاع ما تم تلخيصه عن طريق القراءة ويرى أيضاً ان هذه الطريقة متبعة لدى الكثير وهي مريحة أيضاً ويعتبر أن الذين لا يحبذونها لديهم ظروفهم الخاصة التي تمنعهم منها أو الاستمرار عليها,طالب آخر يرى ان المذاكرة الجماعية كأن يلتقي بزميل أو أكثر في مكان مناسب ولا يكون ذلك إلا في وقت الاختبار حيث تتم مناقشة بعض النقاط المهمة كما يستفيد بعضنا من بعض ويكون هناك توجيه متبادل.
إيجابيات وسلبيات
الاخصائية الاجتماعية منى السليم تذكر ان هذه الطرق المختلفة في المذاكرة لها محاسن وعليها مآخذ فمثلاً من يذاكر في أجواء عائلية مفعمة بالازعاج لا يخلو هذا الحال من تطفل البعض عليه وانشغاله ولو لبعض الوقت عن دروسه, أما الطرق الأخرى فلا يخلو من تشتيت الذهن وقد يكون اسلمها الاجتماع أو المذاكرة الجماعية إلا أن فيها من مضيعة الوقت الشيء الكثير فلابد من أن يحدث المزاح والنزاع والحديث الخارج عن مواضيع الدراسة.
ونحن إذ نقول ان هذه الأساليب ليست سليمة لا نمنع أصحابها من ممارستها اذا انهم انسجموا معها وتأقلموا عليها تأقلماً تاماً لدرجة ان يكون من الصعب تغييرها، وكونها فيها شيء من الغرابة فهذا يعود الى العقل الباطن فتعود الذهن ان لا تخلو مكانة هامش الشعور مما يشغلها ويصدها عن الاتجاه مع بؤرة الشعور في التركيز على نقطة معينة وهي الكتاب بحيث يتساوى هذا الانشغال مع ما يملأ حيز بؤرة الشعور، أما الشروط المفترض توفرها في حال الاستذكار فهي محصورة على وضعية الجلوس بطريقة مستقيمة على الكرسي وألا تقل المسافة بين الكتاب والقارئ عن ربع متر تقريباً وان تكون الاضاءة معتدلة التركيز وليست على الكتاب بشكل أكبر, وهذه الطريقة هي الأسلم صحياً وهي زيادة على الهدوء والاتزان والبعد عما يشتت التفكير عملياً أو فكرياً من مشاكل أسرية أو غير ذلك، كما يجب على الأهل عدم اشغال الأولاد عند المذاكرة أو صدهم عنها بكثرة الطلبات والاعتماد على أنفسهم قدر الامكان ما استطاعوا الى ذلك سبيلاً فضلاً عن توفير أسباب النجاح لهم ودفعهم الى تحصيل أفضل النتائج حيث ان نجاح الطلبة للأهل نصيب كبير فيه فقد لوحظ ان الامهات غالباً ما يتجاهلن انشغال بناتهن بالمذاكرة ويوكلن إليهن العديد من الأعمال المنزلية أو الاهتمام بالاطفال حتى العودة من قضاء بعض المهام.
رأي المعلم
ونختتم برأي المعلم عبدالرحمن الغنيم والذي قال ان اهم شيء في مذاكرة الدروس هو البدء مبكراً ومن أول السنة في مراجعة الدروس وألا تكون المذاكرة في آخر السنة فقط قبل الاختبارات بأيام, أما عن طريقة المذاكرة فمن الصعب جداً أن تفرض على أي طالب طريقة في المذاكرة فلكل طريقته ولكل توجهه، والكل يبحث عن الطريقة الأنسب والتي تجلب له الراحة والمتعة وتطرد من نفسه الملل.
|
|
|
|
|