| العالم اليوم
بعد استبعاد استمر اكثر من عقد من الزمن عادت الأمم المتحدة للاسهام في جهود صنع السلام في المنطقة العربية، اذ يلاحظ تزايد اهتمام كوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة بقضايا المنطقة أكثر من ذي قبل، حيث كان الفيتو الامريكي صارماً يمنع أية أطراف دوليه غير امريكية من التدخل في المفاوضات الدائرة بين العرب والاسرائيليين، وقد اشترطت واشنطن ومنذ مؤتمر مدريد ألا يشاركها أحد مسئوليه صنع السلام بين العرب والاسرائيليين، وأنها تسمح فقط لبعض الادوار، وبإذن منها، مثل إعطاء شرف مشاركة روسيا في رعاية السلام في المنطقة طبعاً لن يكون لروسيا نفس التأثير الامريكي وهو في الحقيقة مشاركة رمزية لاقيمة لها سوى بعض الدعم السياسي، وهي أدنى من المشاركة الاوربية التي تحاول أن تجد لها دوراً في عملية صنع السلام بتعهدها بتقديم الأموال اللازمة لتشجيع العملية السلمية، أما الأمم المتحدة فكان الرفض الامريكي والاسرائيلي لمشاركتها في العملية السلمية واضحا لا لبس فيه، بل إن المندوب الامريكي في الأمم المتحدة من أيام مادلين أولبرايت المندوبة السابقة وقبلها، كانوا يحذرون من أي تدخل للأمم المتحدة حتى لا تخرب عملية السلام,,,!!
وحجة الأمريكيين والاسرائيليين في منع الأمم المتحدة من القيام بأي دور في عملية صنع السلام في المنطقة العربية الادعاء بأن الأمم المتحدة وأجهزتها منحازة ضد اسرائيل,,,!! ولتشجيع اسرائيل على مواصلة الانخراط في العملية السلمية طلب من الأمم المتحدة الابتعاد وترك الساحة للأمريكيين.
الآن يظهر أن الحظر الامريكي المطلوب إسرائيلياً على الأمم المتحدة قد رفع وأن الامريكيين والاسرائيليين بدؤوا في تكليف أمين عام الأمم المتحدة للقيام ببعض المهام لتكملة الدور الامريكي، والمهام التي طلب من كوفي عنان القيام بها ترتيب عملية إعادة انتشار القوات الاسرائيلية المحتلة لجنوب لبنان.
كوفي عنان ينطلق من مضامين القرارين الدوليين اللذين أصدرهما مجلس الأمن رقم 425 و 426 وهما اللذان يحددان أدواراً للأمم المتحدة لضمان التنفيذ الدقيق لبنود القرارين اللذين يلزمان اسرائيل بالانسحاب غير المشروط من جنوب لبنان.
أما الاسرائيليون والأمريكيون ومن خلال أقوال ديفيد ليفي والناطق باسم وزيرة الخارجية الامريكية، فتشعر وكأن الدور المطلوب من كوفي عنان هو ترتيب تنفيذ للقرارين وفق ما يريده ويعمل له الاسرائيليون، ولذلك تركزت اجتماعات عنان بالمسئولين الفلسطينيين واللبنانيين والاردنيين والسوريين، لضمان عدم تعرض القوات الاسرائيلية للهجمات بعد إعادة الانتشار، حتى وإن جاءت المواقع الجديدة على أراضٍ لبنانية,,!! تريد اسرائيل ان تجعل منها حدوداً جديدة,,.
هذا الدور الذي ارتضته امريكا واسرائيل للأمم المتحدة ويقوم به كوفي عنان بحماس، يدخل المنظمة الدولية في خانات مقدمي الخدمات لمخططات سلام الاستسلام التي يريدون فرضها على العرب.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|