أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 16th April,2000العدد:10062الطبعة الأولىالأحد 11 ,محرم 1421

عزيزتـي الجزيرة

رعاية الأمير نايف لحفل الجائزة إسهام في تحقيق الأمن
قد يكون من الموافقات العجيبة أن يتحمل الظرف أكثر من مناسبة لها دلالتها وتأثيرها في النفس ففي الأسبوع الأول من شهر الله المحرم يدخل العالم الإسلامي في عام هجري جديد يتذكرون به أمجادهم ويستلهمون من تاريخهم ما يحرك في نفوسهم الإيمان، ويجدد العزيمة على المضي في طريق الحق والنور الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ويجعلون من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم منطلقاً لتجديد العهد مع الله.
ويمر خلال ظرف الأسبوع الأول من هذا الشهر أيضاً مناسبة اختيار الرياض عاصمة أصيلة مرتكزة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وثقافة حديثة صيرتها في مصاف الدول المتطورة حيث استطاع ولاة أمر هذا البلد وأبناؤه ان يتعاملوا مع المنهج الأصيل ويتمسكوا به، وأن يأخذوا بالنافع من ثقافة العصر ويستفيدوا منه الأمر الذي جعل هذا البلد حقاً متميزاً ثقافة وسلوكاً وأن يستمتع أهله بالعيش آمنين مطمئنين ثابتين بعيداً عن موجات الثقافات المتغيرة يسارية أو يمينية أو علمانية, ويتحمل ظرف الأسبوع من هذا الشهر رعاية كريمة من رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لحفل جائزة معالي الأمير الفارس الشاعر خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي في محافظات الغاط، الزلفي، المجمعة، وفاء بحق هذا الأمير الذي عرف عنه حبه للعلم وتقربه للعلماء، والاستماع إليهم ومشاورتهم وهذه الرعاية امتداد لاهتمام ولاة أمر هذه البلاد بالعلم وأهله وسيراً على ما كان عليه الباني المؤسس رحمه الله الملك عبدالعزيز الذي اتخذ العلم طريقاً له في بناء الدولة التي نتورف ظلالها وننعم بخيراتها, ولكن عندما تكون الرعاية من رجل الأمن الأول فإنني ألمس فيه معنى آخر قد يغفل عنه كثير من الناس ويتمثل في العلاقة بين التعليم والأمن,إن التربية والتعليم في نظري هي العامل الأهم في بناء قاعدة أمنية واسعة بما تقدمانه للطالب والطالبة من مفاهيم وما تغرسانه من معان تحقق الأمن الفكري الذي طالما نادى به صاحب السمو الملكي الأمير نايف في مناسبات كثيرة, والمدرسة وهي الكيان الذي تتعايش فيه القاعدة العظمى من أبناء هذه الأمة أكثر من سبع ساعات يومياً، ويتلقون فيها معارف ومهارات ويؤدون فيها نشاطات متنوعة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن تحقيق ذلك الأمن خاصة في مثل طبيعة بلادنا الجغرافية والسكانية والثقافية.
وإنني لأزعم ان ما تعيشه هذه البلاد من أمن وأمان إنما يعود إلى السياسة الحكيمة التي تدار بها هذه البلاد وخاصة السياسة التعليمية والتربوية التي جاءت موادها مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتمثلتها مناهجنا التعليمية بما تحتوي عليه من تأصيل لثقافة الأمة وتوجهها في كل مناحي الحياة سواء في علاقة الفرد بأسرته، أو علاقته بولاة أمره أو علاقته بالناس من حوله مسلمين وكفارا,إن مقرراتنا الدراسية قد بنيت على منهج أصيل، وتوجيه كريم حافظ على ثوابت الأمة ودعا إلى الاستفادة من الجديد في عالمنا المعاصر فهي عندما تدرس الأصول الثلاثة في المرحلة الابتدائية وكتاب التوحيد في المرحلة المتوسطة وآيات وأحاديث الاعتقاد في المرحلة الثانوية بل عندما تؤسلم جميع المقررات انما توجد رابطة فكرية قوية بين أفراد الأمة تؤكد من خلالها على حقوق ولي الأمر ووجوب طاعته في المنشط والمكره وعدم الخروج عليه حتى وان أخذ المال أو ضرب الجلد وهذه المعاني اذا استقرت في قلب الدارس كانت أكبر العوامل المساعدة في استتباب الأمن ومنع حدوث الفتن، وإثارة الخلافات والتنازع,وهي قبل ذلك تؤكد على حق الله وحق نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والتأدب معهما كما تؤكد على حقوق الناس من المسلمين وغيرهم ووجوب حفظ الضرورات الخمس النفس، والدين، والمال، والعرض، والنسل والمحافظة على الممتلكات وصيانة المبادئ الإنسانية وتحدد مستوى حرية الأفراد وتجعلها متزنة لا تخل بالآداب العامة ولا تتحول إلى فوضى واباحية ولا يعتدي بها على حرية الآخرين وهي في نفس الوقت تغرس في قلب الدارس تحريم الاعتداء والظلم وتوجب القيام بالعدل وتؤكد على حقوق الوطن ووجوب حمايته والدفاع عنه وتجعله فرض عين على كل مواطن.
إن هذه المعاني وغيرها كثير عندما تدرس للطالب في ظل الشريعة ومن خلال المناهج الدراسية والمناشط المدرسية بحماسة وفاعلية من المعلمين والمسؤولين عن التعليم سوف تسهم إلى حد كبير في ايجاد مجتمع مستقر آمن يعرف ما له وما عليه وإن وجدت حالات خارجة عن الجادة فستظل حالات شاذة لا يعتد بها، فقد حصل في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم من زنى، وسرق، وشرب الخمر، وقتل,, ولكن الحق والعدل ألا تترك هذه الأمراض فتستشري في جسم الأمة بل تعاقب وفق ما قررته الشريعة من أحكام وهو ما تنهجه حكومة خادم الحرمين الشريفين من خلال ما نسمعه ونراه من اقامة احكام الله في المجرمين والخارجين عن جادة الصواب، ومع كون التربية والتعليم أساساً في المحافظة على الأمن فإن المواطن مهما كان موقعه يجب أن يكون رجل أمن يمد يده معيناً وناصراً للساهرين على مصالحه ومصالح اخوانه المواطنين ويكون عيناً ساهرة للمحافظة على مقدرات الأمة ومصالحها فعينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله.
عبدالرحمن سعد الحقباني
مدير شؤون المحافظات بالادارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved