| مقـالات
الرشاقةوالخفة أمر مطلوب في زمن لا ينتظر الزاحفين والسلحفائيين، فلابد كي تواكب إيقاع الزمن الحاضر وتساير الموجة السائدة أن تكون خفيفا نبيها ومرنا!، وإلا فاجأك المهرولون وجعلوك تحت اقدامهم، ولا صلة للخفة هنا طبعا بالمقولة الشعبية الصفراء: مع الخيل يا شقرا وإنما المقصود ما تعلق منها بالعبارة الوردية الحالمة كن جميلا ترى الوجود جميلا ، والجمال بهذا المعنى ينسحب نحو كل ما يجعل الاشياء تبدو في صورة افضل واكثر إسعادا، ولو ان نشوة الفرح احيانا قد تؤدي بصاحبها الى عواقب سيئة وخطيرة!، ومن أشكال الوناسة المزعومة إن جاز الوصف ما تفعله النساء العربيات بهيئاتهن كي يبدون مشابهات لعارضات الازياء او مذيعات القنوات الفضائية او الممثلات العالميات امثال,, نيكول كيدمان وديمي مور فنجد البروزات والنتوءات واعمال الإصلاحات تنشر هنا وهناك ما بين تنفيخ وتفشيش وتفخيش ، ويا ليت التجليات التجميلية تقف عند هذا الحد بل هي تذهب في بعض الحالات الى ما وراء الأفق، لتطال الأمور الأخرى المكملة كالسيارة وديكور المنزل الذي لا بد وان يطابق مواصفات برنامج )Rich and Famous( المذاع بواسطة قناة هوليود الفضائية، والمرأة العربية عموما مولعة حد الجنون بالتقليعات الغربية وتحديدا تلك القادمة من امريكا بالذات وخصوصا متى ارتبطت باهتماماتها كأنثى،و إذا تعذر عليها (أمركة) وضعها لجأت الى (عربنة) النظائر المنقولة، ولعل آخر صيحات العربنة قضية (المأذونات الشرعيات) بدولة مجاورة، وكما هو معروف المرأة ليس مرخصا لها استنادا للضوابط الشرعية الإسلامية، الاشتغال بوظائف الأحوال الشخصية والقضاء، ومهنة المأذون الشرعي اختصاص قديم حفظه التاريخ الإسلامي للرجل، وإن صح التخمين فهن يمهدن للانخراط في سلك القضاء بإذن شرعي!، وربما كانت فاتحة لمشاريع لاحقة لا علاقة لها بالمحاماة ونظام المرافعات وما شابه، بينما الأولى بدل التركيز على المسائل الرجالية البقاء بالمنازل وتربية الابناء ورعاية شؤون الأسرة، والسبب فقدان الهوية المميزة للمرأة بدخولها لميادين العمل المنافية لطبيعتها كالأعمال العسكرية والسياسية وما قاربها، وأدرك جيدا أن القول السابق بالتأكيد لا يعجب كثيرين لكنها الحقيقة ولا يؤثر رفضها فيها، مسألة ثانية ايضا لا تنتبه اليها النساء ويَنُقَدن وراءها كالمنومات مغناطيسيا، محلها مصدرو الخطابات الحماسية باسمها ولغرض المطالبة بحقوقها عبر الوسائل الإعلامية المختلفة او المنتديات والندوات والتجمعات، لكسب تأييدها اخيرا وخدمة أغراضهم الشخصية أولا وقبل كل شيء وهؤلاء منهم باحثون او طالبو نزوة! أو ساعون للتأليب باستخدام رخيص لفئة توهم أنها مضطهدة ومهضوم حقها! بخلاف أن الغالبية منهم لا يطبقون أبسط ما يدعون إليه داخل بيوتهم، ولا يلغي ما ذكر بدون شك ضرورة إعطاء مساحة أكبر للدور النسائي في إدارة المصالح ذات الصلة المباشرة بأمورها الحياتية والوظيفية، ومنها محليا معالجة الخطأ الإداري الواضح بإيكال مهمة التعليم العام لمؤسستين مستقلتين تماما في وقت يمكن معه احداث عملية دمج تحت مسمى وزارة التعليم العام او التربية والتعليم او التعليم يرتبط بوزيرها مساعد لشؤون البنين ومساعدة لشؤون البنات حتى يكون التنظيم متوافقا ومنسجما مع العادات والتقليد والضوابط الشرعية المانعة للاختلاط المباشر وتسقط معها الحاجة لايفاد الاخ او الاب او الزوج او الابن في مسألة تخص إحدى قريباته الإناث، وبما يهيىء فتح شواغر ادارية اكثر للوظائف النسائية، ويناسب سياسة الانفاق المقنن للمملكة حاليا ويضمن إضافة لما قيل عوائد تعادل او مقاربة لحجم المصروفات,, بالمناسبة التوصية بالدمج سبق وان وردت في حيثيات دراسة أعدتها (لجنة الإصلاح الإداري) قبل أعوام مضت ,, !
خلدون السعد
|
|
|
|
|