| محليــات
تجيء الزيارة الرسمية لفخامة الرئيس إميل لحود رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة للمملكة ليس فقط في إطار العلاقات الأخوية المتميزة على المستوى الثنائي ، بل وأيضاً في إطار التفاهم السياسي والأمني الاستراتيجي الذي يخدم صمود لبنان رئيساً وحكومة وشعباً ومقاومة وطنية في وجه الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية التي لم تتوقف منذ أكثر من ربع قرن على لبنان انطلاقاً من الشريط المحتل في جنوبه الغالي.
ولعلّ الأجواء السياسية والأمنية التي يتحرك فيها فخامة الرئيس لحود في الساحة العربية تعيد إلى ذواكرنا تلك الأجواء السياسية والأمنية التي سبقت استضافة المملكة لمجلس النواب اللبناني الذي يضم كل قادة الفعاليات السياسية والطائفية النافذة في لبنان حيث التأم شمل الجميع في مدينة الطائف التي حمل الاتفاق اللبناني/ اللبناني اسمها (اتفاق الطائف) وهو الاتفاق الذي أجمع اللبنانيون، والأشقاء العرب وقادة المجتمع الدولي المعنيون بأزمة الحرب الأهلية اللبنانية آنذاك والتي استمرت زهاء خمسة عشر عاماً قبل توقيع الاتفاق على أنه الاتفاق حقق الحلول العملية القابلة للتطبيق لجميع مشاكل لبنان السياسية والأمنية والاجتماعية الانسانية.
وقد لعبت اللجنة العربية الثلاثية بقيادة المملكة التي مثلها فيها سمو وزير الخارجية وضمت إلى جانبه وزيري كل من المملكة المغربية والجمهورية الجزائرية، لعبت دورها الحيوي الذي أدى إلى تنفيذ بنود اتفاق الطائف، ومن أهمها بسط سيادة الدولة اللبنانية سياسياً وأمنياً وعسكرياً على جميع الأراضي اللبنانية غير الخاضعة للاحتلال الاسرائيلي.
ولعلّنا نذكر اليوم أن من الانجازات الأساسية التي تحققت للبنان باتفاق الطائف أن هذا الاتفاق منع تنفيذ مخطط إسرائيلي بالغ الخطورة على سيادة لبنان على كامل ترابه وهو المخطط (استعداد إسرائيل للجلاء من الضفة الغربية ومن قطاع غزة ومن هضبة الجولان في مقابل امتداد جغرافي لشمالها في جنوب لبنان)!!
ولقد كشفت وثيقة في أوراق الرئيس اللبناني الأسبق إلياس سركيس هذا المخطط!!
واليوم فإن إسرائيل تعيد نفس السيناريو بشأن الانسحاب من جنوب لبنان,, فهي تارة تريد انسحاباً كاملاً وأحادي الجانب من كل الجنوب اللبناني، وبدون شروط، وتارة تريد الاحتفاظ بمواقع أقدام لها في الجنوب ولهذا تدعو تصريحاً مرةً وتلميحاً مرةً أخرى إلى تعديل القرار الدولي (425) الذي يقضي بانسحابها من جنوب لبنان بدون قيد أو شرط!
وفي القمة السعودية/ اللبنانية اليوم بين الزعيمين الكبيرين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله وأخيه فخامة الرئيس إميل لحود، سيتم التنسيق الدقيق بين الجهدين السعودي واللبناني، لدعم وتعزيز الجهد اللبناني والعربي والدولي من أجل أن يتحرر جنوب لبنان بالكامل من الاحتلال الاسرائيلي بدون أي ثمن تريده إسرائيل ينتقص من كرامة وسيادة لبنان الشقيق.
وزيارة الرئيس الشقيق إميل لحود تعبير عن الثقة اللبنانية العميقة في حكمة خادم الحرمين الشريفين أيده الله وجديّته على الدوام في الوقوف بجانب لبنان وتقديم الدعم المادي والمعنوي له بسخاء لم يعد محل شك من أحد في لبنان وغيره من المتابعين للشأن اللبناني.
نتمنى للرئيس الشقيق إميل لحود إقامة طيبة في بلده الثاني المملكة.
|
|
|
|
|