| مقـالات
كم شخصاً منا قال لأبيه بملء فيه، وبكل الإرادة الحرة، احبك يا أبي؟
الأب والأم ليسا بحاجة لأن نعبر لهما عن حبنا حتى يبادلاننا نفس الشعور، فحبهما غريزي لأبنائهما، لكن الا يحق لنا ان نعبر لهما عن هذا الحب؟
إن من المؤسف حقاً ان نجد الكثير والكثير من الأبناء غير قادرين على إعلان حبهم لوالديهم،ويبدو ان ذلك مرتبط بالتربية والنشأة الجافة التي رسخت في نفوس الأبناء عدم قول عبارة أحبك يا أبي,, أو أحبك يا أمي .
إن الكلمة الطيبة تجاه أي انسان صدقة، فكيف إذا كانت تجاه اقرب الأقربين إلينا؟!.
حقيقة إن ديننا وأخلاقنا يحضاننا على حب الوالدين، وحب الأقربين، بل وحب الناس، لكننا كثيراً ما نمارس هذا الحب سلوكاً,, كالبر والاحسان، وننسى إحدى الوسائل الفعالة لايصال مشاعرنا وأحاسيسنا تجاه هؤلاء الذين نحبهم من كل قلبنا، أي القول الصريح لهم بأننا نحبهم.
إن الكلمة الرقيقة الصادقة النابعة من القلب، لا تستقر ولا تسكن الا في القلب، والتعبير اللفظي الصريح المعبر عن حبنا لأهلينا سلوك يجب أن نعتاده وأن نتعلمه، لأنه يعمر ما في نفوسنا من حب وإلفة، ويعمق صلاتنا بمن نحب، ويوصل مشاعرنا صريحة إليهم، فيشعرون بتقديرنا لهم، ونشعر اكثر بانتمائنا إليهم والتصاقنا العاطفي والروحي بهم.
إننا نحمد الله كثيرا ان التعبير عن الحب نمارسه سلوكاً فعلياً تجاه كل من نحب، فنأنس بقرب آبائنا وأهلنا، نساعدهم ونقدم لهم كل عون، ننفق عليهم دون منٍّ أو أذى، نفرح لفرحهم ونأسى لأساهم، نحنو على صغارنا، ونوقر كبارنا، نكرم وفادتهم حين يأتون إلينا، ونحسن وداعهم حين يذهبون عنا، نطمئن عليهم بالحضور الشخصي أو الاتصال الهاتفي، نحرص على كل ما يساعدهم، ونبادر الى كل ما يقيل عثراتهم,إنها السلوكيات الاسلامية الصحيحة، وإنها عاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا المترسخة والمتجذرة فينا، نمارسها دون افتعال او تصنّع، ونحرص عليها حرصنا على حياتنا دون أي تهاون او تفريط.
فإذا كان هذا حالنا ولله الحمد، فما أبسط ما نفتقده، وهو تحويل هذا السلوك في جانب منه الى عبارات ننطقها فيسمعها من نحب، وينطقها أهلونا على أسماعنا فتنزل في أفئدتنا برداً وسلاماً ودفئاً إنسانياً راقياً.
دعونا ننطقها بملء أفواهنا,, أحبك يا أبي,, أحبك يا أمي,, أحبك يا أخي,, أحبك يا ابني,, أحبك يا ابنتي .
د, خالد آل هميل
|
|
|
|
|