| الاقتصادية
استطاع القطاع السياحي العربي ان يؤكد دوره في تنشيط فعاليات اقتصاديات الدول العربية تأكيدا ملحوظا خلال السنوات الاخيرة وقد أدركت الدول العربية الدور المتميز الذي يمكن ان يقوم به هذا القطاع لخدمة الاقتصاد وتحريك الحركة التجارية واستيعاب المزيد من الايدي العاملة.
ويؤكد ذلك معظم التقارير والدراسات التي نشرت مؤخرا عن حجم العائدات السياحية للعالم العربي حيث بينت التقارير السنوية لمنظمة السياحة العالمية ان عائدات السياحة لعام 1999م ارتفعت في الدول العربية عدا دول المغرب العربي بنسبة ملحوظة عن عائدات 1998م ووصلت إلى اكثر من 7 مليارات دولار.
وأوضح التقرير ان السياحة في منطقة الشرق الاوسط تشهد ازدهارا كبيرا في السنوات الاخيرة وان عدد السياح الذين قدموا إلى المنطقة منذ عام 1995م شهد ارتفاعا سنويا ملحوظا مقارنة بما قبل عام 1995م.
وتوقعت منظمة السياحة العالمية في تقريرها السنوي ان يشهد العام الجاري اقبالا متزايدا من السياح إلى المنطقة العربية نظراً لغنائها الكبير بالآثار، واستنادا إلى هذا النمو توقع التقرير ان يستقطب القطاع السياحي في الدول العربية جزءا كبيرا من الاستثمارات الخاصة والعامة مشيرا إلى ان الحكومات في المنطقة بادرت الى تخصيص جزء من الاستثمارات لإقامة مشاريع سياحية.
إلا انه وبالرغم من ايجابية هذه الارقام فمازال امام القطاع السياحي العربي الفرصة للنمو والازدهار خاصة في ظل التغيرات الدولية التي تشهدها الساحة الدولية والشرق اوسطية على وجه الخصوص، فإحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط سيساعد كثيرا على نمو هذه الصناعة او ينبغي ان ينميها في الفترات القادمة وعلى الدول العربية إذا كانت مؤسساتها وهيئاتها تعي بأهمية قطاع السياحة ومساهماتها في زيادة الدخل القومي ان تحاول رسم خطط استراتيجية للنهوض بهذا القطاع وتنميته، فالسياحة تشكل الآن خيارا استراتيجيا تتبناه معظم دول العالم.
فيجب ان تهتم الدول العربية بضرورة التركيز الاعلامي على السياحة في الداخل ووضع الخطط الاعلامية التي تدعم السياحة الداخلية والقيام بتنفيذ المشروعات الخدمية التي تساعد القطاع الخاص في إنشاء المشروعات الاستثمارية.
بالاضافة إلى ان النشاط السياحي يتطلب المرونة وسرعة اتخاذ القرارات بما يتلاءم مع التغيرات الاجتماعية الحادثة على الخريطة العالمية، لذا فإنه ينبغي الاخذ في الاعتبار سن قوانين وتشريعات جديدة تساعد على حفز الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي والفعال.
كما ان المشروعات السياحية تتطلب تأمين السيولة الكبيرة في ظل المعطيات الاقتصادية الحالية التي تعيشها مجتمعات العالم العربي، ومن هنا يتحتم على الدول العربية حفز دور القطاع الخاص لاجتذاب الاستثمارات الاجنبية واستيراد الخبرات اللازمة التي تقتضيها مرحلة التنمية السياحية المنشودة.
* رئيس المركز العربي للاتصال والعلاقات الدولية .
|
|
|
|
|