| عزيزتـي الجزيرة
الوداع كلمة سهلة في نطقها، ولكن ما أصعب معايشتها، لحظات حاسمة عشتها عندما تسللت تلك الكلمات عبر اسلاك الهاتف لتقول لي: لقد مات صالح الريس وتلعثمت الكلمات وتسابقت الدموع وأحسست ان قلبي لم يعد في مكانه، وبحركة لا ارادية اقفلت السماعة, فقد اصابني الدوار اتكأت على الجدار عدت بذاكرتي الى الوراء فاذا بصورة ذلك الطفل البريء امامي وهو ينتقل من كرسي الى آخر كأنه فراشة تنتقل بين الازهار أو كأنه طير يعشق الحرية، وشريط ذاكرتي يسترجع امنيات ذلك الطفل وطموحه الى ان وصلت عند تلك اللحظات التي بدأ فيها يصارع الألم والمرض، بدأت الساعات تتناقص ومعها العد التنازلي، وفي غفوة عين لاحت بشائر الأمل من جديد فقد دبت الحياة في عروقه من جديد، ولكن سرعان ما عاد لحاله فقد نحل جسمه وتغير لونه وكأنه شجرة في فصل الخريف، مضت الشهور والأيام والصراع مع المرض ما يزال على اشده ثم لاحت البشائر مرة أخرى، وبدأ صالح يسترد شيئا من عافيته، ولكن تلك الأيام ما هي كما يبدو الا صحوة الموت, كان يستعد صالح، انه يستعد للقاء ربه, نعم لقد مات صالح وغابت شمسه ولكن ذكراه لم يمت، فاسمه سيظل منقوشا في قلوبنا، وعقولنا ندعو له بالمغفرة من رب كريم، فإلى جنات الخلد يا صالح، الى روح وريحان وجنة نعيم.
اللهم اخلف على اهله بصلاح اخوانه، اللهم اجبر مصيبتهم وعظم اجرهم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
محمد العلوان
|
|
|
|
|