| عزيزتـي الجزيرة
إلى عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت في يوم السبت والاثنين 3 - 5 محرم 1421ه 8 - 10 ابريل 2000م في العددين (10054 - 10056) على مقالة الكاتبة ناهد باشطح عن السيدة الكتابة,في مستهل مقالتي هذه أود أن أشكر الكاتبة ناهد باشطح عن مقالاتها السابقة والجيدة والتي كانت تخص بها الصحفيات، وأجدها فرصة لكي أتحدث عن الصحفية وما تعانيه من قبل المؤسسة والمجتمع بأفراده,, ولا أقصد مؤسسة صحفية بعينها وانما الحديث هنا بشكل عام.
فالصحفية تعاني الكثير من الضغوط النفسية من هذا العمل الصعب ورغم ذلك لا يكون هناك تقدير معنوي أو مادي من قبل بعض المؤسسات الصحفية التي تماطل بتعيينها بحجة ما تواجهه تلك المؤسسات من ضعف في الميزانية, كما أن قلة الوعي لدى الجمهور بدور الصحفية باعتبارها انسانة تخوض في مجال لم تعتد عليه المرأة في بلادنا,, على الرغم من ان مهنة الصحافة لا تقل أهمية عن المهن الأخرى التي تمارسها المرأة مثل التدريس أو العمل الاداري أو الطب بالاضافة إلى ذلك عدم تمكنها من متابعة المادة الصحفية بعد ارسالها إلى الجهة المعنية,, حيث يعبث المحرر المسؤول أو أي محرر بمادة الصحافية فيحذف ويضيف ويعدل دون مبررات ودون النظر إلى المجهود الذي بذلته الصحفية في العمل ودون اعتبار لوجهة نظرها المطروحة مما يسبب لها الحرج الكبير مع الشخصيات الاكاديمية أو الشخصيات العامة,, ويجعل بعض هذه الشخصيات ترفض التعامل مع الصحفيات لاحقاً,ولا ننسى عدم وجود معايير ثابتة للتقدير المادي، مثلا,, بعض الصحفيات لا يتسلّمن رواتبهن في نهاية كل شهر وإذا صرفت المكافأة يكون المبلغ ضئيلا جداً ولا يتناسب مع المجهود الكبير الذي بذلته الصحفية واستغرق منها الجهد والوقت وهذا من أكبر العوامل التي تدفع الفتاة السعودية للابتعاد عن المجال الصحفي لعدم وجود الأمان المادي والتقدير المعنوي,, وخصوصا أنه ليس هناك تعاقد أو أوراق رسمية تضمن حق الصحفية وتوضح معايير العلاقة بين المؤسسة والصحفية.
أما عن الاستدلال الذي طرحته الأخت ناهد باشطح فيما يتعلق بموضوع المدرسة التي كادت ان تسقط على رؤوس الطالبات في منفوحة فهي صائبة,, فلو ان التي قامت بالتحقيق في الموضوع,, وإلقاء الضوء على حقيقة الأمر صحفية لما كانت المسؤولة في المدرسة قد تحدثت خشية من الرئاسة ولن تجد سوى الرد الشهير الرئاسة لم تعطنا الضوء الاخضر للتحدث إلى الصحفيات ولو قامت الصحفية بنشر الخبر دون تصريح أو دلائل لأقامت الرئاسة الدنيا ولم تقعدها,, وفي النهاية يُكذّب الخبر.
ورغم كل هذه المصاعب التي تواجهها الصحفية فإنه لا يوجد هناك اي جهة اكاديمية أو تعليمية تقوم بتدريب الصحفية على أسس علمية ولذلك تظل مجهودات الصحفية مجرد اجتهادات، وبالمقابل فإن إتاحة الفرصة من قبل المؤسسة الصحفية هو الآخر مجرد اجتهادات وسد حاجة بالعنصر النسائي الذي لم تعد أي مؤسسة تستغني عنه لذلك فالخوض في هذا المجال يستدعي وقفة كبيرة وإعادة نظر لما تتطلبه المرحلة القادمة,.
جميلة السعدي الرياض
|
|
|
|
|