أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 16th April,2000العدد:10062الطبعة الأولىالأحد 11 ,محرم 1421

عزيزتـي الجزيرة

وانصرم عام الأحزان
حقا انه عام الأحزان وليس عام الحزن فحسب، أعني العام المنصرم الذي طويت آخر ورقة منه الاربعاء قبل الماضي, انه نهاية عقد من الزمن، لقد حزنا فيه مرات، وبكينا كرات، كلما جفت مآقينا اذ هي تسيل من جديد, فيه بكت دول قادتها، وودعت الأمة الاسلامية كوكبة من علمائها، وأفل فيصل الشباب.
شباب وأحباب وأخيار طواهم ذلك العام وزاد حزننا ما يعيشه شعب كوسوفا والشيشان ها نحن ندلف بوابة العام الحادي والعشرين بعد القرن الرابع عشر بعد ما تجاوزنا أبواب عام الأحزان نهاية العقد الثاني من القرن الخامس عشر.
فيا عامنا الجديد عذرا لمجيئنا اليك ونحن مترعون بالأحزان مثخنون بالجراح مشغولون بالهموم بينما أنت تستقبلنا بباشة وبشر وجهك وضاح وثغرك باسم.
ها أنت تترك مساحة كبيرة للأمل ونترك لك مساحة فسيحة في القلب.
أيا عامنا المنصرم: نودعك على أمل ألا نلتقي لن نلتقي بك أبدا بيد اننا نلتقي بما أودعنا فيك من أعمال ان خيرا فخير وان شرا فشر.
ايا عامنا الجديد: لولا الجراح والأحزان لاحتفلنا بك احتفالا يليق بمقامك لو ضعنا في يدك عطرا وفي الأخرى زهرا لقبلنا وجهك تقبيلا حارا لفرشنا لك الأرض وردا ورياحين وياسمينا.
أيها العام المنصرم: وداعا وسنذكرك بخير ولن نعيبك.


أنعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا؟!

لا لن نسيء إليك انت لم تحملنا الأحزان بل هي حملتنا، أنت لم تثخنا بالجراح بل هي اثخنتنا، أنت لم تثقلنا بالهموم بل هي اثقلتنا!
نعم هي الأوضاع العالمية المعاصرة التي جعلت حزننا أكبر من فرحنا.
يا عامنا الجديد: لا تسأل عن آلاف المشردين وعن آلاف اليتامى لا لاتسأل عن آلاف الأرامل لا لاتسأل عن آلاف الجياع بدون غذاء لا لاتسأل عن آلاف العرايا بدون كساء.
يا عامنا العزيز: أيامك حبلى بكل جديد فهل نستغلها؟ أيها العام انت رمز للوفاء لكنهم قد يبقون رمزا للخيانة، أنت عام الأفراح فعسى ألا يخلقوا الأحزان.
يا عامنا الغالي: هل ستبقى قلوب وألسنة كثير من البشر على ما هي عليه؟؟ أم تتغير لتكون طيبة كطيبة أيامك؟ نعم هل تفتح صفحات بيضاء ناصعة وتطوى صفحات سوداء قاتمة وتصفى القلوب وتطهر الألسنة؟
أيها العام الكريم: أنت ككل الأعوام,, أنت شقيق العام المنصرم, الأعوام لا تتغير انما أهلها يتغيرون، لذا لن نسألك ماذا ستقدم لنا بل نسأل انفسنا ماذا سنقدم في أيامك ولياليك؟ هل نعيد ترتيب أوراقنا لنبدأ بالأوليات؟ وهل سنقدم كل ما هو ممتع وجديد ونحافظ على أوقاتك الثمينة؟ وهل تفيق أمة المليار مسلم؟!
أيا عام الراحلين: وداعا وربما ننساك، لكن لا ننسى الأحباء والأعزاء الراحلين فيك، ستبقى اسماؤهم منقوشة في الذاكرة.
أيها العام الراحل: رحلت وفيك رحل حبات القلوب وشوق العيون، فلهم من الله الرحمة والغفران ولنا منه الصبر والسلوان.
أيها العام الذي فسح مكانا للعام الجديد: فيك انطلقت ثورة المعلومات وانبثقت العولمة: وتبقى العالمية دائما للاسلام ونبقى متمسكين بعقيدتنا وقيمنا وتراثنا رغم المتغيرات والعولمة!
يا عامنا الحبيب: ها نحن نضع ايدينا في يدك ونأمل ان نشاهد ونسمع كل ما هو خير وكل ما هو جميل.
انت بإذن الله ستمسح الدموع التي انهمرت من اعيننا وتداوي الجراح التي أوجعتنا وعسى ان تكون عام عز ونصر وتمكين للاسلام والمسلمين.
والحمد لله رب العالمين.
سليمان بن ابراهيم الفندي
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved