| العالم اليوم
مع أن الأقوال والتصريحات لا يمكن ان يبني عليها المحلل السياسي فرضيات ونتائج، إلا أن كثيرا من الاعمال التي تقوم بها المؤسسة السياسية الاسرائيلية، تسبقها بعض الاشارات التي يجهد لها ساسة اسرائيل، ويهيئون المسرح السياسي الدولي.
الآن تقوم اسرائيل بهذه اللعبة السياسية ويشترك في تنفيذ سيناريوهاتها العديد من الساسة والمسئولين، ومن خلال توزيع متقن، بدءاً من كبير الوزراء ايهودا باراك الى مساعدي الوزراء مروراً بوزير الخارجية ديفيد ليفي.
اللعبة بدأت اثناء الحملة الانتخابية لإيهودا باراك الذي طرح شعار الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان، وبلع الطعم حتى العرب الذين هلل الكثيرون منهم لرغبة باراك الخروج من الوحل اللبناني وفي ترتيب متدرج بدأت الخطوات الاسرائيلية في تنفيذ شعار الانسحاب من جنوب لبنان خاصة بعد فوز باراك بالانتخابات,, الفوز الذي كان متوقعاً، ومطلباً للعديد من القوى الدولية والمحلية الاسرائيلية وحسب السيناريو المعد جدد باراك التزامه بالانسحاب من جنوب لبنان في شهر تموز يوليو وعاد العرب يهللون فرحين بالتزام باراك بالانسحاب، وأنه صادق في وعده,,!! وقبل ان يفيق الفرحون والمصفقون، أخذت الأمور تتكشف، فالاسرائيليون كانوا يعدون العدة للانسحاب من لبنان حتى قبل ان يتحدد موعد الانتخابات التي اوصلت باراك للسلطة، وان فرقهم المساحية، مسحت المنطقة الحدودية مع لبنان، وانهم وضعوا حدوداً، ورسموا خطوطاً على خرائط كانت جاهزة، على الورق وعلى الأرض ولم يكتشف اللبنانيون ذلك إلا بعد ان شككوا في قيام مهندسين عسكريين في مسح قرى لبنانينة معينة.
ومع ان رئيس الحكومة اللبنانية اعلن في وقتها ان لبنان متمسك بحدوده الدولية المثبتة باتفاقيات دولية من خلال خط الهدنة، إلا ان الجميع ظلوا يعتقدون بأن الاسرائيليين سينفذون انسحاباً من جنوب لبنان، حتى ظهرت الحقيقة بعد فشل اجتماع الرئيس الاسد مع كلنتون حيث ظهر الاسرائيليون على حقيقتهم فهم يسعون الى ان يكون الانسحاب من لبنان ضغطاً موجها ضد سوريا، تراجع تصريحات ديفيد ليفي وامنون شاحاك وزير السياحة الحالي ورئيس الاركان السابق .
وامس الأول أكمل الخطة ابراهام سنيه نائب وزير الحرب الاسرائيلي حينما كشف في مقابلة مع لوفيغارو الفرنسية، بأن اسرائيل ستعيد انتشار قواتها في جنوب لبنان على طول خط يتمتع بشرعية دولية.
هذا القول الخطير الذي اختار سنيه صحيفة فرنسية لاطلاقه يعني جملة حقائق خطيرة، تؤكد ان الانسحاب الذي رحب به كثيرون ومازال في امريكا وجميع الدول الاوروبية يعتبر تكرماً اسرائيلياً على اللبنانيين وهذه الحقائق كلها جرائم بحق لبنان فهي:
1 اعادة انتشار وليس انسحابا، والعسكريون يعرفون بل وحتى السياسيون الذين يتعاطون الكتابة السياسية الفارق بين الاثنين.
2 تريد اسرائيل من اعادة الانتشار كسب مشروعية لحدود جديدة تضم اراضي لبنانية مسروقة ستغض النظر عنها القوى الدولية في اطار احتفالها بانسحاب اسرائيل.
هل وضحت لعبة اسرائيل التي بدأت اثناء حملة باراك الانتخابية ولم تنتهي بعد,,؟!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|