أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 16th April,2000العدد:10062الطبعة الأولىالأحد 11 ,محرم 1421

متابعة

ربع قرن على اشتعال شرارة الحرب الأهلية اللبنانية
للمملكة الفضل الرائد في إنقاذ المستقبل اللبناني برعايتها اتفاق الطائف الذي أوقف الحرب
* بيروت ويدا حمزة واس د,ب,أ
صادف يوم الخميس الذكرى الخامسة والعشرين للشرارة الأولى التي تسببت باندلاع الحرب اللبنانية الماضية وساهمت في شطر العاصمة اللبنانية بيروت الى جزءين شرقي وغربي تفصل بينهما محاور قتال وخطوط تماس ودشم وتحصينات خلفها مسلحون يتنازعون بمختلف أنواع الأسلحة المدفعية والصاروخية والرشاشة بأعيرتها المختلفة للسيطرة على القرار السياسي والميداني في الساحة اللبنانية آنذاك.
ويوضح بعض النقاد والمؤرخين الى جانب بعض الوقائع والأدلة والبيانات المتعلقة بتاريخ الحرب اللبنانية المنصرمة ان اندلاع شرارة الحرب تسبب بها مسلحون يعتقد انهم ينتمون إلى حزبي الكتائب والوطنيين الاحرار اليمينيين الذين اطلقوا النار الكثيف في الثالث عشر من شهر نيسان/ ابريل في العام 1975م على باص يحمل مدنيين فلسطينيين صودف مروره بمنطقة عين الرمانة ذات الغالبية المسيحية من السكان التي كانت حينذاك على عداء مستفحل مع العمل الفدائي الفلسطيني ضد اسرائيل من الاراضي اللبنانية.
وسبق حادث اطلاق النار على الباص حادث اكثر خطورة حيث قام مسلحون يستقلون سيارة من نوع فيات قبل ساعات بتبادل النار مع عناصر مسلحة اخرى من منطقتي مارون مسك وعين الرمانة المسيحيتين وهم ينتمون إلى حزبي الكتائب والوطنيين الاحرار وأدى الحادث المذكور إلى جرح مسلح فلسطيني وجرح شخص آخر ينتمي إلى حزب الكتائب.
ويؤكد بعض المؤرخين ان الحادث الاول الذي ساهم في توتير الاجواء والشحن الطائفي والغليان كما كان المسبب لرد فعل على فعل لحادث اطلاق النار على الباص واعتبر أساس اشعال الحرب اللبنانية التي دامت أكثر من ست عشرة سنة وأدت إلى إحداث تدمير هائل وكبير على الاصعدة كافة في لبنان الذي كان يعيش حالة من الرفاه الواسع والازدهار بداية السبعينيات.
ويذكر اللبنانيون بعد تلك السنوات المريرة من الدمار والخراب والانقسام والتشرذم وزعزعة الامن والاستقرار ما قامت به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الامين من جهود كبيرة ومخلصة في جمع النواب اللبنانيين في مدينة الطائف في أواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات ومساعدتهم على التوصل إلى اتفاق سمي باتفاق الطائف حيث ساهم فيما بعد بتوحيد العاصمة اللبنانية بيروت وانتخاب رئيس جديد للبنان وإحداث اصلاحات سياسية كبيرة في النظام السياسي اللبناني وانطلقت منذ ذلك الحين مسيرة انماء واعمار لبنان كان للمملكة العربية السعودية الفضل الرائد في انقاذ المستقبل اللبناني من خلال انهاء الحرب التي انهكت لبنان آنذاك.
وفي الذكرى الخامسة والعشرين على اندلاع حرب أهلية في لبنان يتذكر ضحاياها معاناتهم ويتساءلون عما إذ كانت الايام القادمة ستحمل معها السلام ام الحرب للمنطقة.
ومع أن شكل الحرب اللبنانية تغير على مدى السنين فالحرب التي بدأت بصراع مسيحي فلسطيني انحاز خلاله المسلمون إلى الفلسطينيين وتحولت إلى حرب مسيحية مسلمة ثم بلغت ذروتها باقتتال بين المسيحيين أنفسهم وبين المسلمين.
وبالنسبة لبعض العائلات، فإن عشر سنوات من السلام لم تكن كافية لتضميد الجراح المفتوحة التي عانوا منها طوال سنوات الحرب.
ولا يزال بعض المتضررين من الحرب الاهلية يتساءلون عما عادت به الحرب عليهم وما كسبوه منها.
وتقول ايفون صليبا: نحن اللبنانيين دمرنا منازلنا، قتلنا بعضنا البعض، وأضعنا اقتصادا كان مزدهرا.
لذيدة إيفون واحدة بين لبنانيات كثيرات لازلن يحملن جراحا لن تندمل.
فقد فقدت صليبا اثنين من ابنائها في معركة بين مجموعتين مسيحيتين متناحرتين كانتا في وقت من الاوقات حليفتين.
وتتذكر صليبا وهو مسيحية تعيش فيما كان يعرف بالشطر المسيحي من العاصمة وبمرارة كيف قتل ولداها ريشار وفارس في يوم واحد بينما كانا يقاتلان مع معسكرين معاديين.
فقد كان ريشار يقاتل في صفوف قوات قائد الجيش آنذاك ميشال عون، بينما كان فارس يقاتل مع ميليشيا القوات اللبنانية عندما اندلعت معركة طاحنة بين الجماعتين عام 1990 للسيطرة على الشطر المسيحي.
وقد وصف مسيحيون كثيرون هذه المعركة في ذاك الوقت بأنها معركة بين الأشقاء .
لم يتبق لدى إيفون الآن إلا صورة ابنيها اللذين تصلي من اجلهما، وتتمنى ألا تذوق أم العذاب الذي ذاقته.
وتقول ايفون: رغم عذابي الشخصي، اشعر بالقلق تجاه الايام القادمة,, فأنا لا أعرف ما إذا كانت الامهات اللبنانيات يستطعن تحمل نتائج حرب أخرى.
وتضيف ان الحروب تندلع بسهولة في لبنان,, فما الذي سيمنعها من الاندلاع من جديد.
وعلى الجانب الآخر من العاصمة في الاحياء الجنوبية من بيروت التي تكتظ بالشيعة هناك قصة مماثلة لكن لاسرة مسلمة شيعية.
وتقول أم علي مقداد وهي تفتح باب منزلها وقد اتشحت بالسواد والدموع في عينيها إنني أعيش بلا مشاعر .
وتبدأ المرأة الشديدة النحافة قصتها بإخبارنا كيف ربت ولديها محمد وعلي وتقول مات أبوهما وهما صغيران، ونزلت للعمل كي أربيهما دون مساعدة أحد ثم ارسلتهما إلى المدرسة,, وعندما بلغا السن التي تسمح لي بالتمتع بوجودهما، أخذهما الله.
فقد انضم علي ومحمد إلى مجموعتين شيعيتين متناحرتين هما أمل وحزب الله وفي احدى المواجهات بين الفصيلين قتل الشقيقان ومات كل منهما في فصيل.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved