كثر رجال الأعمال,, وتوسعت معداتهم,, وقل اختلاطهم بذويهم ومعارفهم وهؤلاء يختلفون في الوصول إلى هذه المرتبة وكأنهم يعبرون الصراط,, فمنهم من وصل يزحف تتلقفه كلاليب الشقاء والتعب، ومنهم من يزحف على قدميه ومنهم من يقدم رجلاً ويؤخر أخرى, ومنهم من يطير ومنهم,, من هو مثل البرق, من هؤلاء من تلقى صفعات الحياة الحلوة وبنى مجده على الحلال,, ومنهم من استيقظ من نومه ليجد نفسه في الاطار الذهبي، ومن هؤلاء من يمثل,, علماً أن رجل الأعمال,, هو شخص يقرأ خارطة الاحداث المالية في هذه الدنيا كل يوم بل كل ساعة بل كل دقيقة, يقال أن أحدهم يبحث عمن يسقيه الماء، ويلقمه الطعام فيداه لا تفتر عن ضغط اقراص الهاتف، وفكره معلق بالصفقات، وحركة الأسهم, وتتبع نوايا البلديات, وهذه الاخيرة عامل مشترك لدينا, آه من هذه النوايا وكيف يستطيع رجل الأعمال أن يدرك اسرارها؟! وهذه النوايا قد تكون في صالح الشارع الذي هو في صالح البلد حتى لو أصبح هذا الشارع مثل زغولة الثور كما يقول العامة, وزغولة الثور - كما يقول العامة - لا تأتي مستقيمة فهناك شوارع تضطر البلديات لعروجتها وجعلها مثل آراء بعض المتفلسفين,, ومن رجال الأعمال من يركب في سيارته الهاتف والهواتف والكمبيوترات، والانترنت، ومعه حاويات القهوة والشاي، وبعضهم لديه حاويات للشاي والعصير بشفاطات آلية, فما عليه الا وضع الشفاطة في فمه برهة ليتسرب الشاي أو العصير إلى جوفه ويفعل هذا وهو في طريقه إلى المكتب, ومن رجال الأعمال من يسعى في أعماله كل لحظة وهو بين أصدقائه وهو يأكل، وهو أيضا يتابع أعماله حتى في لحظة ما أحل الله,,, ,, ولولا أن الكلام يفسد الصلاة,, لما ضاع وقته في نقاش أمر من أموره,, وأكثر الكلام البشري لدى رجال الأعمال,, وأكثر الأرقام تأتي على ألسنتهم,, ورجل الأعمال لا يعرف الشعر ولا النثر الفني ولا الأدباء,, وهو أذكى من هؤلاء كثيراً لانه أدرك أن الأدب أو الشعر بشكل خاص لا يؤكل عيشاً قبل الأدباء والشعراء أنفسهم, وإذا اجتمع الشعر مع المال لدى رجل الأعمال,, زانت الاحوال، فهو شاعر من جهة، ورجل أعمال من جهة أخرى فإذا وقف أمامه مسؤول في صفقة من الصفقات مدحه بالشعر,, قبل قدحه بالمال,, والشعر أبلغ في التعاون, لانه يسري مع الزمن,, والأذكياء أو قل أهل الحظ من عامة الناس من يسكن في حارة فيها رجال أعمال,, لانك ستتفيأ الظلال,, ولن ينقصك لا كهرباء ولا ماء ولا هاتف اسقاط أو جوال,, ورجال الأعمال في بلادنا لم ينسوا فضل هذه البلاد عليهم فقد ساهموا في إقامة المدارس والجامعات والمستشفيات والدور الاجتماعية وساعدوا في تخفيض الشعير إلى أدنى سعر بحيث يستطيع أي صاحب مواش شراءه بأبخس الأثمان,, لله درهم,, من رجال أعمال.
|